إسرائيل في حالة حرب - اليوم 431

بحث

نتنياهو: من يطلب منا ألا ندخل رفح يطلب منا عمليا أن “نخسر الحرب”

في مؤتمر صحفي عقده غي القدس، رئيس الوزراء يقول إن إنه سيتم منح المدنيين في المدينة فرصة للمغادرة؛ ويقول إن صفقة الرهائن لا تبدو قريبة، ويتعهد بمعارضة الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد مؤتمرا صحفيا في مكتبه بالقدس، 17 فبراير، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد مؤتمرا صحفيا في مكتبه بالقدس، 17 فبراير، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم السبت على الدعوات المتزايدة من زعماء العالم لتجنب القيام بعملية برية في رفح، قائلا إن القيام بذلك يعني خسارة الحرب ضد حماس.

وتعهد خلال مؤتمر صحفي مسائي في القدس: “من يريد أن يمنعنا من العمل في رفح يقول لنا عمليا: ’اخسروا الحرب’. لن أسمح بحدوث ذلك. لن نرضخ لأي ضغوط”.

رفح، التي تقع على الحدود بين غزة ومصر، هي آخر معقل متبقي لحماس في القطاع، ولكنها أيضا المكان الذي فر إليه أكثر من مليون فلسطيني نازح بحثا عن مأوى من القتال في أماكن أخرى.

وحذرت الولايات المتحدة والعديد من حلفاء إسرائيل الغربيين القدس من أن الهجوم على رفح في الظروف الحالية سيكون كارثيا. وتعتقد إسرائيل، التي قالت إنها ستضع خطة لإخلاء المدنيين قبل دخولها رفح، أنها لا تستطيع كبح جماح حماس بشكل فعال دون الاستيلاء على رفح، التي تقع على حدود غزة مع مصر. ويُعتقد أن بعض الرهائن الـ 134 المتبقين في غزة على الأقل موجودون في المدينة. ويُعتقد أيضا أن قيادة حماس تختبئ هناك.

وقال نتنياهو في المؤتمر الصحفي إنه أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن أن إسرائيل ستقاتل حتى “النصر الكامل – ونعم، ذلك يشمل العمل في رفح”. لكنه شدد على أن عملية الجيش الإسرائيلي في المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة  لن تأتي “بالطبع” إلا بعد أن تتاح للمدنيين هناك فرصة “للإخلاء إلى مناطق آمنة”.

فلسطينيون يصطفون للحصول على وجبة مجانية في رفح، قطاع غزة، 16 فبراير، 2024. (AP Photo/Fatima Shbair)

ردا على سؤال من “تايمز أوف إسرائيل” حول ما إذا كانت هناك خطط لدخول المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة في وقت سابق، في بداية الهجوم البري، وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يتم اتخاذ هذه الخطوة في ذلك الوقت، توسع نتنياهو في حديثه عن جهود الحكومة المبذولة للتعامل مع اللاجئين في رفح.

وأجاب رئيس الوزراء: “لن أخوض في خططنا”، لكن “هناك مساحة كبيرة شمال رفح” لإخلاء المدنيين الذين يحتمون هناك. “سيكون هناك مجال للإخلاء”.

وقال إن العدد الكبير من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى رفح لن يشكل في نهاية المطاف عائقا.

وأقر نتنياهو بالضغط الدولي لعدم العمل العسكري في رفح، لكنه تساءل كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يتوقع من إسرائيل “أن تترك ربع قوة [القتال المنظمة] لحماس سليمة، في منطقة محددة. لن نسمح بذلك”.

قوات الجيش الإسرائيلي تعمل في قطاع غزة، في صورة نُشرت في 16 فبراير، 2024. (Israel Defense Forces)

وشدد نتنياهو على أن الجميع في الحكومة يرغبون في إبرام صفقة رهائن أخرى، وقال “أريد ذلك أيضا” وسيكون من “الجيد جدا” إذا أمكن تحقيق ذلك. لكنه قال إن صفقة الرهائن الجديدة مع حماس “لا تبدو قريبة” نظرا لمطالب الحركة المفرطة.

وأكد على أنه حتى لو تم التوصل إلى صفقة رهائن، فإن إسرائيل ستدخل رفح في نهاية المطاف. “لا يوجد بديل للنصر الكامل. ولا سبيل لتحقيق النصر الكامل دون تدمير تلك الكتائب في رفح، وسنفعل ذلك”.

ونفى نتنياهو تهميش الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس والمراقب غادي آيزنكوت في القرارات المتعلقة بالمحادثات بشأن الرهائن، كما زُعم في تقارير إعلامية، عندما قرر، دون التشاور مع الرجلين، عدم إرسال فريق تفاوض إسرائيلي إلى القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات.

وقال إن كابينت الحرب وافق في السابق على رفض مطالب حماس “المتوهمة”، والتي تضمنت “مطالب بخصوص جبل الهيكل (الحرم القدسي)، ومطالب بإنهاء الحرب وترك حماس على حالها، ومطالب بالانسحاب من غزة، ومطالب بإطلاق سراح آلاف القتلة”.

وفي حين أرسلت إسرائيل وفدا إسرائيليا إلى القاهرة في بداية الأسبوع بناء على طلب بايدن، “لم يكن هناك تغيير” في موقف حماس، وبالتالي “لم يكن هناك أي معنى للعودة إلى هناك حتى نرى تغييرا”.

وقال إن موقفه يعكس سياسة كابينت الحرب، وأضاف: “أنا أدير [مفاوضات] أخذ وعطاء، وليس عطاء وعطاء”.

أشخاص يغلقون طريقًا سريعًا خلال مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن الذين احتجزتهم حركة حماس في 7 أكتوبر، في تل أبيب، 10 فبراير، 2024. (AP Photo/Ariel Schalit)

وأضاف نتنياهو أنه يريد أن تظل حكومة الطوارئ الحالية على حالها من أجل الوحدة الوطنية.

لا “جائزة للإرهاب”

كما اتخذ رئيس الوزراء موقفا قتاليا بشأن الدعوات الدولية لإحراز تقدم بشأن إقامة دولة فلسطينية. وقال نتنياهو إن إسرائيل “لن تستسلم للإملاءات الدولية” فيما يتعلق بأي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يستمع إليه في البيت الأبيض، 12 فبراير، 2024، في واشنطن. (AP/Andrew Harnik)

وقال: “لن يتم التوصل إلى اتفاق إلا من خلال محادثات مباشرة بين الجانبين، دون شروط مسبقة”، مشددا على أنه سيواصل “معارضته الصارمة للاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية”.

وقال نتنياهو أنه “لن تكون هناك جائزة أكبر للإرهاب” بعد عمليات القتل التي وقعت في 7 أكتوبر من منح الفلسطينيين دولة، وأن مثل هذه الخطوة “ستمنع أي اتفاق سلام مستقبلي”.

في الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الولايات المتحدة والعديد من الشركاء العرب يعدون خطة مفصلة لاتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين يتضمن “جدولا زمنيا ثابتا” للدولة الفلسطينية.

وانتقد أعضاء حزب نتنياهو والوزراء على الجانب الأيمن من ائتلافه التقرير علنا، حيث دعا أحد وزراء “الليكود” إسرائيل إلى التهديد ردا على ذلك بإلغاء اتفاقية أوسلو التي أدت إلى إنشاء السلطة الفلسطينية.

هجوم 7 أكتوبر، الذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص وشهد اختطاف 253 آخرين واحتجازهم كرهائن، لخص للعديد من الإسرائيليين التحديات الأمنية التي تمثلها دولة فلسطينية.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت العلاقات مع الولايات المتحدة ستكون أسهل لو كان دونالد ترامب في السلطة، كما أكد ابنه يائير وآخرون، قال نتنياهو إن إسرائيل تعمل مع الرئيس الأمريكي وإدارته و”نحن نقدّر الدعم الذي تلقيناه. هناك الكثير نتفق عليه وهناك أشياء نختلف عليها. وسياستي أكثر بساطة بكثير: فأنا لا أتدخل في السياسة الداخلية للولايات المتحدة. أنا أصر على مطالب دولتنا. عندما يكون ذلك ممكنا، أقول نعم. عندما يكون ذلك ضروريا، أقول لا”.

ردا على سؤال أحد الصحفيين حول قرار وكالة “موديز” خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل للمرة الأولى على الإطلاق، رفض نتنياهو فكرة “الفشل الاقتصادي” لحكومته.

شرطي إسرائيلي يتفقد الحفرة التي خلفها صاروخ أطلق من جنوب لبنان حيث سقط بالقرب من مدخل مستشفى زيف في مدينة صفد شمال إسرائيل، 14 فبراير، 2024. (Jalaa MAREY / AFP)

وقال: “لا أعتقد على الإطلاق أنه كان هناك فشل اقتصادي هنا”، مضيفا أن “بيانات الاقتصاد الكلي لإسرائيل جيدة جدا”، وأصر على أن خفض التصنيف يرجع أولا وقبل كل شيء إلى الحرب بين إسرائيل وحماس وأن التصنيف سيرتفع مرة أخرى بمجرد انتهاء القتال.

كما تناول احتمال إجراء الانتخابات، التي قال المعارضون إنها ضرورية لاستعادة الثقة في الحكومة بعد إخفاقات 7 أكتوبر. وقال إن التصويت سيتم إجراؤه كما هو مقرر “بعد بضع سنوات”.

وقال: “آخر شيء نحتاجه الآن هو الانتخابات”، معتبرا أن التصويت لانتخاب كنيست جديد من شأنه أن يقسم الإسرائيليين وبالتالي سيكون في مصلحة حماس، مضيفا “ما نحتاجه الآن هو الوحدة”.

وفيما يتعلق بمسألة الإعلان الرسمي عن أن بإمكان السكان الإسرائيليين في البلدات الحدودية مع غزة التي تعرضت للهجوم في 7 أكتوبر العودة بأمان إلى منازلهم، قال نتنياهو إنه تم الاتفاق على الترتيبات المالية، وستصدر وزارة الدفاع قريبا بيانا واضحا بشأن الوضع الأمني.

وقال: “لا توجد أبدا حالة ’عدم وجود خطر’، لكن خطر الغزو البري من النوع الذي حدث في 7 أكتوبر ليس حقيقيا، وهذا واضح بالنسبة لكم. حماس تتواجد عميقا داخل الأنفاق. يمكن لأي شخص دائما المرور عبر السياج. لكن هذا النوع من الغزو الإرهابي العسكري الشامل غير مطروح على الطاولة، ولن نسمح بحدوث ذلك مرة أخرى”.

أما بالنسبة لإطلاق قذائف الهاون والصواريخ، فهو “ممكن دائما”، كما أقر، مضيفا أن إسرائيل دمرت “نسبة كبيرة” من قدرات حماس في هذا الصدد.

وأضاف: “لا أقول إنه من المستحيل” حدوث هذا النوع من إطلاق النار، لكنه توقع أن تكون مثل هذه الحوادث في حدها الأدنى.

اقرأ المزيد عن