نتنياهو: العملية في رفح ستمضي قدما مع صفقة رهائن أو بدونها
من المقرر أن ترد حماس يوم الأربعاء على الاقتراح الذي ورد إنه يشمل هدنة تستمر 40 يوما، وإطلاق سراح حوالي ألف أسير فلسطيني مقابل 20-33 رهينة؛ نتنياهو: لن تنتهي الحرب حتى تتحقق جميع أهدافها
ستشن إسرائيل هجوما بريا في رفح بغض النظر عن نجاح محادثات الهدنة، حسب ما تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء في محادثة مع عائلات وأقارب الرهائن الذين يعارضون اتفاقا مع حماس ينهي الحرب في غزة قبل الإطاحة بالحركة.
وبينما تنتظر الرد على عرض الهدنة الأخير، لن ترسل إسرائيل وفدا آخرا إلى القاهرة لمحادثات إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل. وبحسب ما ورد غادر وفد حماس القاهرة واعدا بالعودة برد مكتوب على اقتراح القدس.
وقال نتنياهو للجان “البطولة” و”الأمل” المتشددتين، واللتين تمثلان عائلات بعض الجنود القتلى وبعض عائلات المحتجزين في غزة، على التوالي، إن “فكرة أن نوقف الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها ليست واردة. سوف ندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك – سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا – من أجل تحقيق النصر الكامل”.
وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، حثت المجموعات نتنياهو ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي على مواصلة الحرب ومقاومة الضغوط الدولية لإنهائها. وهدفي إسرائيل في الحرب يتلخصان في تدمير قدرات حماس العسكرية وقدراتها في الحكم، وإعادة كافة الرهائن.
وجاء اللقاء قبل أن يجري نتنياهو محادثات مع وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعارض أيضا وقف الحرب وتقديم تنازلات لحماس. وتغيب وزير المالية بتسلئيل سموتريش، الذي هدد بالانسحاب من الائتلاف إذا تم التوقيع على مثل هذا الاتفاق، عن اجتماع الكابينت يوم الثلاثاء من أجل الاجتماع مع حزبه “الصهيونية الدينية” وسط الخلاف.
ويعتقد أن إسرائيل، التي ورد أن عرضها الأخير يشمل وقف القتال لمدة 40 يوما وإطلاق سراح ما يقارب من ألف أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح رهائن إسرائيليين، تقدم تنازلات “كبيرة”، بما في ذلك خفض عدد الرهائن الذين تسعى إلى الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة.
وقال المسؤول الإسرائيلي: “سننتظر الإجابات مساء الأربعاء ثم نقرر” بشأن إرسال وفد إلى القاهرة لإجراء محادثات. وكانت وسائل إعلام عبرية قد ذكرت مساء الاثنين أنه من المتوقع أن يتوجه وفد إلى القاهرة يوم الثلاثاء لإجراء محادثات، لكن مسؤولا إسرائيليا قال إن المناقشات مستمرة ولم يتم اتخاذ قرار بعد.
وبينما تتوقع إسرائيل أن تتغير الشروط المحددة لاتفاق إطلاق سراح الرهائن المحتمل في الأيام المقبلة إذا أبدت حماس اهتماما بالتوصل إلى اتفاق، فإن أحد الجداول الزمنية قيد المناقشة هو وقف القتال لمدة 10 أسابيع مقابل إطلاق سراح 33 رهينة على قيد الحياة، قال مسؤول إسرائيلي مختلف لتايمز أوف إسرائيل يوم الثلاثاء.
ويدور الحديث عن رهائن في ما يسمى بـ”الفئة الإنسانية”، أي النساء والأطفال والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما والمرضى.
وأضاف المسؤول: “لقد ذهبت إسرائيل بعيدا في إظهار المرونة للتوصل إلى اتفاق”.
كما أن إسرائيل منفتحة على إمكانية عودة سكان غزة إلى شمال القطاع دون المرور عبر نقاط تفتيش أمنية إسرائيلية. وقال المسؤول إن أحد الاحتمالات قيد الدراسة هو أن تكون مصر مسؤولة عن عمليات التفتيش الأمنية، لكن لم يتم التوصل إلى أي قرار.
وشدد المسؤول على أن إسرائيل لن توافق بأي حال من الأحوال على إعلان نهاية الحرب.
ونشرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلا عن مسؤولين مصريين، إن الاقتراح الذي ساعدت إسرائيل في صياغته، لكنها لم توافق عليه بعد، سيشمل “الإفراج عن 20 رهينة على الأقل على مدى ثلاثة أسابيع مقابل عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين”.
ويمكن بعد ذلك تمديد الهدنة لإطلاق سراح رهينة واحدة في اليوم.
وذكرت أن المرحلة الثانية ستشمل هدنة مدتها 10 أسابيع تناقش خلالها إسرائيل وحماس إطلاق سراح المزيد من الرهائن ووقف القتال لمدة تصل إلى عام. وأبدت حماس اهتمامها بالاقتراح في البداية، لكنها اعترضت على حقيقة أنه لا ينهي الحرب بشكل دائم.
وذكرت القناة 12 يوم الثلاثاء أن إسرائيل مستعدة لإطلاق سراح 900 أسير فلسطيني مقابل 20-33 رهينة – وهو عدد أكبر بكثير مما عرضته حتى الآن – وهو ما يعني 27 إلى 45 أسيرا لكل رهينة.
وفي شهر مارس، أبدت إسرائيل استعدادها لإطلاق سراح 950 أسيرا مقابل 40 رهينة. وفي نوفمبر، وفي ذروة الحملة البرية على غزة، تم إطلاق سراح 240 أسيرًا في هدنة استمرت أسبوعاً مقابل إطلاق سراح 105 رهائن، 81 منهم إسرائيليين.
ووسط الجهود الدبلوماسية المستمرة للتوصل إلى اتفاق، أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالات هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم الاثنين، مؤكدا أن الدول الثلاث “ستعمل على ضمان التنفيذ الكامل” لشروط اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل في غزة.
وفي بيانات شبه متطابقة حول المكالمتين، قال البيت الأبيض إن بايدن أبلغ الزعيمين أن قضية أكثر من 100 رهينة تحتجزهم الحركة منذ مذبحتها في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل “هي الآن العقبة الوحيدة أمام وقف فوري لإطلاق النار وإغاثة المدنيين في غزة”.
وأضاف البيت الأبيض أن القادة ناقشوا أيضا الجهود لزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع، في حين قال مكتب الرئيس المصري إنهما ناقشا مخاطر العملية العسكرية الإسرائيلية التي تلوح في الأفق في رفح، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني وسط الحرب.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن غزو رفح سيبدأ خلال 48 إلى 72 ساعة القادمة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
ووافق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يوم الاثنين على الخطط النهائية للعملية العسكرية في رفح، بحسب موقع “واينت” الإخباري.
بحسب التقرير الذي لم يشر إلى المصدر، دبابات الجيش الإسرائيلي متمركزة على طول حدود غزة وهي جاهزة لتلقي الأوامر لبدء الهجوم، الذي تعتبره إسرائيل الدفعة الأخيرة اللازمة لاقتلاع مقاتلي حماس من القطاع، على الرغم من التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية إذا لم يتم إخلاء المدنيين بعيدا عن الأذى.
وتم الانتهاء من إعداد الخطط التكتيكية في الأيام القليلة الماضية، وفقا لموقع “واينت”، وهي تشمل عملية على مراحل يمكن إيقافها أو تأخيرها في حالة إحراز تقدم في محادثات الرهائن.
وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حركة حماس يوم الإثنين على قبول الاقتراح الإسرائيلي الأخير و”السخي للغاية” بعد أن قال قيادي في الحركة الفلسطينية إنه ليس لديها “مشاكل كبيرة” مع العرض الأخير.
كما وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الاقتراح الإسرائيلي بأنه “سخي”.
وصل بلينكن إلى السعودية يوم الإثنين، في أول محطة له في أحدث جولة من الرحلات إلى الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر في أعقاب الهجوم الكبير الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل.
وأكد بلينكن مجددا أن الولايات المتحدة لا يمكنها دعم عملية برية إسرائيلية في غزة – حيث تقول إسرائيل إن هناك أربع كتائب لحماس تتحصن دون مساس – “في غياب خطة [إسرائيلية] لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى”.
وقال بلينكن، الذي كان يتحدث في وقت سابق في افتتاح اجتماع مع دول الخليج العربية، إن الطريقة الأكثر فعالية لمعالجة الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة وإفساح المجال لحل أكثر استدامة هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار يسمح بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وتقدّر إسرائيل أن 129 من هؤلاء الرهائن ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك، وأعادت القوات ثلاث رهائن. كما تم استعادة جثث ثماني رهائن وقتل الجيش ثلاث رهائن عن طريق الخطأ. وتم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر ولا يزال مصيره مجهولا.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 34 ألف فلسطيني قُتلوا في القطاع، ولكن لا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل ويُعتقد أنه يشمل كلا من مسلحي حماس والمدنيين، الذين قُتل بعضهم نتيجة لصواريخ طائشة أطلقتها الحركة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 13 ألف مسلح في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 قُتلوا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر وبعده مباشرة. كما يقول الجيش إن 263 جنديا قُتلوا منذ بداية الاجتياح البري.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير