إسرائيل في حالة حرب - اليوم 368

بحث

نتنياهو: سندمر حماس ونسخة بايدن لصفقة الرهائن “غير مكتملة”

رئيس الوزراء يقول إن المزاعم بأن إسرائيل ستوقف القتال قبل إسقاط حماس وتحرير الرهائن "غير صحيحة"؛ مسؤول يقول إن الاقتراح لم ينشأ من إسرائيل

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (وسط الصورة) يتحدث في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، 3 يونيو، 2024. Maayan Toaf/GPO)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (وسط الصورة) يتحدث في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، 3 يونيو، 2024. Maayan Toaf/GPO)

رفض مسؤولون إسرائيليون يوم الاثنين عناصر من اقتراح صفقة الرهائن الذي طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال نهاية الأسبوع باعتبارها عرضا إسرائيليا، حيث أصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على وجود فجوات بين هذا الاقتراح وموقف إسرائيل.

وأفادت تقارير إن رئيس الوزراء قال للمشرعين إن “الادعاء أننا وافقنا على وقف إطلاق النار دون تلبية شروطنا غير صحيحة”.

وقال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن نتنياهو قال في اجتماع في الكنيست إن إسرائيل لن تنهي الحرب في غزة حتى تحقق أهدافها الثلاثة في الحرب: تدمير قدرات حماس العسكرية والمدنية، وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل.

وقال نتنياهو لأعضاء الكنيست في اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن البرلمانية، بحسب تقارير إعلامية، إن “الاقتراح الذي قدمه بايدن غير مكتمل”.

وأضاف أيضا أن هناك “فجوات” بين النسخة الإسرائيلية ورواية بايدن لها.

ونُقل عن نتنياهو قوله “ستتوقف الحرب من أجل إعادة الرهائن، وبعد ذلك سنجري مناقشات. هناك تفاصيل أخرى لم يعرضها الرئيس الأمريكي على الجمهور”.

بحسب أخبار القناة 12، قال نتنياهو إن إسرائيل يمكنها أن توقف الحرب لستة أسابيع، ولكن ليس إنهاءها بشكل دائم، مضيفا “إيران وكل أعدائنا يراقبون لمعرفة ما إذا كنا سنستسلم”.

أعلن بايدن في خطاب ألقاه في وقت متأخر من يوم الجمعة ما وصفه بأنه مقترح إسرائيلي للتوصل إلى اتفاق، مما أثار هزة في الحكومة الإسرائيلية، التي هدد حزبا اليمين المتطرف فيها بإسقاط الائتلاف إذا حاول نتنياهو الموافقة على الاقتراح.

الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، 31 مايو، 2024، في واشنطن. (Chip Somodevilla/Getty Images/AFP)

وكشف بايدن في خطابه أن الاقتراح الإسرائيلي الجديد ظاهريا لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن قد تم تقديمه يوم الخميس إلى حماس عبر قطر. وقد عرض الرئيس الأمريكي بعض العناصر الرئيسية للاقتراح بشيء من التفصيل، وحث حماس على قبوله وحض الحكومة الإسرائيلية على “دعمه”.

وأشار بايدن إلى أن المرحلة الثانية من الاتفاق ستشهد نهاية دائمة للحرب وأن حماس لن تكون في السلطة، لكنه لم يوضح كيف سيحدث ذلك.

إلا أن مسؤولا إسرائيليا كبيرا شكك يوم الإثنين في توصيف بايدن للصفقة، مؤكدا لشبكة أخبار NBC على أن إسرائيل لم توافق أبدا على سحب قواتها بالكامل من غزة في أي صفقة.

وقال المسؤول إن وصف الرئيس الأمريكي “ليس دقيقا”.

قوات من الجيش الإسرائيلي تعمل في رفح جنوب قطاع غزة، في صورة منشورة في 31 مايو 2024. (Israel Defense Forces)

وقال المسؤول إن الاقتراح الذي أعلنه بايدن لم يكن اقتراحا إسرائيليا بل اقتراحا نشأ من الدول الوسيطة، وأدخلت إسرائيل تعديلات عليه.

وأضاف: “من الغريب أنهم يقولون إنه اقتراح إسرائيلي وفي نفس الوقت يتعين على إسرائيل الموافقة عليه”.

في بيان صدر بعد الاجتماع في الكنيست يوم الإثنين، قال نتنياهو إن إسرائيل قطعت “شوطا طويلا” في محاولة لاستعادة الرهائن، لكن أكد أنه في الوقت نفسه “حافظنا على أهداف الحرب، وفي المقام الأول القضاء على حماس”.

وأضاف “إننا نصر على تحقيق كلا [الهدفين]. هذا ليس شيئا أنا أضيفه الآن لأنني تعرضت لضغوط من الإئتلاف. . إنه شيء اتفقنا عليه بالإجماع في كابينت الحرب”.

جاءت هذه التعليقات بعد يوم من تأكيد مستشار كبير لنتنياهو أنه في حين لا يزال هناك عمل يتعين القيام به بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن، فإن إسرائيل وافقت على الإطار.

من جهتها، رحبت حركة حماس بالاقتراح الذي طرحه بايدن، حسبما قال وزير الخارجية المصري في إسبانيا يوم الإثنين.

وزير الخارجية المصري سامح شكري يتحدث خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع نظيره اليوناني في أثينا في 20 مايو 2024.( Aris MESSINIS / AFP)

وقال سامح شكري، في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إن “التصريحات الأولية لحماس تشير إلى أنها استقبلت الاقتراح بشكل إيجابي”.

ويبدو أن شكري كان يشير إلى رد حماس على خطاب بايدن يوم الجمعة الذي قالت فيه إنها تنظر إلى الخطاب بشكل إيجابي وستتفاوض بحسن نية لضمان وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب دائم للقوات الإسرائيلية من غزة.

ومع ذلك، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الإثنين عن مسؤولين في حماس قولهم إنه يسعون إلى “اقتراح مفصل مكتوب” يحدد الصفقة التي اقترحها بايدن، وسط مخاوف من أن إسرائيل لن تلتزم بوقف إطلاق النار على المدى الطويل.

ونقلا عن رسائل يُفترض أن يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة، أرسلها إلى وسطاء عرب، ذكرت الصحيفة أن السنوار – على عكس قادة حماس في الخارج – لا يسعى إلى إنهاء الحرب في أي وقت قريب، لأنه يعتقد أن كلما طال أمد القتال، كلما تحولت إسرائيل إلى “منبوذة دولية” بينما يزداد الدعم للفلسطينيين.

مساء الأحد، تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير في كابينت الحرب بيني غانتس لمناقشة أحدث مقترحات صفقة الرهائن.

في مكالمته مع غالانت، أشاد بلينكن “باستعداد إسرائيل لإبرام صفقة وأكد أن العبء يقع على عاتق حماس لقبولها”، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان بشأن المحادثة.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يرد على أسئلة وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة مولدوفا مايا ساندو في مقر الرئاسة المولدوفية في تشيسيناو، مولدوفا، الأربعاء، 29 مايو، 2024. (AP Photo/Vadim Ghirda، Pool)

وقال بلينكن لغانتس أيضا إنه بالإضافة إلى تحقيق الهدف المتمثل في إطلاق سراح الرهائن، فإن تنفيذ الاتفاق “من شأنه أن يعزز المصالح الأمنية الإسرائيلية على المدى الطويل، بما في ذلك من خلال فتح إمكانية الهدوء على طول حدود إسرائيل مع لبنان مما يسمح للإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم”.

في بيان أصدره مكتبه صباح الإثنين، قال غالانت إنه “أكد التزام إسرائيل بتفكيك حماس كسلطة حاكمة وعسكرية”.

وقال بايدن يوم الجمعة إن الاتفاق “سيعيد جميع الرهائن إلى ديارهم، ويضمن أمن إسرائيل، ويخلق يوما أفضل في غزة بدون حماس في السلطة، ويهيئ المسرح لتسوية سياسية توفر مستقبلا أفضل للإسرائيليين وللفلسطينيين على حد سواء”.

المتظاهرون يشاركون في مظاهرة تطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة منذ 7 أكتوبر، خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 1 يونيو 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وأكد زعماء إسرائيليون بعد خطاب بايدن أن الحرب ستستمر حتى يتم تدمير حماس، وانتقدت قطاعات كبيرة من الحكومة الإسرائيلية بايدن لعدم قيامه بتوضيح كيفية تحقيق ذلك.

ورغم أن الرئيس الأمريكي أكد على أن الصفقة من شأنها أن تبعد الحركة عن السلطة، وقال إنها “لم تعد قادرة على تنفيذ هجوم آخر مثل السابع من أكتوبر”، إلا أن الأجزاء المعلنة من العرض لم تحدد كيف سيتم استبدال حكم حماس في غزة.

وقد ناقش كابينت الحرب هذه القضية عندما انعقد مساء الأحد.

وفقا لتقارير إعلامية عبرية، قدم غالانت لمجلس الوزراء خطة لتشكيل “فقاعات إنسانية” داخل القطاع الفلسطيني، حيث سيكون الفلسطينيون الذين يثبت عدم انتمائهم لحماس أو أي جماعات مسلحة أخرى مسؤولين عن الإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية داخل أحياء محددة.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد وطاقم تايمز أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن