إسرائيل في حالة حرب - اليوم 566

بحث

نتنياهو: ”حقيقة وليست مؤامرة“، رئيس الشاباك كان يعلم باحتمالية وقوع هجوم 7 أكتوبر ولم يوقظني

مكتب نتنياهو يدعي أن رونين بار فهم بحلول الساعة 4:30 فجرا أن هجوم حماس كان ممكنا، لكنه لم ينبهه، بعد أسبوع من ادعاء مماثل من قبل ”مسؤول إسرائيلي"

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على يسار الصورة) ورئيس الشاباك رونين بار، في 4 أبريل، 2023. (Kobi Gideon/GPO/File)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على يسار الصورة) ورئيس الشاباك رونين بار، في 4 أبريل، 2023. (Kobi Gideon/GPO/File)

بعد أن فعل ذلك في السابق دون الكشف عن هويته، ادعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الخميس أن رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار كان يعلم قبل ساعات من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 أن تسلل مسلحو الحركة إلى البلاد كان مرجحا ولكنه لم ينبه رئيس الوزراء.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء: ”هذه حقيقة وليست مؤامرة“، مؤكدا أنه في الساعة 4:30 من فجر ذلك اليوم، ”كان من الواضح بالفعل لرئيس الشاباك المنتهية ولايته أن غزو جنوب إسرائيل كان مرجحا“.

وأضاف: ”لماذا لم يوقظ [بار] رئيس الوزراء في تلك اللحظة؟ لماذا لم يحذر رؤساء التجمعات السكانية في محيط غزة؟ لماذا لم يتم إبلاغ السكرتير العسكري لرئيس الوزراء إلا قبل دقائق فقط من بدء الهجوم؟“.

يكرر هذا التصريح الرواية التي روج لها ”مسؤول إسرائيلي“ – عرفته القناة 12 على أنه رئيس الوزراء نفسه – لوسائل الإعلام الأسبوع الماضي عندما انعقد مجلس الوزراء لإقالة بار.

وقال نتنياهو إنه فقد ثقته برئيس الشاباك بعد مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز 251 آخرين كرهائن عندما اجتاح مسلحون بقيادة حماس البلدات الجنوبية في 7 أكتوبر 2023. وقد أُخذت قوات الأمن على حين غرة، وسمح ردها المتأخر على الاجتياح لمئات المسلحين بالدخول إلى العديد من التجمعات السكانية بحرية لعدة ساعات.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني في تل أبيب، 7 أكتوبر، 2023. (Haim Zach/GPO)

في المقابل، اتهم منتقدو رئيس الوزراء نتنياهو بالسعي إلى إقالة بار بسبب تحقيق يجريه جهاز الشاباك حول علاقات مزعومة بين كبار مساعدي نتنياهو وقطر، التي تدعم حماس. وقال بار نفسه، في رسالة وجهها إلى مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، إنه أصدر ”تحذيرات لا حصر لها إلى المستوى السياسي“ قبل مجزرة 7 أكتوبر، وإن الأسباب المزعومة التي استخدمها نتنياهو لإقالته تتضمن ”ادعاءات لا أساس لها من الصحة، ولا تخدم سوى كغطاء لدوافع مختلفة تماما وغير لائقة“.

وجاء بيان رئيس الوزراء يوم الخميس بعد أن أقر في وقت سابق من هذا الشهر بأن ضابط المخابرات الخاص به تلقى مذكرة من الجيش الإسرائيلي تتضمن تفاصيل نشاط مشبوه لحماس قبل ثلاث ساعات من الهجوم لكنه لم يمررها. وقد جادل مكتب رئيس الوزراء في ذلك الوقت بأن ذلك كان مبررًا بالنظر إلى ما قال إنه تأطير غير عاجل للوثيقة.

وقد سعى نتنياهو إلى إلقاء مسؤولية الفشل الذريع في 7 أكتوبر على عاتق المؤسسة الأمنية، بحجة أنه لم يتم إيقاظه في الساعات التي سبقت الاجتياح عندما كانت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تلتقط إشارات عن هجوم وشيك، في حين نفى أنه اقتنع بـ ”المفهوم “ بأن حماس كانت مهتمة بحكم غزة أكثر من مهاجمة إسرائيل.

لقد قام رئيس الوزراء لسنوات باسترضاء الحركة من خلال سياسات إرسال الأموال القطرية إلى غزة، وإصدار تصاريح عمل لسكان غزة وإصدار أوامر بردود محدودة على الهجمات.

في تحقيقاتهما في الهجوم الوحشي الذي شنته حماس، اعترف كل من الجيش الإسرائيلي والشاباك بإخفاقات هائلة أحاطت بعملية 7 أكتوبر. وقد خلصت تحقيقات الجيش الإسرائيلي إلى أنه حدد عدة علامات على وجود نشاط غير عادي لحماس في الليلة التي سبقت المجزرة، لكنه لم يعتقد أن الحركة كانت على وشك شن هجوم.

واعترف تحقيق الشاباك، الذي تم نشر ملخص له، بوجود ثغرات في ”التعامل مع المعلومات ودمج المعلومات الاستخبارية“ كأحد العوامل العديدة التي ساهمت في فشل الجهاز في إصدار إنذار في الساعات التي سبقت الاجتياح.

وقال بار عند نشر التلخيص ”لو كان الشاباك قد تصرف بشكل مختلف، في السنوات التي سبقت الهجوم وخلال ليلة الهجوم – سواء على المستوى المهني أو الإداري – لكان من الممكن تجنب المجزرة. ليس هذا هو المعيار الذي توقعناه من أنفسنا، أو الذي توقعه الجمهور منا”.

إن الادعاء الذي لا أساس له من الصحة بأن الجيش و/أو الأجهزة الأمنية كانت على علم مسبق بهجوم حماس وتجاهلته عمدًا، مما سهل وقوع المجزرة التي ارتكبتها الحركة، تم الترويج له على الإنترنت، بما في ذلك من قبل مؤيدي نظرية المؤامرة المؤيدين لنتنياهو، بعد وقت قصير من 7 أكتوبر، ولكن لم يتم حتى الآن الدفع به مباشرة من قبل رئيس الوزراء.

ساهم لازار بيرمان في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن