إسرائيل في حالة حرب - اليوم 532

بحث

نتنياهو: سيتم السماح لسكان غزة الذين تم تهجيرهم من القطاع بالعودة إذا نبذوا الإرهاب

رئيس الوزراء يشيد بخطة ترامب لنقل سكان غزة في مقابلات مع وسائل إعلام صديقة، ويتجاهل إلى حد كبير الصحافة الإسرائيلية في رحلة استمرت 6 أيام إلى واشنطن؛ ويقول إن الاقتراح "ليس تطهيرا عرقيا"

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على اليمين)، يدلي بمقابلة مع مارك ليفين من قناة فوكس نيوز تم بثها في 8 فبراير، 2025. (Screenshot/Fox News)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على اليمين)، يدلي بمقابلة مع مارك ليفين من قناة فوكس نيوز تم بثها في 8 فبراير، 2025. (Screenshot/Fox News)

أوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل سكان غزة، سيتمكن الفلسطينيون في النهاية من العودة إلى ديارهم بعد أن يتم فحصهم، في سلسلة من المقابلات التي تم بثها يوم السبت.

وقال رئيس الوزراء للصحفي مارك ليفين على قناة “فوكس نيوز” في مقابلة مسجلة مسبقا أدلى بها خلال رحلته التي استمرت 6 أيام إلى العاصمة الأمريكية واشنطن “امنحهم خيار الانتقال مؤقتا بينما نعيد بناء المكان فعليا وبينما نعيد بنائه أيضا من حيث التطرف. تريد العودة؟ عليك أن تنبذ الإرهاب، ولكن يمكنك العودة”

في تقديم خطته الأسبوع الماضي، قال ترامب في البداية إن الفلسطينيين سيتم نقلهم بشكل دائم، إلا أن سكرتيرته الصحفية كارولين ليفيت تراجعت بسرعة عن هذا التأكيد، قائلة بدلا من ذلك إنه يجب “نقل سكان غزة مؤقتا” لعملية إعادة البناء.

المقابلات التي تم بثها يوم السبت أعطيت كلها لوسائل إعلام ودية لرئيس الوزراء، في حين تجنب نتنياهو التحدث تقريبا مع كل الصحفيين الإسرائيليين الذين رافقوه خلال زيارته، التي تزامنت مع إطلاق سراح الدفعة الخامسة من الرهائن من غزة في إطار اتفاق هدنة هش مع حركة حماس الفلسطينية.

وغادر رئيس الوزراء وزوجته، سارة، إلى إسرائيل ليل السبت، بتوقيت واشنطن، بعد تأخير قصير بسبب تجمع الجليد على أجنحة الطائرة.

وانضمت إليه زوجته في رحلة العودة، بعد أن قضت أكثر من شهرين في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يحطا في مطار بن غوريون في تل أبيب في وقت متأخر من بعد ظهر الأحد.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على اليمين)، وزوجته سارة يستقلان طائرة “جناح صهيون” قبل رحلتهما من واشنطن العاصمة إلى مطار بن غوريون، 8 فبراير، 2025. (Screenshot/Shachar Glick)

وقال نتنياهو إن التحدي الرئيسي الذي تواجهه خطة ترامب، التي رفضها زعماء عرب وغربيون بسرعة، هو إلى أين سيتم إرسال سكان غزة.

وعندما سألته قناة “نيوزماكس” عن الوجهة التي سيتم إرسال الفلسطينيين إليها، قال رئيس الوزراء: “هذا أحد الأسئلة المهمة، أين تجد دولة أو دول ستستقبلهم؟ لكنني أعتقد أن الرئيس وفريقه يعملون على ذلك. هذا مهم للغاية”.

وفي إشارة إلى حماسه الأولي للمقترح، وصف نتنياهو خطة ترامب المثيرة للجدل بأنها “أول فكرة جديدة منذ سنوات”، وقال لفوكس نيوز إن للخطة “القدرة على تغيير كل شيء في غزة”، وقال لغريتا فان سوستيرين من نيوزماكس إنها “فكرة جديدة”.

وقال: “الرئيس ترامب دائما ما يختصر الموضوع، ويصل إلى النقطة التي لا يفكر فيها الناس حتى”.

“إنه نوع التفكير الذي جلب لنا اتفاقيات إبراهيم، عندما لم يكن لدينا معاهدة سلام منذ 25 عاما. ثم قلنا، حسنا، علينا أن نتصرف بشكل مختلف؛ اذا انتظرنا الفلسطينيين للموافقة، فهم لن يوافقوا أبدا. لذلك التففنا حول الفلسطينيين وصنعنا اتفاقيات السلام الأربعة هذه”.

أقامت إسرائيل علاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، خلال فترة ولاية ترامب الأولى بموجب الاتفاقيات (كما وافقت السودان على تطبيع العلاقات، رغم أن ذلك لا يزال غير مصدق عليه).

تم تعليق جهود التطبيع مع المملكة العربية السعودية، التي لم تنضم إلى اتفاقيات 2020 ولم تعترف بإسرائيل قط، بسبب الحرب في غزة وكذلك مطالب الرياض لإسرائيل بإنشاء أفق دبلوماسي لدولة فلسطينية مستقبلية.

وأصر نتنياهو على أن الخطة لا ترقى إلى “الإخلاء القسري” من القطاع الفلسطيني، الذي تضرر بشدة بسبب 15 شهرا من الحرب، والتي أشعلها الهجوم الوحشي الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 على البلدات الإسرائيلية الجنوبية.

