إسرائيل في حالة حرب - اليوم 531

بحث

نتنياهو: “القتال الكثيف” سيُستأنف في غزة إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول السبت

في حين أن بيان رئيس الوزراء لا يدعو صراحة إلى إعادة جميع الرهائن بحلول نهاية الأسبوع، كما طالب ترامب، قال مسؤول كبير لم يذكر اسمه لاحقا إن إسرائيل تريدهم "جميعا"

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلقي بيانا مصورا بشأن رد إسرائيل على تعليق حماس لإطلاق سراح الرهائن، 11 فبراير، 2025. (Screenshot/GPO)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلقي بيانا مصورا بشأن رد إسرائيل على تعليق حماس لإطلاق سراح الرهائن، 11 فبراير، 2025. (Screenshot/GPO)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مصور مساء الثلاثاء، بعد اجتماع ​استمر أربع ساعات للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) إن وقف إطلاق النار سينتهي وستستأنف إسرائيل “القتال الكثيف” في غزة إذا لم تفرج حماس عن “مختطفينا” بحلول ظهر السبت.

وأعلن نتنياهو: “إذا لم تعيد حماس مختطفينا حتى ظهر السبت فإن وقف إطلاق النار سينتهي، وسيعود جيش الدفاع إلى القتال المكثف حتى هزيمة حماس بشكل نهائي”.

وقال إن الكابينت الأمني “رحب بمطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإفراج عن رهائننا حتى ظهر السبت، ورحبنا جميعا أيضا برؤية الرئيس الثورية لمستقبل غزة”.

وجاء الاجتماع بعد يوم من إعلان حماس أنها ستؤجل إطلاق سراح الرهائن يوم السبت حتى إشعار آخر بسبب ما زعمت أنه “انتهاكات إسرائيلية” للهدنة.

في وقت لاحق مساء الثلاثاء، أصدرت حماس بيانا زعمت فيه أنها “ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي التزم به الاحتلال (الإسرائيلي) أيضا”، وأكدت أن إسرائيل هي “الطرف الذي لم يلتزم بالتزاماته وهي المسؤولة عن أي تعقيدات أو تأخير”. ومع ذلك، لم تقل أنها ستفرج عن ثلاث رهائن يوم السبت كما هو مطلوب بموجب الاتفاق.

يوم الأربعاء، دعا ترامب إلى إطلاق سماح جميع الرهائن المحتجزين لدى الحركة يوم السبت، لكن بيان نتنياهو دعا فقط إلى إعادة “مختطفينا” دون المطالبة صراحة بإطلاق سراح جميع الرهائن الـ 76 بحلول الموعد النهائي الذي حدده الرئيس.

قبل وبعد بيان رئيس الوزراء المصور، أصدر المسؤولون الإسرائيليون عدة رسائل متناقضة ومتضاربة حول عدد الرهائن الذين تطالب إسرائيل بالإفراج عنهم بحلول يوم السبت.

زوار في ساحة المختطفين في تل أبيب، 11 فبراير، 2025. (Miriam Alster/FLASH90)

أولا، قال مسؤول إسرائيلي إن الكابينت الأمني ​​أيد “بالإجماع” دعوة ترامب للإفراج عن الرهائن يوم السبت، في تعليقات باللغة العبرية صيغت بعناية ولم تصل إلى حد التأييد الكامل لموقف الرئيس الأمريكي، ولم تشر بشكل ملحوظ إلى “جميع” الرهائن.

وجاء في الجملة الرئيسية “لقد أعرب جميع أعضاء الكابينت عن دعمهم لمطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإفراج عن مختطفينا بحلول ظهر يوم السبت”،

بعد ذلك، قال مسؤول إسرائيلي إن القدس لن تمضي قدما في صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار إذا لم تقم حماس بإطلاق سراح “جميع الرهائن التسع… في الأيام القادمة”. لا يزال هناك 17 رهينة من المقرر عودتهم خلال المرحلة الأولى الحالية من وقف إطلاق النار، ويُعتقد أن تسعة منهم على قيد الحياة.

