إسرائيل في حالة حرب - اليوم 435

بحث

نتنياهو سيطرح موقفا جديدا بشأن الدولة الفلسطينية في خطاب أمام الكونغرس – تقرير

بحسب التقرير فإن مساعدي رئيس الوزراء أبلغوا البيت الأبيض أن خطابه سيمكن من المضي قدما في التطبيع السعودي الإسرائيلي؛ مكتبه يؤكد أن معارضته للدولة الفلسطينية لم تتغير

رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو يتلقى التحيات من نواب في الكونغرس قبل خطابه أمام جلسة مشتركة في الكابيتول هيل في واشنطن العاصمة، 3 مارس، 2015. (Ben Gershom/ GPO)
رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو يتلقى التحيات من نواب في الكونغرس قبل خطابه أمام جلسة مشتركة في الكابيتول هيل في واشنطن العاصمة، 3 مارس، 2015. (Ben Gershom/ GPO)

سيطرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موقفا جديدا بشأن الدولة الفلسطينية خلال خطابه في واشنطن في يوليو سيسمح بإحراز تقدم في التطبيع مع السعودية، وفقا لتقرير نُشر مساء الثلاثاء.

أفادت أخبار القناة 13 أن كبار مساعدي الزعيم الإسرائيلي أبلغوا البيت الأبيض أن خطاب نتنياهو أمام جلسة مشتركة للكونغرس سيحتوي على عناصر تدعم الرؤية الكبرى للرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الشرق الأوسط.

وتشمل هذه الخطة اتفاق وقف إطلاق النار مقابل الرهائن لإنهاء القتال في غزة، وحل دبلوماسي للصراع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، ومسار نحو إقامة دولة فلسطينية، وعلاقات دبلوماسية بين الرياض والقدس.

وتكتسب رؤية بايدن للشرق الأوسط أهمية إضافية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر. ووفقا لاستطلاع أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الثلاثاء، يتقدم المنافس الجمهوري دونالد ترامب على بايدن في سبع ولايات رئيسية متأرجحة، وسيفوز بـ 312 صوتا في المجمع الانتخابي مقابل 226 لبايدن وفقا للاستطلاع الحالي.

إن هندسة صفقة التطبيع السعودية الإسرائيلية ستكون بمثابة  “ضربة معلم” دبلوماسية يمكن أن تخفف الانتقادات الموجهة لسياسات بايدن في غزة وأوكرانيا.

ورد مكتب رئيس الوزراء على التقرير في تصريحات لـ”تايمز أوف إسرائيل”، قائلا إن نتنياهو “يعارض قيام دولة فلسطينية ولن يغير موقفه في خطابه أمام الكونغرس”.

مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان (في الصورة من اليسار) يتحدث في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض في واشنطن، 18 مارس، 2024. (AP Photo/Andrew Harnik)؛ ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء محمد بن سلمان (في الصورة من اليمين) في جدة، المملكة العربية السعودية، 20 مارس 2024. (Evelyn Hockstein/Pool Photo via AP)

وفي الوقت نفسه، ترك رد مكتب رئيس الوزراء بعض المساحة للمناورة لنتنياهو لتقديم دعم خطابي لعملية مبهمة تؤدي إلى زيادة الحكم الذاتي الفلسطيني دون إقامة دولة.

في الشهر الماضي، ناقشت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية نسخة “شبه نهائية” من الاتفاقيات الأمنية واسعة النطاق بين البلدين. وتُعتبر هذه الاتفاقيات جزءا رئيسيا من جهود واشنطن لدفع الرياض إلى الاعتراف بإسرائيل للمرة الأولى. ولقد كانت السعودية والولايات المتحدة واضحتين في أن التحرك نحو إقامة الدولة الفلسطينية هو شرط للتوصل إلى اتفاق.

ومن غير المرجح التوصل إلى اتفاق ثنائي بين السعودية والولايات المتحدة يستبعد إسرائيل. ويتطلب الدستور الأميركي أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ لإبرام اتفاق دفاعي رسمي، وهو اتفاق لدى كلا الحزبين أسباب لرفضه دون العنصر الإسرائيلي.

أثار خطاب نتنياهو في 24 يوليو القلق بين العديد من الديمقراطيين، الذين انقسم العديد منهم بين دعمهم القديم لإسرائيل والاستياء إزاء الطريقة التي تدير بها إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة.

وبينما يقول بعض الديمقراطيين إنهم سيحضرون الخطاب احتراما لإسرائيل، فإن فصيلا كبيرا ومتناميا لا يريدون أن يكونوا جزءا منه، مما يخلق أجواء مشحونة بشكل غير عادي في تجمع يرقى عادة إلى عرض احتفالي من الحزبين لدعم حليف أمريكي.

الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، 31 مايو، 2024، في واشنطن. (Chip Somodevilla/Getty Images/AFP)

وجاءت الدعوة التي وجهها رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وهو جمهوري من ولاية لويزيانا، لنتنياهو بعد التشاور مع البيت الأبيض، وفقا لشخص مطلع على الأمر تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة الموضوع الحساس. وقال ذلك الشخص إنه حتى الآن، لم يتم تحديد موعد للقاء مع بايدن خلال زيارة نتنياهو لواشنطن.

يوم الأربعاء، دعت مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية البارزة، من بينهم رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، واشنطن إلى سحب دعوتها.

في مقال رأي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، وصفت المجموعة الدعوة بأنها “خطأ فادح” وحذرت من أن خطاب رئيس الوزراء “لن يمثل دولة إسرائيل ومواطنيها، وسيكافئ سلوكه الفاضح والمدمر تجاه بلدنا”.

وكُتب في المقال أن “دعوة السيد نتنياهو ستكافئ ازدرائه للجهود الأمريكية لوضع خطة سلام، والسماح بمزيد من المساعدات لشعب غزة المحاصر، والقيام بعمل أفضل في إنقاذ المدنيين”.

ووقّع على المقال باراك؛ ورئيس أكاديمية العلوم والإنسانيات الإسرائيلية دافيد هارئيل؛ والمدير الأسبق لوكالة تجسس الموساد تمير باردو؛ وتاليا ساسون، مدعية عامة سابقة في مكتب المدعي العام للدولة؛ آرون سيخانوفر، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2004؛ والكاتب دافيد غروسمان.

وعادت التوترات بين مكتب نتنياهو وإدارة بايدن إلى الظهور الأسبوع الماضي، عندما أصدر رئيس الوزراء بيانا بالفيديو انتقد فيه “العوائق” “غير المعقولة” التي وضعتها الولايات المتحدة في نقل شحنات الأسلحة والذخيرة وادعى أنه أثار هذه القضية خلال لقائه الأسبوع الماضي مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي أكد له أن واشنطن ستعالج هذه القضية.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في رسالة فيديو صدرت في 18 يونيو، 2024. (Screenshot: GPO)

الفيديو أثار صدمة لدى إدارة بايدن، التي أصرت على أنه ليس لديها أي فكرة عما يتحدث عنه نتنياهو. كانت هناك شحنة واحدة من القنابل الثقيلة تم تعليقها الشهر الماضي بسبب مخاوف الولايات المتحدة من أن يتم استخدامها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة المكتظة آنذاك، لكن جميع عمليات ارسال الشحنات الأخرى مستمرة بوتيرة منتظمة، حسبما أكدت الولايات المتحدة.

وبعد يومين، ذهب البيت الأبيض إلى أبعد من ذلك، واصفا فيديو نتنياهو بأنه “مخيب للآمال للغاية” نظرا لأنه “لا توجد دولة أخرى فعلت أو ستستمر في فعل المزيد لمساعدة إسرائيل أكثر من الولايات المتحدة”. ورد نتنياهو بأنه مستعد لتحمل مثل هذه الانتقادات طالما أن إسرائيل “تتلقى الذخيرة التي تحتاجها من الولايات المتحدة في حرب وجودية”.

وكانت هناك أيضا توترات بشأن قضايا أخرى، بما في ذلك الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الذي تتوقف عليه خطة بايدن الإقليمية بأكملها. لكن الإحباط الأمريكي تجاه حماس تزايد في الأسابيع الأخيرة، ويوم الثلاثاء اتهمت واشنطن الحركة برفض الاقتراح الذي طرحه بايدن ودعمته إسرائيل.

وأشار مسؤول إسرائيلي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لـ”تايمز أوف إسرائيل”، إلى أن التحول في لهجة الخطاب من واشنطن هو جزء من جهد لزيادة عزلة حماس وتزويد منظمة حزب الله المدعومة من إيران بـ “مخرج” للتقليص التدريجي من هجماتها عبر الحدود على شمال إسرائيل والتي تهدد بإشعال حرب شاملة.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد

اقرأ المزيد عن