إسرائيل في حالة حرب - اليوم 424

بحث

نتنياهو: النصر المطلق في متناول اليد؛ والاستسلام لمطالب حماس سيجلب الكارثة

رئيس الوزراء يقلل من أهمية الخلافات داخل الحكومة بشأن خطط "اليوم التالي" ويقول إنه يحاول تجنيد أطراف فاعلة إقليمية للمساعدة في الحكم المدني المستقبلي ويتعهد بأن يتم استبدال الأونروا

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي في القدس، 7 فبراير، 2024. (Sam Sokol / Times of Israel)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي في القدس، 7 فبراير، 2024. (Sam Sokol / Times of Israel)

رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شروط حماس “المتوهمة” لصفقة رهائن جديدة في مؤتمر صحفي عقد مساء الأربعاء، قائلا إن الضغط العسكري وحده هو الذي سيضمن إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.

وفي حديثه مع الصحفيين خلال مؤتمر صحفي في القدس، أصر نتنياهو على أنه لم يقدم أي وعود محددة فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الملطخة أيديهم بالدماء، أو أي نسبة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الرهائن في صفقة محتملة، وصرح أن إسرائيل “لم تلتزم بأي شيء”.

وقال نتنياهو: “من المفترض أن يكون هناك نوع من التفاوض عبر الوسطاء. ولكن في الوقت الحالي، بالنظر إلى ما أراه من رد حماس [على الإطار الذي تدعمه إسرائيل بشأن المحادثات حول صفقة]، فهم ليسوا هناك”.

وأضاف: “الاستسلام للمطالب الحمساوية المتوهمة التي فصلناها للتو لن يؤدي إلى إطلاق سراح المختطفين بل سيستدعي مجزرة أخرى وكارثة فادحة لدولة إسرائيل لا يكون ولا واحد من مواطنينا على استعداد للقبول بها”.

وكانت حماس اقترحت خطة لوقف إطلاق النار تتضمن هدنة مدتها أربعة أشهر ونصف يتم خلالها إطلاق سراح الرهائن على ثلاث مراحل، وتؤدي إلى إنهاء الحرب، بحسب ما أوردته وكالة “رويترز”، ردا على مخطط مقترح تم إرساله الأسبوع الماضي بوساطة قطرية ومصرية وبدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل.

موجها حديثه لعائلات الرهائن، أكد نتنياهو على أن عودة أحبائهم تظل أولوية قصوى وأن “ مواصلة الضغط العسكري هو شرط ضروري لإطلاق سراح المختطفين”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (إلى اليمين) يلتقي بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القدس، 7 فبراير، 2024. (Amos Ben Gershom/GPO)

وقال نتنياهو إنه أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: “نحن على وشك تحقيق الانتصار المطلق”، وأن هزيمة حماس ستكون ” انتصار العالم الحر كله، وليس فقط إسرائيل”.

وتابع قائلا: “أصبح هذا الانتصار في متناول يدنا”، وتوقع انتهاء الحرب في غضون “أشهر” وليس سنين أو عشرات السنين.

وتوافقت أقوال نتنياهو مع تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي، الذي قال يوم الثلاثاء خلال زيارة إلى شمال غزة إن عودة الرهائن “لن تتم بدون ضغوط عسكرية”.

ووصف نتنياهو إنجازات الجيش في الهجوم ضد حماس بأنها “غير مسبوقة”، وقال إن 20 ألف من مقاتلي حماس قُتلوا أو جرحوا – أكثر من نصف قوة حماس المقاتلة، مع 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة لم تعد قادرة على العمل.

وأضاف أن “مقاتلينا الشجعان” أثبتوا أن “كل ما كان يحكي لنا البعض أنه مستحيل… ممكن”، وأنتقد “الخبراء” والمعلقين التلفزيونيين وأولئك في المجتمع الدولي الذين توقعوا فشل الهجوم البري.

وقال رئيس الوزراء إن بعد خان يونس، “وهو المعقل الحمساوي الرئيسي”، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد للمرحلة التالية من القتال في رفح.

وردا على سؤال حول كيف يمكن للجيش تحقيق نصر مطلق إذا كانت إسرائيل تسحب قواتها حاليا، أجاب نتنياهو أن “هذه عملية تستغرق وقتا” ونفى أن تكون حماس تعيد ترسيخ نفسها في شمال غزة، حيث يشارك الجيش الإسرائيلي، على حد قوله، في عمليات مستمرة لمعالجة ما تبقى من “الشظايا”.

وقال: “لا يوجد بديل لانهيار [حماس] العسكري. لن يكون هناك انهيار مدني [لحكم حماس] دون انهيار عسكري”.

جنود من لواء غيفعاتي يعملون في خان يونس بجنوب غزة، في صورة نشرت في 4 فبراير، 2024. (Israel Defense Forces)

وأردف نتنياهو قائلا: “’اليوم التالي’ هو اليوم التالي بعد حماس”، قائلا أنه أبلغ بلينكن أنه بعد تدمير حماس، ” سنضمن أن تصبح غزة منزوعة السلاح إلى الأبد”- وهو الهدف الذي سيتم تحقيقه من خلال احتفاظ القدس بحرية التصرف “في غزة في كل مكان وفي كل زمان يلزم القيام بذلك، في سبيل ضمان أن الإرهاب لن يرفع رأسه مجددا”.

وتابع نتنياهو أنه لا ينبغي ايداع الحكم المدني في غزة ” بأيدي الذين يدعمون الإرهاب” ، مؤكدا أيضا على الحاجة “لاستبدال الأونروا” – وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، التي تدّعي إسرائيل أنها مرتبطة بشكل وثيق بحماس.

وقال “لقد أوعزت بإطلاق هذه العملية وأبلغت وزير الخارجية بلينكن بذلك اليوم”.

وأكد نتنياهو أيضا أنه رفض طلبا أمريكيا بأن يجتمع بلينكن على انفراد يوم الأربعاء مع رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، وقال إنه لا يعتقد أن ذلك سيكون لائقا وإنه لا يقوم بلقاء بالقادة العسكريين دون حضور القادة السياسيين عندما يقوم بزيارات إلى الولايات المتحدة أو إلى أي مكان آخر.

وفي إشارة إلى أن قادة الأمن الإسرائيليين حضروا اجتماعا مع بلينكن يوم الأربعاء تحت قيادته، أكد نتنياهو أن “هذه هي الطريقة التي ينبغي علينا التصرف بها”.

وردا على سؤال حول الخلافات العلنية بين أعضاء حكومته بشأن حكم غزة بعد الحرب، أجاب نتنياهو أن هناك اتفاقا واسعا على ضرورة تدمير حماس وضمان نزع السلاح تحت إشراف الجيش الإسرائيلي، وقال إنه لا يمكن لإدارة المدنية مكونة من “قوات غير إرهابية” أن تأتي إلا بعد حدوث ذلك.

الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس في بيان مصور، 4 يناير، 2024. (Courtesy)

وقد دعا حلفاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتشدد، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريش، إلى إعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة وتشجيع”الهجرة الطوعية” للفلسطينيين، متوقعين أن “تسيطر إسرائيل على المنطقة بشكل دائم”.

على عكس سموتريتش، أكد الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس مساء الثلاثاء على أن “هدفنا هو السيطرة الأمنية بنسبة 100٪، والسيطرة المدنية بنسبة 0٪” في غزة – مما دفع نتنياهو للرد بأن “كل من يعتقد أن جلب مسؤولي السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة سوف يؤدي إلى هزيمة حماس فهو مخطئ. لا بديل عن النصر المطلق”.

وقال نتنياهو للصحفيين يوم الأربعاء إنه يحاول تجنيد أطراف فاعلة إقليمية للمساعدة في الحكم المدني المستقبلي، لكنه لا يعتقد أن هذا الجهد سينجح ما لم يكن واضحا أن حماس قد هُزمت.

وأكد أن الأطراف الفاعلة الخارجية لا تزال تخشى من “تلقي رصاصة في الرأس” من حماس، مضيفا إنه من “غير الجدي” الاعتقاد بأنه يمكن تدمير الحكم المدني لحماس قبل تدمير قدراتها العسكرية.

وقال: “لا يوجد بديل للانهيار العسكري [لحماس]. لن يكون هناك انهيار مدني [لحكم حماس] دون انهيار عسكري”.

ساهم في هذا التقرير طاقم أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن