نتنياهو قبل زيارة الولايات المتحدة: المتظاهرون يتعاونون مع منظمة التحرير الفلسطينية وإيران في تشويه سمعة إسرائيل
يواجه رئيس الوزراء مظاهرات ضد محاولة حكومته لإصلاح النظام القضائي في المطار أثناء مغادرته للقاء قادة العالم، بما في ذلك بايدن، وإلقاء كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك

انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتظاهرين المناهضين للتعديلات القضائية قبل مغادرته البلاد في رحلة طال انتظارها إلى الولايات المتحدة فجر الاثنين، واتهمهم بالتعاون مع أعداء إسرائيل بما في ذلك إيران ومنظمة التحرير الفلسطينية.
قوبل نتنياهو باحتجاج عدة مئات من الأشخاص في مطار بن غوريون الدولي، حيث هتف البعض لنتنياهو “اذهب ولا تعود”.
ومن المتوقع أن يواجه نتنياهو، الذي يحاول ائتلافه المتشدد إصلاح النظام القضائي والحد من سلطاته الرقابية، حشود من المتظاهرين خلال رحلته إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، التي تبدأ في سان خوسيه بكاليفورنيا وثم نيويورك.
وتعهد المتظاهرون بملاحقة نتنياهو خلال رحلاته وخلال اجتماعاته المقررة.
وفي تصريحات للصحفيين قبل مغادرته، انتقد نتنياهو المتظاهرين المناهضين للإصلاحات الذين ينظمون مظاهرات حاشدة منذ ما يقرب من تسعة أشهر، واتهمهم بـ“التعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية وإيران” في أنشطتهم، والتي وصفها بأنها مناهضة لإسرائيل (وليس مناهضة لحكومته المتشددة).
وقال رئيس الوزراء عن الاحتجاجات الحاشدة ضد حكومته: “من ينظم الاحتجاجات يفعل ذلك مع أموال كثيرة ومظاهرات مدعومة مالياً. لقد جعلوا من إغلاق الطرق أمرا طبيعيا، ورفض [الخدمة في الجيش وفي الاحتياط] أمر طبيعي، وهم يشوهون سمعة إسرائيل أمام العالم. يبدو الأمر طبيعيا بالنسبة لهم. كنت رئيس المعارضة ولم أشوه سمعة إسرائيل في العالم”.
وأضاف: “إننا نرى أشخاصًا يوحدون قواهم مع منظمة التحرير الفلسطينية، ومع إيران، ومع آخرين. لم يعد هناك شيء يفاجئني”.

وقال نتنياهو للصحفيين أيضا إنه يعتزم التأكيد في اجتماعاته المقبلة مع زعماء العالم وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن إيران “تنتهك جميع التزاماتها” فيما يتعلق ببرنامجها النووي و”توسّع عدوانها في المنطقة”.
وانتقد سياسيون معارضون تصريحات رئيس الوزراء، وقالوا إن تصرفات حكومة نتنياهو المتشددة هي التي تساعد أعداء البلاد.

وقال زعيم المعارضة يائير لبيد من حزب “يش عتيد” أنه “لا يوجد شخص دمر صورتنا في العالم أكثر من نتنياهو في الأشهر الأخيرة. لا شيء يساعد الإيرانيين أكثر من الانقلاب الذي تقوم به حكومته. اتهاماته ضد الوطنيين في الاحتجاج هي دليل آخر على الخلل الخطير في حكمه وفهمه للواقع”.
وقال زعيم حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس إن سلوك نتنياهو يسبب “ضررا هائلا” للمجتمع الإسرائيلي.
وقال في بيان إن “هجوم نتنياهو، الذي اتهم فيه المتظاهرين في الولايات المتحدة بالتواطؤ مع أعدائنا، خطير ويستحق كل إدانة”.
وأضاف: “حتى لو اختلفنا على مسار العمل، فإننا نتحدث عن وطنيين، محبين للوطن. وحتى ألف خطاب ناري في الأمم المتحدة لن يصلح الضرر الهائل الذي يلحقه نتنياهو بالمجتمع الإسرائيلي من خلال سلوكه. لقد حان الوقت لوقف الانقلاب وإعادة النظام إلى الحكومة، بدلاً من إلقاء اللوم على المتظاهرين”.

وقد شارك مئات الآلاف من الأشخاص في الاحتجاجات المناهضة للإصلاح لمدة 37 أسبوعًا متتاليًا، من جميع قطاعات المجتمع الإسرائيلي بما في ذلك الأكاديميين وقادة الأعمال والمهنيين القانونيين والخبراء العسكريين والأمنيين وجنود الاحتياط وأعضاء المؤسسة الأمنية وعاملون في قطاع التكنولوجيا، وغيرهم.
ليلة الأحد، تظاهر آلاف الإسرائيليين في جميع أنحاء البلاد ضد الإصلاح القضائي. وعادة ما تقام الاحتجاجات الأسبوعية أيام السبت، ولكن تم تأجيلها إلى يوم الأحد هذا الأسبوع بسبب عيد رأس السنة اليهودية.
وبدأ المتظاهرون في تل أبيب بتنظيم ما أسموه “مسيرة انتصار الديمقراطية” من “بيت الاستقلال” في شارع روتشيلد، حيث تم إعلان قيام دولة إسرائيل، إلى موقع الاحتجاج الرئيسي في شارع كابلان. وارتدى العديد من المتظاهرين ملابس بيضاء بمناسبة عيد رأس السنة اليهودية، وحمل بعضهم لافتة كبيرة كُتب عليها: “الدكتاتورية ستنهار”.
وحمل آخرون نسخة كبيرة من وثيقة الاستقلال. وقالت مجموعة “قوة كابلان” في بيان لها: “من الواجب الوقوف ضد الذين يستهزئون بوثيقة الاستقلال ويحولون إسرائيل إلى دكتاتورية”.
وبرزت الإشارات إلى وثيقة الاستقلال بشكل كبير في احتجاجات يوم الأحد، بعد أن أثار محام يمثل حكومة نتنياهو في محكمة العدل العليا ضجة هذا الأسبوع عندما رفض الوثيقة التأسيسية لإسرائيل باعتبارها وثيقة “متسرعة” أقرها موقعون غير منتخبين، مدعيا أنه لا يمكنها أن تكون أساسا للسلطة القانونية.
وأشرفت لجنة غير مسبوقة مكونة من خمسة عشر قاضيا من قضاة المحكمة العليا على الجلسة المشحونة للغاية، وستصدر قرارها في وقت لاحق. والقانون هو العنصر الوحيد في برنامج الإصلاح القضائي الأوسع للائتلاف الذي أقره الكنيست حتى الآن.
وإلى جانب المظاهرة الرئيسية في تل أبيب يوم الأحد، نُظمت احتجاجات أصغر في عشرات المواقع في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك القدس وحيفا ورحوفوت وإيلات وكركور وكريات طبعون وأماكن أخرى.

وفي الخارج، أصبح الناشطون المغتربون أيضا شوكة دائمة في خاصرة وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست خلال الزيارات الأخيرة إلى نيويورك ومدن أخرى في الولايات المتحدة، مستخدمين شبكة من المتضامنين مع الحركة الاحتجاجية لملاحقة المشرعين أينما ظهروا، والتأكد من أنهم لن يجدوا ملاذا آمنا في الخارج من الخلافات السياسية في البلاد.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، عرض نشطاء نص عملاق على مبنى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قائلين: “لا تصدقوا وزير الجريمة (’كرايم مينستر’ باللغة الانجليزية بدلا من ’برايم مينستر’ أي رئيس الوزراء) نتنياهو. دافعوا عن الديمقراطية الإسرائيلية”. وقال الناشطون إن الرسالة عُرضت على المبنى لمدة 30 دقيقة تقريبا.
وقال المتظاهرون في نيويورك في بيان إن “العبارة المعروضة على جدار مبنى الأمم المتحدة هي مجرد لمحة بسيطة عما ينتظر المتهم نتنياهو في زيارته لمدينة نيويورك. سوف نكون في الانتظار لاستقباله. في الجو، في البر، وفي البحر. وسيعرف العالم كله أن نتنياهو كاذب. لن نسمح له بإهانة إسرائيل وخداع زعماء العالم بخطاباته”.

ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو مع مجموعة من قادة العالم خلال رحلته التي تستغرق ستة أيام إلى الولايات المتحدة، والتي ستشهد أيضًا لقاء مع الملياردير إيلون ماسك، الذي يواجه اتهامات بتعزيز معاداة السامية على منصة التواصل الاجتماعي X الخاصة به، ويخوض نزاعا مع منظمة “رابطة مكافحة التشهير”.
وسيكون الاجتماع الأبرز هو اللقاء الذي طال انتظاره مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي من المؤكد أن يخيب آمال رئيس الوزراء، الذي يسعى لزيارة البيت الأبيض منذ عودته إلى منصبه كرئيس لائتلاف من اليمين، اليمين المتطرف والحريديم في أواخر ديسمبر. وسيلتقي بايدن بنتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة بدلا من البيت الأبيض. ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء كلمة أمام تجمع زعماء العالم صباح الجمعة بالتوقيت المحلي.
وأجلت إدارة بايدن دعوة نتنياهو لزيارة البيت الأبيض وسط الاحتجاجات الحاشدة والمعارضة الشرسة لمحاولة حكومة نتنياهو لإصلاح النظام القضائي، والتي حذرت واشنطن منها مرارا وتكرارا.
وسيلتقي نتنياهو أيضًا بالرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، والمستشار الألماني أولاف شولتز، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وآخرين.

وفي بيان صحفي صدر أثناء مغادرته تل أبيب، قال نتنياهو إنه “من المثير للغاية رؤية الطلبات العديدة لعقد اجتماعات” وأنه “للأسف لا يستطيع مقابلة جميع القادة الذين طلبوا ذلك، لكنني آمل أن ألتقي بمعظمهم”.
وقال رئيس الوزراء إنه سيؤكد في لقاءاته أن “إيران تنتهك جميع التزاماتها، وأنها تكذب بكل عزم، وأنها تنوي تطوير أسلحة نووية، ومواصلة عدوانها في المنطقة”. وأضاف في البيان الذي أرسله مكتبه: “سنحارب هذين الأمرين في وقت واحد”.
وأشار نتنياهو أيضا إلى تهديد قائد الحرس الثوري الإيراني الأخير، الذي قال إنه إذا هددت إسرائيل أمن إيران، فإن “حياتها ستنتهي”.
وحذر نتنياهو طهران من أن إسرائيل “سترد بقوة على أي هجوم على شعبنا ومواطنينا”.
وبالنسبة للقاءه مع ماسك، قال رئيس الوزراء إنه سيجتمع مع “رجل يقود حاليًا أكثر تطور دراماتيكي في التكنولوجيا البشرية في هذا العصر الجديد، وربما بشكل عام”.

وأضاف رئيس الوزراء متحدثا عن ماسك، الذي تميز استيلائه على موقع تويتر (الآن X) منذ أقل من عام بفضائح متعددة، بما في ذلك الاتهامات بأنه يتعامل بحماس مع حسابات اليمين المتطرف ويعزز الأفكار المعادية لليهود ونظريات المؤامرة المختلفة:“سأناقش معه موضوع الذكاء الاصطناعي، كما سأعمل معه على الاستثمار في إسرائيل في السنوات المقبلة. هذا الرجل، إلى حد كبير، يمهد الطريق الذي سيغير وجه الإنسانية ويغير أيضا وجه دولة إسرائيل – يجب أن تكون إسرائيل رائدة في موضوع الذكاء الاصطناعي”.
كما قام ماسك، الذي يدعي انه “مؤيد لحرية التعبير المطلق”، بتفكيك فرق الإشراف على محتوى تويتر، وسمح بتفشي المضامين المعادية للسامية والكراهية.
وفي شهر مايو، اتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية ماسك بتعزيز الخطاب المعادي للسامية على موقع X في أعقاب تصريح أدلى به ضد رجل الأعمال اليهودي جورج سوروس.
لكن سارعت حكومة نتنياهو للدفاع عنه، حيث وصفه وزير شؤون الشتات عميحاي شيكلي بأنه “رجل أعمال رائع ونموذج يحتذى به” وزعم أن “الانتقادات الموجهة إلى سوروس – الذي يمول المنظمات الأكثر عدائية للشعب اليهودي ودولة إسرائيل – هي ليست معاداة للسامية، بل على العكس تماما”.
سوروس هو ملياردير وناجي من الهولوكوست ويدعم القضايا التقدمية، وكثيرا ما تستهدفه نظريات المؤامرة المعادية للسامية.