نتنياهو تجاهل تحذيرات الوزراء والمساعدين من انتقاد الولايات المتحدة علنا – تقارير
قناة تلفزيونية إسرائيلية تقول إن الوزير ديرمر أيد المواجه العلنية مع الولايات المتحدة لكنه أراد من نتنياهو تأجيل البيان المصور إلى ما بعد اجتماع المسؤولين الذي كان مقررا يوم الخميس في البيت الأبيض
أفادت تقارير تلفزيونية إسرائيلية يوم الأربعاء أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر انتقاد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن علنا على الرغم من أن وزراء ومستشارون أوصوا بعدم القيام بذلك.
وأفادت القناتان 13 و12 أن اجتماعا سريا عُقد قبل بيان نتنياهو المصور يوم الثلاثاء – والذي اتهم واشنطن بتعليق ارسال شحنات أسلحة إلى إسرائيل، ووصف الخطوة بأنها “غير معقولة” – ضم مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومسؤولين آخرين، الذين اعترضوا جميعهم بشكل لا لبس فيه على نية نتنياهو.
ورغم أن ديرمر كان مؤيدا للمواجهة العلنية بعد مناقشة الفكرة سابقا مع نتنياهو، إلا أنه طلب من رئيس الوزراء الانتظار مع الانتقادات حتى يلتقي هو وهنغبي بمسؤولين أمريكيين في البيت الأبيض يوم الخميس، حسبما ذكرت الشبكة.
وبحسب ما ورد، عارض وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي نشر الخلاف علنا، وفضلا بدلا من ذلك التعامل مع الأمور خلف الأبواب المغلقة بسبب مخاوف من أن الخلاف العلني مع الولايات المتحدة قد يفيد حماس وحزب الله.
ونقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تذكر اسمه قوله إن “نتنياهو اتخذ القرار ضد رأي المستشارين والوزراء الذين استشارهم”.
وأضاف المسؤول أن تصريحات رئيس الوزراء أثارت “غضبا كبيرا في إدارة بايدن”، التي نفت في وقت سابق بشدة التقارير التي أفادت بإلغاء محادثات رفيعة المستوى بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين احتجاجا على الفيديو، قائلة إن الاجتماع تم تأجيله فقط بسبب تعارض في المواعيد.
وفي تقرير لصحيفة “هآرتس”، اتهم مسؤولون أمريكيون نتنياهو بـ”الجحود”، نافين أي تعليق لشحنات للأسلحة باستثناء شحنة من القنابل الثقيلة التي امتنع بايدن عن تسليمها بسبب مخاوف من استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان في رفح.
كما أبدى المسؤولون غضبهم إزاء توقيت بيان نتنياهو، مشيرين إلى أنه جاء بعد زيارات قام بها مؤخرا كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية الذين يسعون إلى تأمين اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس ووضع حد للقتال عبر الحدود بين القوات الإسرائيلية وحزب الله على الحدود اللبنانية.
وأفاد تقرير منفصل لموقع “أكسيوس” الإخباري بأن مسؤولين في إدارة بايدن اتهموا نتنياهو بالتدخل في الجهود الأمريكية لتهدئة الصراع بين إسرائيل وحزب الله، قائلين إنهم قلقون من أن سلوكه قد يخلق “مسافة” بين واشنطن والقدس ويلقي بظلاله على اجتماع سوليفان مع هنغبي وديرمر.
وقال مسؤول أمريكي كبير: “من الصعب أن نفهم كيف يساعد مقطع فيديو مثل الذي نشره نتنياهو يوم الثلاثاء في الردع. لا يوجد شيء مثل إخبار حزب الله بأن الولايات المتحدة تعلق شحنات الأسلحة عن إسرائيل، وهو أمر غير صحيح، لجعلهم يشعرون بالجرأة”.
ونقل الموقع الإخباري عن جميع المسؤولين قولهم إنهم يعتقدون أنه لا يوجد هدف واضح لسلوك نتنياهو باستثناء السياسة الداخلية، وتكهن البعض بأن ذلك قد يكون جزءا من مناورة مع غالانت قبل زيارة الأخير المتوقعة لواشنطن الأسبوع المقبل.
ومن المقرر أن يقوم نتنياهو بزيارة للولايات المتحدة قريبا، حيث من المقرر أن يلقي كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس في 24 يوليو.
بحسب هيئة البث الإسرائيلية “كان”، فإن المزيد من الديمقراطيين يدرسون مقاطعة خطاب نتنياهو على ضوء مقطع الفيديو وقالت إنه قد يكون العامل الحاسم بالنسبة لأولئك المترددين.
يوم الثلاثاء، قالت السيناتور الأمريكية إليزابيث وورن إنها ستقاطع الخطاب، متهمة نتنياهو بـ”خلق كارثة إنسانية” في غزة.
وقالت للصحفيين “لقد أوضح نتنياهو أيضا أنه لا يدعم السياسة الأمريكية لحل الدولتين الذي سيسمح لشعب إسرائيل والفلسطينيين بتقرير مصيرهم القومي والعيش بكرامة”، داعية إلى وقف إطلاق النار في غزة.
كما أعلن النائب رو خانا والنائب جيم كليبرن والسيناتور بيرني ساندرز في الأيام الأخيرة عن نيتهم عدم حضور خطاب نتنياهو ومن المتوقع أن ينضم إليهم العشرات من المشرعين التقدميين الآخرين.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد