نتنياهو: نريد السلام لكننا لن نقوم بتقسيم القدس
منتقدا مؤتمر باريس، رئيس الوزراء يقول إنه لن يتم تحقيق تقدم من خلال إملاءات دولية، ويرى أن الطريق إلى السلام لا تزال طويلة ما دام عباس على رأس السلطة الفلسطينية

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأحد بأنه لن يتم تقسيم العاصمة الإسرائيلية القدس مرة أخرى، مكررا في الوقت نفسه التزامه باسئتناف محادثات السلام مع الفلسطينيين الذين سيرغبون من جهتهم، في إطار أي اتفاق سلام، برؤية القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
متحدثا في المراسم السنوية للإحتفال بـ”يوم القدس”، حيث تحيي إسرائيل الذكرى الـ -49 لبسط سيطرتها على الجزء الشرقي من المدينة الذي يضم البلدة القديمة في حرب الستة أيام وضمه إلى الجزء الغربي، قال نتنياهو بأن القدس “لديها مشاكلها ولكننا لن نعود أبدا إلى واقع مدينة مقسمة ومجروحة”.
وقال خلال المراسم التي أقيمت في “تلة الذخيرة”، “وجودنا في القدس حق وليس صدقة، وسنواصل تطوير المدينة لجميع سكانها”.
حرب الستة أيام في عام 1967 كانت “عملية إنقاذ لإزالة التهديد الوجودي”، كما قال نتنياهو الذي أضاف “مرة تلو الأخرى يتم إثبات أن أفضل ضمان لتواصل وجودنا هو تواجدنا [هنا] وقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا وضمان أمن إسرائيل”.
منتقدا مؤتمر السلام الأخير في باريس الجمعة، والذي هدف إلى وضع شروط لإستئناف المفاوضات، قال نتنياهو بأن السلام يمكن تحقيقه من خلال المفاوضات المباشرة بيتن الجانبين “وليس من خلال إملاءات دولية”.
وقال نتنياهو إن “أي إملاء دولي فقط يبعد السلام” ، ويعمل على زيادة تصلب الموقف الفلسطينيي، مكررا الإنتقادات التي وجهها للمؤتمر في السابق.
وتابع بالقول إن “أحد أسماء القدس هو مدينة السلام. دولة إسرائيل تريد السلام. انا أريد السلام. إنني معني باستئناف العملية السياسية التي تسعى إلى تحقيق السلام”، وأضاف أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال المحادثات مع دول في المنطقة وبعد أن يعترف جيران إسرائيل “بحق إسرائيل بالوجود كالدولة القومية للشعب اليهودي”.
في إنتقاد حاد للفلسطينيين والسلطة الفلسطينية التي يرأسها الرئيس محمود عباس، قال نتنياهو “من يرفض الاعتراف بإسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي ومن ينكر صلتنا بأورشليم ويمارس التحريض الديني حول جبل الهيكل ومن لا ينبذ الإرهاب – فأمامه شوط طويل لقطعه بغية التوصل إلى السلام”.
وتتهم إسرائيل عباس بالفشل في التنديد بموجة الهجمات الفلسطينية ضد المواطنين وعناصر الأمن الإسرائيليين التي اندلعت في منتصف شهر سبتمبر في خضم توترات حول الحرم القدسي، وقالت إن هرمية السلطة الفلسطينية تقف على رأس التحريض على العنف ضد إسرائيل.
ويخشى الفلسطينيون من جهتهم من أن تقوم إسرائيل بتغيير القواعد المعمول بها في المكان، والتي يُسمح من خلالها لليهود وغير المسلمين بدخول الموقع ولكن تُحظر عليهم الصلاة فيه – وهي مزاعم نفاها نتنياهو مرارا وتكرارا.
في وقت سابق من اليوم، في كلمة لعباس بمناسبة ما يُسمى في العالم العربي بـ”النكسة”، قال رئيس السلطة الفلسطينية بأن الفلسطينييين لن يقبلوا بأقل من انسحاب إسرائيلي كامل إلى حدود عام 1967 وبالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
متحدثا بلهجة أقل حدة خلال مراسم “يوم القدس”، قال رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بأنه “كُتب [للعرب واليهود] العيش معا” في المدينة وبأن كل شخص يدرك بأن القدس “لن تكون فقط مدينة الماضي، بل مدينة الأمل ومدينة المستقبل أيضا”.
وتحدث الرئيس ورئيس الوزراء يوم الأحد في خضم توترات عالية بسبب مسيرة “يوم القدس” التي تمر عبر البلدة القديمة، ويشارك فيها الآلاف من اليهود الإسرائيليين الذين يمرون عبر الحي الإسلامي ملوحين بالأعلام الإسرائيلية، وحيث يقوم عدد من المشاركين بهتاف شعارات معادية للعرب ومؤيدة للليمين المتطرف.
في السنوات الماضية، سُجلت عدة مناوشات، ولكن الحدث يوم الأحد انتهى بسلام.