نتنياهو: لن نستسلم لحماس بإنهاء الحرب لاستعادة الرهائن، ولا يمكننا خداع حماس أيضا
رئيس الوزراء يصر على أن القتال لن ينتهي حتى يتم تدمير الحركة، ويسخر من "الخبراء" الذين يقولون إنه يستطيع خداع حماس بوعد كاذب بإنهاء الحرب، واستعادة الرهائن، ثم استئناف القتال
تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء يوم السبت بألا ينهي الحرب مع حماس في غزة حتى يتم إبعاد الحركة عن السلطة، واصفا مطالبها الحالية لصفقة إطلاق سراح الرهائن بـ”شروط استسلام“.
وتحدث نتنياهو في خطاب مسجل مسبقا عبر الفيديو وصفه مكتبه في اليوم السابق بأنه ”بيان خاص حول مسألة دبلوماسية“، وقال إن حماس ستعيد تأهيل قدراتها العسكرية إذا تم إنهاء الصراع.
وأكد على أنه من غير الممكن ”خداع“ الحركة الفلسطينية لإنهاء الحرب مقابل الرهائن ثم استئناف العمليات العسكرية، وذلك بسبب الالتزامات الدولية ”الملزمة“ التي تطالب بها حماس كجزء من إنهاء الأعمال العدائية. وقال إن أولئك الذين يقترحون ”وهم التضليل“ هذا ليس لديهم أي فكرة عن كيفية عمل السياسة الدولية.
كما اتهم رئيس الوزراء حركة حماس بعرقلة صفقة مقترحة مؤخرا لإعادة الرهائن الإسرائيليين بسبب مطالبها بإنهاء دائم للحرب الحالية وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، وقال إن إنهاء الحرب سيؤدي إلى تراجع الإنجازات التي حققتها إسرائيل خلال الصراع.
كما تعهد رئيس الوزراء في خطابه الذي استغرق 12 دقيقة بأنه لا يزال ملتزما بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وهاجم الانتقادات الأخيرة التي وجهت إليه بسبب فشله في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية ووصفها بالنفاق.
واتهم منتدى عائلات الرهائن والمفقودين نتنياهو بأنه لا يملك ”أي خطة“ لإعادة الرهائن ردا على تصريحات رئيس الوزراء، وقال إن الحل الوحيد هو إنهاء الحرب.
“حماس ليسوا أغبياء”
أصدر نتنياهو خطابه المسجل مسبقا – لم يعقد رئيس الوزراء مؤتمرا صحفيا مع أسئلة من وسائل الإعلام منذ أكثر من أربعة أشهر – بعد وقت قصير من انتهاء عطلة عيد الفصح اليهودي، وبعد يومين من رفض حماس علنا اقتراحا إسرائيليا لوقف إطلاق النار المؤقت في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء المتبقين ورفات رهائن قتلى.

كما أكد نتنياهو ”لن ننهي ‘حرب النهضة’ قبل أن ندمر حماس في غزة ونعيد جميع مختطفينا ونضمن أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل”، مستخدما التسمية المفضلة لديه للصراع الذي بدأته حماس في 7 أكتوبر 2023، في هجومها على جنوب إسرائيل.
وقال إن حماس تطالب بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، بما في ذلك من محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة والمنطقة العازلة التي أقامتها إسرائيل حول القطاع، وذكر أن حماس تطالب بـ ”ضمانات دولية ملزمة“ لضمان عدم عودة إسرائيل إلى الحرب بعد إطلاق سراح الرهائن.
وأضاف ”أولئك من بيننا الذين يقولون استسلموا لإملاءات حماس يقولون ‘استسلموا الآن، غادروا غزة ومحور فيلادلفيا، واخدعوا حماس، وتعهدوا بعدم العودة إلى الحرب، وعندما نستعيد جميع المختطفين عودوا إلى الحرب’”.
وتابع قائلا ”حماس مجموعة من القتلة الحقيرين، لكنهم ليسوا أغبياء. إنهم يطالبون بضمانات دولية ملزمة لا تتيح لهم هذا الوهم من التضليل الذي يقترحه كل هؤلاء الخبراء”.
”هؤلاء الناس ليس لديهم أي فكرة عن كيفية عمل النظام الدولي. لن يتعاون أحد لا الولايات المتحدة ولا الصين ولا روسيا ولا غيرها في مجلس الأمن الدولي مع هذه الحيلة، وهو أمر سيجعل العودة إلى الحرب مستحيلة. لن يكون لدينا أي شرعية للقيام بذلك. لا يوجد ’التزام مزيف’. إذا التزمنا بعدم القتال، فلن نستطيع العودة إلى القتال في غزة“.
وفي معرض حديثه عن مطالبة حماس بصفقة الإفراج عن الرهائن، قال نتنياهو إنه إذا ما ”استسلمت إسرائيل لإملاءات حماس“، فإنها ستخسر كل إنجازاتها خلال الصراع ”التي حققناها بفضل جنودنا وأولئك الذين سقطوا وجرحانا الأبطال“.
وقال نتنياهو أنه إذا لم تستكمل إسرائيل ”تدمير قدرات حماس العسكرية“، فإن هجوم الحركة القادم على إسرائيل ومحاولتها التالية لاحتجاز الرهائن ستكون مسألة وقت فقط.
كما تابع نتنياهو، الذي تجنب طوال 18 شهرا من الحرب وضع خطة ملموسة لمرحلة ما بعد الحرب على غزة: ”إن ترك حماس في غزة سيكون هزيمة كبيرة لإسرائيل وانتصارا كبيرا لإيران”.

وقال ”بصفتي رئيس وزرائكم، لن أستسلم للقتلة الذين ارتكبوا أسوأ مذبحة ضد الشعب اليهودي منذ الهولوكوست. الاستسلام بهذه الطريقة سيعرض البلاد للخطر ويعرضكم للخطر“.
ومضى مستنكرا ما وصفه بدعوات ”الاستسلام“ لشروط حماس، والتي قال إنها تزايدت في الآونة الأخيرة – في إشارة كما يبدو إلى سيل من الرسائل التي تحثه على إعطاء الأولوية لعودة جميع الرهائن حتى لو كان الثمن إنهاء الحرب.
وزعم أنه لو كان قد استجاب لهذه الدعوات، لما كانت إسرائيل قد دخلت مدينة رفح جنوب غزة العام الماضي، أو سيطرت على محور فيلادلفيا، أو نفذت هجوم أجهزة الاتصال على حزب الله، أو قتلت قادة حماس، أو هيأت الظروف لسقوط نظام الأسد في سوريا، أو وجهت ”الضربة القاسية“ التي وجهتها لإيران.
وقال إنه بدلا من ذلك، كانت إسرائيل ستستمر في ”العيش تحت تهديد وجودي“.
”لن أتهاون“ بشأن الأسلحة النووية الإيرانية
بالانتقال إلى تهديد البرنامج النووي الإيراني، أصر رئيس الوزراء على أنه لا يزال ملتزما بمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية. وقال: ”لن أتخلى عن هذا الأمر، ولن أتهاون في هذا الشأن، ولن أتراجع عن ذلك – ولا مليما واحدا“.
وهاجم منتقديه الذين انتقدوه في الآونة الأخيرة لفشله في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدا أن هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين عارضوا الإجراءات التي اتخذها ضد إيران في الماضي.
وزعم نتنياهو: ”من المضحك الاستماع إلى انتقادات أولئك الذين عارضوا الإجراءات التي اتخذتها لإلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني وتأخيره في الماضي، وهي إجراءات لولاها لامتلكت إيران سلاحا نوويا قبل 10 سنوات“.
في الأسبوع الماضي، اتهم زعيم المعارضة يائير لبيد نتنياهو نتنياهو بإفشال فرص ضرب إيران، بينما قال رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت إن نتنياهو فشل في تنفيذ التهديدات ضد طهران.
وجاءت تعليقاتهما على خلفية تقرير أفاد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منع مؤخرا ضربة اقترحتها إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما لم ينفه نتنياهو. وقال ترامب في وقت لاحق إنه لم يكن في عجلة من أمره لإعطاء الضوء الأخضر لشن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية. وتشارك الولايات المتحدة الآن في مفاوضات مع إيران بشأن اتفاق جديد.
عائلات الرهائن: لا توجد خطة
انتقد منتدى عائلات المختطفين والمفقودين بشدة تصريحات نتنياهو حول صفقة إطلاق سراح الرهائن، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء لم يوضح أي خطة لتحرير أحبائهم من أسر حماس.
وقال المنتدى: ”لن تتمكن الكثير من الكلمات والشعارات من إخفاء الحقيقة البسيطة – لا توجد لنتنياهو خطة“.
وأضاف ”لا عجب أن رئيس الوزراء لم يخصص وقتا للأسئلة. وإلا لكان عليه أن يجيب على السؤال الأساسي: ما الذي تفعله دولة إسرائيل بالضبط لإعادة جميع المختطفين الـ 59 على الفور؟”
وتابع المنتدى “أي نهضة يمكن أن تتم دون عودة المختطفين الذين اختُطفوا في عهده، وتحت إدارته للحرب، وما زالوا محتجزين منذ أكثر من عام ونصف؟”، مضيفا أن الحل الوحيد هو وقف الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن.
وفي وقت سابق من مساء السبت، قال المتحدث باسم نتنياهو، عومر دوستري، خلال مقابلة مع برنامج ”لقاء مع الصحافة“ الذي تبثه القناة 12، إن فكرة إمكانية إعادة جميع الرهائن بموجب اتفاق واحد هي ”تضليل إعلامي“.
وقال دوستري “من المستحيل إعادة الجميع في صفقة واحدة. هذا تضليل إعلامي. لا يوجد أحد لا يريد إعادة مختطفينا. نحن نفعل كل شيء لإعادة المختطفين، وفي اللحظة التي نعيد فيها الجميع سنقضي على حماس. من المستحيل عقد صفقة من أجل الجميع. إن حماس تطالب بإنهاء الحرب“.
وكانت حماس قالت إنها مستعدة لإعادة جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من غزة. وفي الأسابيع الأخيرة، حثت عرائض وقّع عليها جنود احتياط حاليين ومتقاعدين في الجيش الإسرائيلي، وكذلك قطاعات مختلفة من المجتمع الإسرائيلي، على التوصل إلى اتفاق لإعادة جميع الرهائن، حتى لو كان ذلك يعني إنهاء الحرب.