وقال: “هذا ليس تطهيرا عرقيا. الخروج مما تقول كل هذه البلدان وكل هؤلاء المحسنين أنه سجن في الهواء الطلق. لماذا تريدون إبقاءهم في السجن؟”

ورفض رئيس الوزراء ما أسماه “المفاهيم الخاطئة” حول مقترح ترامب.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على يسار الصورة) والرئيس الأمريكي دونالد ترامب (يمين الصورة) في مؤتمر صحفي مشترك في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض، 4 فبراير، 2025، في واشنطن. (AP Photo/Evan Vucci)

وقال لنيوزماكس إن “أحد المفاهيم الخاطئة التي تم فرضها على رؤية ترامب هي أن أمريكا يجب أن تضع قوات [في غزة] لهزيمة حماس. بالله عليكم. أعني، إننا نقوم بالمهمة. نحن نقوم بالعمل الشاق. لسنا بحاجة إلى أي قوات أمريكية، والرئيس ترامب لم يقترح القيام بذلك”.

وقال أيضا إن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لن تُستخدم لتمويل المشروع، قائلا عن ترامب، “إنه يعتقد أنه ستكون هناك دول عربية يمكنها القيام بذلك، وربما مقاولون من القطاع الخاص يمكنهم القيام بذلك”.

في حديثه مع فوكس نيوز، نفى نتنياهو أن يكون المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف قد “أرغمه” على الانضمام إلى صفقة إطلاق سراح الرهائن الجارية مع حماس: “لقد أجرينا محادثة حقيقية، ليس فقط ودية، ولكن وجها لوجه، وما حدث هو أنني قبلت هذه الصفقة قبل أشهر، ورفضت حماس الصفقة”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (وسط الصورة) يلتقي بالمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف (الثالث من اليمين) ومستشار الأمن القومي مايكل والتز (الثالث من اليسار)، برفقة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر (الثاني من اليمين)، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي (الثاني من اليسار)، والسفير لدى الولايات المتحدة يحيئيل ليتر (يمين)، وكبير الموظفين تساحي برافيرمان (يسار) والسكرتير العسكري رومان غوفمان (أسفل الصورة في الوسط) في واشنطن في 4 فبراير، 2025. (Avi Ohayon/GPO)

الاتفاق الآن في مرحلته الأولى التي تستمر 42 يوما، والتي من المفترض أن يتم خلالها إطلاق سراح 33 طفلا وامرأة والرجال الأكبر سنا المحتجزين في غزة مقابل مئات السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك العديد من المدانين بالإرهاب.

وحتى الآن، تم إطلاق سراح 16 رهينة بموجب الاتفاق الذي تم توقيعه في يناير، حيث تم الافراج عن ثلاثة منهم يوم السبت بينما كان نتنياهو لا يزال في الولايات المتحدة. كما تم إطلاق سراح خمس رهائن تايلانديين خارج إطار الاتفاق.

وأرسل نتنياهو وفدا إسرائيليا إلى الدوحة مساء السبت لمواصلة مناقشة الاتفاق مع الوسطاء، على الرغم من أن المسؤولين قالوا إن المناقشات حول المرحلة الثانية من الاتفاق لن تبدأ حتى يجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) ​​يوم الأحد.

وفي إسرائيل، تظاهر محتجون في أنحاء البلاد مطالبين الحكومة بضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين لدى الفصائل المسلحة في غزة، بعد إطلاق سراح أور ليفي وأوهاد بن عامي وإيلي شرعبي صباح السبت حيث بدوا نحيفين وشاحبين وضعفاء.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين صحيين قولهم إن الثلاثة يعانون من تدهور جسدي ونفسي شديد، بما في ذلك سوء التغذية، وانخفاض كتلة العضلات، واضطرابات في القلب، وعدوى طويلة.

المتظاهرون يرفعون لافتات ويرددون شعارات خلال احتجاج يطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة منذ مذبحة 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حماس، أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، 8 فبراير، 2025. (Jack Guez/AFP)

وفي المقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية، قال رئيس الوزراء إنه في حين أنه يقدر “الدعم الأولي” من إدارة جو بايدن في وقت مبكر من الحرب، إلا أنه مع تزايد الضغوط على الرئيس الأمريكي السابق لتغيير موقفه من إسرائيل، قال البيت الأبيض إنه إذا دخلت إسرائيل رفح، “سنوقف الأسلحة”.

وفقا لرئيس الوزراء، أراد بعض الورزاء في حكومته إنهاء الحرب في غزة نظرا للمعارضة الأمريكية.

وقال محذرا: “إذا أصبحنا دولة تابعة، فلن ننجح بالصمود”.

وقد تعرض نتنياهو مؤخرا لانتقادات شديدة من جانب أعضاء في ائتلافه اليميني المتطرف بسبب الاتفاق مع حماس، حيث انسحب حزب “عوتسما يهوديت” بزعامة وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير من الحكومة بسبب الاتفاق، وهدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش باتباع نفس النهج مع حزبه “الصهيونية المتدينة” إذا لم تستأنف الحرب ضد الحركة الفلسطينية.

وقد لاقت خطة ترامب بشأن غزة استحسان القوميين المتطرفين، حيث أعلن بن غفير هذا الأسبوع أن احتمالات عودة حزبه إلى الائتلاف الحكومي ارتفعت بشكل كبير في أعقاب الدعوة إلى نقل الفلسطينيين إلى خارج القطاع.

اقرأ المزيد عن