إسرائيل في حالة حرب - اليوم 346

بحث

نتنياهو سيدافع عن “الحرب العادلة” في خطاب سيلقيه أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي في 24 يوليو

من المقرر أن يأتي الخطاب بعد شهر من الموعد الذي خُطط له بداية، مما يثير تساؤلات كبيرة بشأن نوع الرسالة التي سيوجهها رئيس الوزراء بينما تنتظر إسرائيل رد حماس على اقتراح صفقة الرهائن

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث في جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي، واشنطن العاصمة، 3 مارس، 2015. (Amos Ben Gershom/GPO)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث في جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي، واشنطن العاصمة، 3 مارس، 2015. (Amos Ben Gershom/GPO)

أعلن مشرعون أمريكيون كبار يوم الخميس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيتحدث أمام جلسة مشتركة للكونغرس في 24 يوليو، مما يحسم مسألة خطاب من شأنه أن يزيد من الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين فيما يتعلق بدعم إسرائيل.

وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في بيان مشترك، والذي لم يتضمن بشكل ملحوظ زعماء الكونغرس الديمقراطيين الذين كانت موافقتهم ضرورية أيضا لتوجيه الدعوة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، “إن الجلسة التي تضم الحزبين والمجلسين ترمز إلى العلاقة الدائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وستمنح رئيس الوزراء نتنياهو الفرصة لمشاركة رؤية الحكومة الإسرائيلية بشأن الدفاع عن ديمقراطيتها ومكافحة الإرهاب وإقامة سلام عادل ودائم في المنطقة”.

أرجأ زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الدعوة لأسابيع وفي مارس ألقى خطابا وصف فيه نتنياهو بأنه عقبة أمام السلام ودعا إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل من أجل استبداله.

لكن شومر – المشرع اليهودي الأعلى منصبا في تاريخ الولايات المتحدة – وافق في النهاية على مبادرة الجمهوريين، لأنه لم يود كما يبدو أن يُنظر إليه كمعوق، خاصة بالنظر إلى دعمه القديم لإسرائيل.

وقال شومر في تصريح يوم الخميس: “لدي خلافات واضحة وعميقة مع رئيس الوزراء، والتي عبّرت عنها في محادثات خاصة وبشكل وعلني وسأستمر في ذلك. ولكن لأن علاقة أمريكا بإسرائيل قوية وتتجاوز شخصا واحدا أو رئيس وزراء، فقد انضممت إلى الطلب الذي قُدم له لإلقاء كلمة”.

وتضمن إعلان جونسون وماكونيل أيضا بيانا من نتنياهو، وهو تكرار للبيان الذي أصدره بعد توجيه الدعوة له الأسبوع الماضي.

زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر (على يمين الصورة) ورئيس مجلس النواب مايك جونسون يستمعان إلى تصريحات خلال تجمع بمناسبة عيد “الحانوكا” في مبنى الكابيتول في واشنطن، 12 ديسمبر، 2023. (AP Photo/J. Scott Applewhite)

وقال نتنياهو: “أنا سعيد للغاية لأنني حظيت بشرف تمثيل إسرائيل أمام مجلسي الكونغرس وعرض الحقيقة حول حربنا العادلة ضد أولئك الذين يسعون إلى تدميرنا على ممثلي الشعب الأمريكي والعالم أجمع”.

كان رئيس الوزراء يأمل في إلقاء كلمته في الأسبوع المقبل، لكنه اضطر إلى الانتظار شهرا آخر لتعارض الموعد الذي اتُفق عليه بداية مع عيد “شفوعوت” اليهودي.

وتترك هذه الفجوة الزمنية التي تبلغ شهرا علامات سؤال فيما يتعلق بطبيعة الخطاب الذي سيلقيه نتنياهو.

في الأيام القريبة، من المتوقع أن ترد حماس على اقتراح صفقة الرهائن الذي قدمته إسرائيل في الأسبوع الماضي، والذي من شأنه أن يؤدي إلى نهاية الحرب بشكل دائم إذا تم تنفيذه بالكامل.

من المرجح أن يعني رفض حماس أن الحرب ستكون اقتربت من شهرها العاشر بحلول الوقت الذي يصل فيه نتنياهو إلى واشنطن. وفي حين ألقت إدارة بايدن اللوم مرارا على الحركة في فشل الجولات السابقة من المحادثات، فقد بدأ الديمقراطيون يفقدون صبرهم إزاء إسرائيل بسبب الأزمة الإنسانية في غزة. وبالتالي، قد يدخل رئيس الوزراء بيئة أكثر عدائية بحلول نهاية يوليو.

إذا وافقت حماس على الاقتراح، فقد يواجه نتنياهو أيضا انهيار حكومته، نظرا لأن شركائه من اليمين المتطرف تعهدوا بإسقاط الإئتلاف الحاكم إذا تم تنفيذ الاتفاق. تنتهي الدورة الصيفية للكنيست في 28 يوليو، ومن المرجح أن يتم استخدام الفترة التي تسبقها لتحديد موعد إجراء انتخابات مبكرة إذا تم حل البرلمان بالفعل.

فلسطينيون يبكون خلال تشييع جثمان أحد أفراد العائلة في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، 3 يونيو، 2024. (Bashar Taleb / AFP)

وقال مساعد جمهوري في الكونغرس لـ”تايمز أوف إسرائيل” طلب عدم الكشف عن هويته “من الصعب معرفة ماذا سيحدث في الحرب بعد أسبوع من الآن، ناهيك عن شهر من الآن وقد لا يكون 24 يوليو وقتا مثاليا بالنسبة له، لكنه ليس من النوع الذي يرفض فرصة الحصول على هذا النوع من الظهور”.

سيصبح نتنياهو أول زعيم أجنبي يلقي خطابا أمام الكونغرس أربع مرات.

ولقد حرص الجمهوريون على إظهار دعمهم لنتنياهو وكشف الانقسامات في صفوف الديمقراطيين بشأن إسرائيل.

قاطع ما يقرب من 60 ديمقراطيا خطاب نتنياهو الأخير في الجلسة المشتركة في عام 2015، والذي نظمه قادة الكونغرس الجمهوريون من خلف ظهر الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما من أجل أن يتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي من الضغط ضد الاتفاق النووي الذي وقّعت واشنطن عليه مع إيران في نهاية المطاف في وقت لاحق من العام نفسه.

ومن المرجح أن يقاطع عدد أكبر بكثير من الديمقراطيين خطاب نتنياهو، حيث أصبحت الحرب في غزة لا تحظى بشعبية متزايدة بين التقدميين.

وأدت الحرب التي أشعلتها هجمات حماس في 7 أكتوبر أيضا إلى حدوث شرخ في علاقة نتنياهو بالرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي هدد في مايو للمرة الأولى بحجب الأسلحة عن إسرائيل إذا شنت هجوما واسع النطاق على المناطق المدنية في رفح.

وفي حين ضمن نتنياهو الدعوة من الكونغرس، فإنه لم يتلق بعد دعوة من البيت الأبيض.

حتى قبل 7 أكتوبر، لم يتلق نتنياهو دعوة لزيارة البيت الأبيض منذ عودته إلى منصبه في أواخر عام 2022، حيث أنه سرعان ما أثار غضب بايدن بسبب جهوده لإصلاح القضاء الإسرائيلي بشكل جذري والإجراءات التي يُنظر إليها على أنها تضر بمحاولة الإدارة الأمريكية للحفاظ على الآفاق المستقبلية من أجل حل الدولتين. زار بايدن إسرائيل بعد وقت قصير من الهجوم الذي قادته حماس، في أول رحلة يقوم بها رئيس أمريكي إلى الدولة اليهودية وسط الحرب.

اقرأ المزيد عن