وقال هذا المسؤول: “لقد انتهكت حماس الاتفاق، وبالتالي لن يكون هناك تقدم في الاستمرار في تنفيذ الاتفاق أو في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية دون عودة مختطفينا”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث إلى الصحافة بعد توقيع أمر تنفيذي إلى جانب المرشح لمنصب وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة، 10 فبراير، 2025. (ANDREW CABALLERO-REYNOLDS / AFP)

وبعد نحو 15 دقيقة من إصدار نتنياهو لبيانه المصور، قال مسؤول إسرائيلي لموقع “واينت” الإخباري إن الكابينت الأمني ​​”تبنى جزئيا” مطالب ترامب. وقال المسؤول “نحن نعتمد على إنذار الرئيس الأمريكي ونريد أن نرى كيف سترد حماس”.

وأضاف “بما أننا لم ننتهك الاتفاق، بل حماس هي التي فعلت ذلك، فهناك مبرر لانتهاك جانبنا للاتفاق. تقول إسرائيل: ’امسكوني’. نريد أن نرى كيف سترد حماس على هذا”،وتابع قائلا: “هناك سبب لعدم قيام نتنياهو بتحديد عدد” الرهائن الذين طالب بإطلاق سراحهم بحلول يوم السبت في بيانه.

وأخيرا، بعد نحو ساعة من إصدار نتنياهو لبيانه المصور، قال مسؤول كبير إن إسرائيل تطالب بقيام حماس بإطلاق سراحهم “جميعا”.

وقال هذا المسؤول “إن رئيس الوزراء نتنياهو والحكومة ملتزمان برسالة الرئيس الأمريكي ترامب بشأن إطلاق سراح الرهائن، أي أنهم سيخرجون جميعا يوم السبت”.

وفي الوقت نفسه، لم يستخدم حتى هذا المسؤول الكبير العبارة الفعلية “جميع الرهائن”، مما قد يترك مجالا لتفسير مفاده أن إسرائيل تطالب بالإفراج عن الرهائن الثلاث المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت، أو إطلاق سراح جميع الرهائن التسعة الأحياء في المرحلة الأولى.

جاءت التصريحات العديدة من نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين الذين لم يتم الكشف عن أسمائهم بعد أن ذكرت القناة 12 في وقت سابق من اليوم أن إسرائيل ستواصل الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار مع حماس إذا أطلقت الحركة سراح المجموعة السادسة من الرهائن يوم السبت وفقا لشروط الاتفاق.

أشخاص يسيرون بجوار المباني المدمرة بالقرب من مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة في 10 فبراير 2025 بينما يعود النازحون إلى ديارهم وسط اتفاق وقف إطلاق النار الحالي في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. (Eyad Baba / AFP)

رؤساء أجهزة الأمن: لا توقفوا عمليات الافراج عن الرهائن

في مساء الأربعاء، أفادت القناة 12 أن رؤساء أجهزة الأمن الإسرائيلية أبلغوا القيادة السياسية أن إسرائيل بحاجة إلى محاولة السعي إلى اكتمال المرحلة الأولى من اتفاق غزة، وإخراج أكبر عدد ممكن من الرهائن.

ونقل التقرير التلفزيوني عن مصدر أمني لم يذكر اسمه قوله: “نحن بحاجة إلى إظهار ضبط النفس الآن، لإنهاء المرحلة الأولى تماما. يجب ألا نقطع ديناميكية إطلاق سراح الرهائن. الإطار يعمل. الوسطاء يضمنون الاتفاق ولا يوجد سبب حقيقي لوقف التسلسل الآن”.

كما نقل التقرير عن مصدر عسكري لم يذكر اسمه قوله: “لدينا أدوات هجومية مهمة للغاية ونعطي [القيادة السياسية] جميع الخيارات. يجب أن نفهم كيف تتطور الأمور وأن نأخذ إنذار الرئيس ترامب وأن نستغله بشكل فعال لتأمين إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المختطفين”.

وأضاف “إذا لم يحدث تقدم يعيد الصفقة إلى مسارها الصحيح، فلا بد من اتخاذ القرارات. إن حماس تواجه حجم الدمار الهائل [في غزة]، وهي تحصي القتلى وتنشر قائمة بأسماء قادتها القتلى”.

وقال المصدر العسكري ساخرا “فيما يتعلق بالشباب الأقوياء الذين يرتدون الزي العسكري المكوي في المراسم، فمن المرجح أن هؤلاء هم عناصر كانوا خائفين للغاية من الاشتباك مع قوات جيش الدفاع، واختبؤوا في المناطق الانسانية حتى بدأ وقف إطلاق النار. وسنعرف كيفية العودة وضربهم”.

متظاهرون يرفعون لافتات وأعلاما خلال مظاهرة تطالب باستكمال إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار مع حماس لإعادة الرهائن المتبقين، أمام مكتب رئيس الوزراء في القدس، 11 فبراير، 2025. (Menahem Kahana/AFP)

امتد اجتماع الكابينت الأمني ​​يوم الأربعاء، والذي عُقد لمناقشة رد إسرائيل على إعلان حماس بأنها ستجمد إطلاق سراح الرهائن حتى إشعار آخر، لمدة أربع ساعات. ووصف مسؤول إسرائيلي إعلان حماس بأنه قرار من جانب الحركة “بخرق الاتفاق”.

وكان الاجتماع “شاملا ومتعمقا”، وفقا للمسؤول.

وأضاف البيان أن المجلس الوزاري الأمني المصغر ​​”يدعم بالإجماع” ما وصفها بأنها “رؤية [ترامب] الثورية لمستقبل غزة”، في إشارة إلى خطط الرئيس الأمريكي المعلنة بعد الحرب لإعادة توطين “طوعي” ولكن دائم لسكان القطاع بالكامل خارج القطاع.

وقالت حركة حماس الثلاثاء إن تهديد ترامب بـ”فتح أبواب جحيم” على غزة إذا لم يتم إعادة جميع الرهائن بحلول يوم السبت “ليس له أي قيمة ويزيد الأمور تعقيدا”.

وقال المسؤول في حركة حماس، سامي أبو زهري، لوكالة “فرانس برس”: ” “على ترامب أن يتذكر أن هناك اتفاقا يجب احترامه من الطرفين وهذا هو الطريق الوحيد لعودة الأسرى”.

المئات يتجمعون في ساحة المختطفين في تل أبيب للاحتفال بعيد ميلاد الرهينة الإسرائيلي ألون أوهيل، المحتجز لدى حماس في غزة لأكثر من 16 شهرا، 10 فبراير، 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وبررت الحركة قرارها بتجميد إطلاق سراح الرهائن بزعم وجود انتهاكات إسرائيلية للاتفاق، حيث زعمت زورا أن الجيش عرقل عودة الفلسطينيين النازحين إلى شمال القطاع، وأكدت أن إسرائيل منعت تدفق بعض مواد المساعدات الإنسانية، مثل المقطورات للمأوى المؤقت، إلى القطاع.

أوقف اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل، والذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، حوالي 15 شهرا من القتال الذي اندلعت شرارته بعد الهجوم الذي شنته الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، عندما قتل مسلحون بقيادة حماس نحو 1200 شخص واختطفوا 251 آخرين.

ينص الاتفاق على قيام حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لديها، وقيام إسرائيل بالافراج عن آلاف السجناء الأمنيين الفلسطينين – من بينهم المئات الذين يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة – ووقف للقتال في القطاع، يليه مفاوضات من أجل “الهدوء المستدام” وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.

المباني المدمرة في شمال قطاع غزة كما تبدو من جنوب إسرائيل، 11 فبراير، 2025. (Ariel Schalit/AP)

كان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق – والتي تشمل إعادة الرهائن الـ 59 المتبقين، وإطلاق سراح المزيد من السجناء الأمنيين الفلسطينيين، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة ووقف إطلاق النار الدائم – في الأسبوع الماضي.

ومع ذلك، بعد زيارة رئيس الوزراء للولايات المتحدة، وقرار حماس بوقف إطلاق سراح الرهائن، وإنذار ترامب وبيان نتنياهو المصور يوم الأربعاء، الذي تعهد فيه بمواصلة القتال في غزة إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن يوم السبت، فإن الاتفاق بأكمله – وليس فقط مرحلته الثانية – على وشك الانهيار.

تماشيا مع هذه التطورات، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء عن تعزيز قواته “على نطاق واسع” في القيادة الجنوبية، واستدعاء جنود احتياط والموافقة على خطط المعركة لقطاع غزة في حالة انهيار اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.

ساهم إيمانويل فابيان في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن