نتنياهو وبايدن يتحدثان مع تفاقم الانقسامات بشأن الدولة الفلسطينية وعملية رفح
رئيس الوزراء يتعهد بمقاومة "الإملاءات الدولية" فيما يتعلق بالاتفاق مع الفلسطينيين؛ البيت الأبيض: الرئيس أكد معارضته للهجوم على رفح دون خطة لحماية المدنيين
وسط تصاعد التوترات بين الزعيمين، تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن عبر الهاتف لمدة 40 دقيقة مساء الخميس، وفقا لمكتب رئيس الوزراء.
وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن الرجلين ناقشا مسألة الرهائن الذين تم اختطافهم خلال هجوم 7 أكتوبر ورفح والمرحلة التالية في القتال ضد حماس، وتطرقا إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وقال بيان للبيت الأبيض أيضا إن القائدين تحدثا عن المفاوضات بشأن الرهائن والأوضاع في غزة واحتمال شن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، آخر معقل لحماس في القطاع، حيث فر 1.4 مليون فلسطيني نازح بحثا عن مأوى هربا من القتال في أماكن أخرى.
وجاء في البيان أن “الرئيس أكد مجددا التزامه بالعمل بلا كلل لدعم إطلاق سراح جميع الرهائن في أقرب وقت ممكن، مدركا وضعهم المروع بعد 132 يوما في أسر حماس”. وأضاف: “ناقش الرئيس ورئيس الوزراء أيضا الوضع في غزة، والحاجة الملحة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة إليها”.
وفيما يتعلق برفح، قال البيان إن بايدن “كرر وجهة نظره بأن العملية العسكرية لا ينبغي أن تستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم المدنيين في رفح”.
وجاءت المحادثة في الوقت الذي التقى فيه نتنياهو مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، وكابينت الحرب ومجلس الأمن القومي الكامل الليلة، حيث خرج رئيس الوزراء من الاجتماع لتلقي المكالمة، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وبعد المكالمة، أصدر نتنياهو بيانا في منتصف الليل أصر فيه على أن إسرائيل لن ترضخ للضغوط عليها لقبول دولة فلسطينية.
وقال نتنياهو “يمكن تلخيص مواقفي في الجملتين التاليتين، إسرائيل ترفض بشكل قاطع الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين. ولن يتم التوصل إلى مثل هذا الترتيب إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون شروط مسبقة”.
بالإضافة إلى ذلك، قال رئيس الوزراء: “إن إسرائيل ستواصل معارضة الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية. إن مثل هذا الاعتراف في أعقاب مذبحة 7 أكتوبر من شأنه أن يعطي مكافأة كبيرة للإرهاب غير المسبوق ويمنع أي تسوية سلمية في المستقبل”.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء في أعقاب تقرير ذكر أن الولايات المتحدة والعديد من الشركاء العرب يعدون خطة مفصلة لاتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين يشمل “جدولا زمنيا ثابتا” لدولة فلسطينية، مما أثار استنكارات فورية من أعضاء كبار في حكومة نتنياهو ومتحدث باسم مكتبه.
بحسب التقرير في صحيفة “واشنطن بوست”، نقلا عن مسؤولين أمريكيين وعرب، قد يصدر إعلان عن الخطة في الأسابيع القليلة المقبلة، لكن التوقيت يعتمد إلى حد كبير على قدرة إسرائيل وحماس على التوصل إلى اتفاق بوقف القتال في غزة.
وكان نتنياهو قد تحدث في الماضي ضد إنشاء دولة فلسطينية، كما اعترض آخرون على تصريحات من واشنطن وأماكن أخرى تشير إلى أن المحادثات بشأن إنهاء القتال في غزة، والذي أشعله الهجوم الوحشي الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، يمكن استخدامها لتحريك جهود محتضرة منذ فترة طويلة للتوصل إلى حل يستند على مبدأ الدولتين.
الهجوم، الذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص وسط ارتكاب حركة حماس الحاكمة لغزة لأعمال قتل واغتصاب وغيرها من الفظائع، كما تم اختطاف 253 آخرين واحتجازهم كرهائن، لخص للعديد من الإسرائيليين التحديات الأمنية التي طالما تم الإشارة إليها باعتبارها سببا لمعارضة الدولة الفلسطينية.
وجاءت الأنباء عن الخطة في الوقت الذي كثفت فيه الولايات المتحدة وآخرون تحذيراتهم ضد قيام إسرائيل بتوسيع هجومها البري في غزة إلى رفح. ووفقا لواشنطن بوست، فإن أولئك الذين يقفون وراء الخطة، بما في ذلك مصر والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وممثلون فلسطينيون، فضلا عن الولايات المتحدة، يخشون من أن الهجوم البري للجيش الإسرائيلي في رفح سيؤدي إلى عرقلة عملية السلام المحتملة.
وعلى الرغم من الخطر المحتمل على السكان المدنيين، أعلن نتنياهو يوم الجمعة أنه أمر الجيش الإسرائيلي بتقديم خطة لكابينت الحرب لإخلاء السكان المدنيين في المدينة وتدمير كتائب حماس المتبقية في المنطقة.
تعتقد إسرائيل أنها لا تستطيع إضعاف حماس بشكل فعال دون الاستيلاء على رفح، التي تقع على حدود غزة مع مصر. ويُعتقد على الأقل أن بعض الرهائن الـ 134 المتبقين في غزة موجودون في المدينة؛ يوم الإثنين، أنقذت القوات الخاصة رهينتين إسرائيليتين من الأسر في شقة في رفح، وسط قصف أدى إلى مقتل العشرات، بحسب السلطات الصحية التابعة لحركة حماس في غزة.