نتنياهو سوف ’يعيد التفويض’ في حال فشل محادثات يوم الأحد مع حزب ’أزرق أبيض’
قال الليكود إن اقتراح الرئيس - الذي يتم بحسبه تقسيم السلطة بالتساوي، ويتولى كل من نتنياهو وغانتس رئاسة الوزراء لعامين - هو الحل الواقعي الوحيد

يدرس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “إعادة التفويض” الممنوح له من قبل الرئيس رؤوفين ريفلين لتشكيل أغلبية في الكنيست حتى يوم الأحد في حالة انتهاء المحادثات بين طواقم تفاوض حزب الليكود، برئاسة نتنياهو، وحزب “ازرق ابيض”، بقيادة بيني غانتس، دون نتيجة. وتم تكليف الطواقم بإعداد تفاصيل حكومة الوحدة المحتملة.
وكلف ريفلين نتنياهو مساء الأربعاء بمحاولة تشكيل حكومة تستند إلى قوة اتفاقه مع الأحزاب اليمينية واليهودية المتشددة للتفاوض ككتلة واحدة، ومع 28 يوما للقيام بذلك. واقترح ريفلين حكومة وحدة تقسم فيها السلطة بالتساوي ويتولى كل من نتنياهو وغانتس رئاسة للوزراء لمدة عامين. وسيأخذ نتنياهو إجازة غياب مفتوحة إذا وجه إليه الاتهام في ثلاثة تحقيقات جنائية. وبموجب الترتيب، يتمتع غانتس، بصفته “رئيس وزراء مؤقت”، بجميع سلطات رئيس الوزراء.
وحصل حزب “ازرق ابيض” بزعامة غانتس على 33 مقعدا في انتخابات 17 سبتمبر، متقدما على الليكود، الذي حصل على 32 مقعدا، من أصل 120 مقعدا في الكنيست. ولا يوجد لدى كلا الحزبين طريق واضح لتشكيل تحالف الأغلبية.
وفي يوم السبت، قال حزب الليكود في بيان إن نتنياهو أصدر تعليمات لفريقه التفاوضي “ببذل كل جهد ممكن للمضي قدماً في حكومة وحدة وطنية واسعة” خلال محادثات الأحد ولكن في حال رفض “ازرق ابيض” قبول إطار الرئيس المقترح أو اقتراح “واقعي “بديل”، “من المرجح أن يعيد نتنياهو التفويض”.
وقال الليكود أنه “لا فائدة من إضاعة الوقت وجر الدولة إلى الشلل المستمر”. وأنه إذا أعاد نتنياهو التفويض إلى ريفلين، فسيكون من أجل توصيل الفكرة بأن “آمال ازرق ابيض في حدوث انقلاب أو حل الليكود ليس لها أساس في الواقع”.
وقال الليكود في إشارة إلى جولة ثالثة محتملة من الانتخابات، “حكومة وحدة واسعة كما أوضح الرئيس هي الحل الوحيد لمنع انتخابات غير ضرورية”.

ومن المتوقع أن تجتمع فرق التفاوض الساعة 9:30 صباحا يوم الأحد. ويبدأ عيد رأس السنة اليهودية في مساء اليوم. واجتمعت الطواقم يوم الجمعة لمدة أربع ساعات تقريبا ولكن لم تحرز أي تقدم كبير، حيث بدا كل جانب مهتما بشكل رئيسي بتجنب أي لوم عن انهيار المفاوضات.
وقال الليكود في بيان بعد الاجتماع يوم الجمعة أن “معظم الاجتماع تناول خطة الرئيس، لكن ممثلي ’ازرق ابيض’ لم يذكروا في النهاية ما إذا كانوا يقبلوها أم لا”. ومن جانبه، قال حزب “ازرق ابيض” في بيان إنه مهتم بـ”المبادئ والقيم” باعتبارها “أساس أي تفاوض” بينما كان الليكود مهتما بشكل رئيسي ببقاء نتنياهو رئيسًا للوزراء.
وأضاف الحزب أنه من الواضح أن موقف الليكود “يهدف إلى جر دولة إسرائيل إلى جولة ثالثة من الانتخابات، تماشيا مع مصالح رئيس الوزراء”.
وفي حال انتهت محادثات الأحد دون نتيجة، من المتوقع أن يبلغ نتنياهو الرئيس ريفلين بأنه غير قادر على حشد ائتلاف حكومي في اليوم ذاته أو بعد العطلة، وفقا لتقرير القناة 12.
وفي هذه المرحلة، من المحتمل أن يدعو ريفلين غانتس لمحاولة بناء الأغلبية، لكن يرى حزبه “ازرق ابيض” أنه من غير المرجح أن يثور أعضاء الكنيست من الليكود ضد زعيمهم، وبالتالي لن يروا طريقا حقيقيا لتشكيل غانتس حكومة.
ويوم السبت، قال وزير الخارجية يسرائيل كاتس، وهو شخصية بارزة في الليكود، إن الحزب متحدا بقوة وراء نتنياهو. وقال كاتس في مقابلة مع القناة 12: “لا توجد حكومة بدون الليكود، ولا يوجد ليكود بدون نتنياهو”.
وأضاف أن أولئك الذين يحاولون دفع نتنياهو والليكود جانبا، “لا يريدون حكومة حقا، إنهم مهتمون بأمور أخرى”.

وقال كاتس إنه “فوجئ واعجب بإبداع الإطار الذي اقترحه ريفلين”، واصفا إياه بأنه النتيجة الواقعية الوحيدة التي من شأنها تجنب جولة أخرى من الانتخابات.
وقال كاتس: “لقد أجرينا انتخابات وكانت هناك نتائج، وكلف الرئيس نتنياهو أولا بتشكيل حكومة لأن لديه الكتلة الأكبر”.
ويقود نتنياهو حاليًا كتلة من 55 عضوا من الأحزاب اليهودية المتشددة والأحزاب اليمينية عقب الانتخابات التي جرت في وقت سابق من هذا الشهر. وجاء ذلك بعد خمسة أشهر من انتخابات أبريل، عندما، كما هو الحال الآن، رفض حزب “يسرائيل بيتينو” العلماني بشدة بزعامة أفيغدور ليبرمان الانضمام إلى ائتلاف مع أعضاء يهود متشددين.
ويقود غانتس كتلة مؤلفة من 54 سياسيين وسطيين ويساريين وعرب. وقد رفض ثلاثة سياسيين عرب آخرين دعم أي مرشح لرئاسة الوزراء وليبرمان، الذي يصر على دعم تحالف “ليبرالي وقومي” فقط يشمل كل من الليكود و”ازرق ابيض”، يحافظ على توازن القوى بين الكتل التي يقودها نتنياهو وغانتس.

ويوم الجمعة، قال تقريران تلفزيونيان منفصلان إن بعض مستشاري غانتس كانوا يحثونه على قبول اقتراح ريفلين والاتفاق على حكومة وحدة مع نتنياهو، لكن اصر، يئير لبيد، الذي في المرتبة الثانية في حزب “ازرق ابض”، على أنه لا ينبغي له ذلك. واصر لبيد وزعيمًا آخر في “ازرق ابيض”، غابي أشكنازي، على أن غانتس “سيقع في فخ”، وفق ما ذكرته القناة 12، وانه بغض النظر عن الاتفاق، فإن نتنياهو سيجد طريقة لتجنب التخلي عن رئاسة الوزراء.
ويوم السبت، نفى آفي نيسينكورن من حزب “ازرق ابض” التقارير التي تفيد بأن لبيد يعيق الصفقة المحتملة، وقال إن غانتس سيطلب تفويضًا لمحاولة تشكيل حكومة.
وقال نيسينكورن للقناة 12 في مقابلة تلفزيونية “فاز ’ازرق ابيض’ في الانتخابات، واعرب الجمهور عن رغبته بالتغيير”. ودعا الليكود إلى التخلي عن المفاوضات ككتلة مع الأحزاب اليمينية واليهودية المتشددة وقال إنه إذا نتنياهو “اعاد التفويض”، فسوف يطلبه “ازرق ابيض” و “سيعمل جاهدا مع الجميع لإقامة حكومة مستقرة”.