نتنياهو: الذكرى الـ 86 لليلة البلور”تم الاحتفال بها في شوارع أمستردام”
مشجعو مكابي تل أبيب يعودون إلى إسرائيل على متن رحلات خاصة؛ اثنان منهم يقولان إنهما تعرضا للضرب لكونهما إسرائيليين قبل يوم من المباراة؛ مجلس الأمن القومي: ينبغي على الإسرائيليين تجنب مباراة مكابي لكرة السلة في إيطاليا
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الجمعة إن الذكرى الـ 86 “لليلة البلور” تم “الاحتفال بها في شوارع أمستردام” في اليوم السابق عندما تعرض المئات من مشجعي نادي مكابي تل أبيب لكرة القدم للهجوم من قبل حشود معادية لإسرائيل.
وقال نتنياهو، “مثل يوم الغد، قبل 86 عاما، كانت ليلة البلور، عندما تعرض اليهود على الأراضي الأوروبية للهجوم لكونهم يهودا. لقد تكرر هذا الآن”، في إشارة إلى أحداث 9 نوفمبر 1938، وهي بوغروم نازي كان بمثابة نقطة تحول في الاضطهاد المتصاعد لليهود والذي أدى في النهاية إلى مقتل 6 ملايين يهودي أوروبي على يد النازيين وأنصارهم خلال الهولوكوست.
واضاف نتنياهو في بيان أدلى به خلال زيارة إلى غرفة العمليات في وزارة الخارجية حيث تم إطلاعه على رد إسرائيل على الهجمات واسعة النطاق في العاصمة الهولندية،”هناك فرق واحد الآن، وهو أن الشعب اليهودي لديه الآن دولته الخاصة به”، مضيفا أن أولئك الذين يقفون وراء الهجمات لا يشكلون خطرا على اليهود فحسب، بل على العالم الحر بأكمله.
جاءت تصريحات رئيس الوزراء في الوقت الذي هبطت فيه أول طائرة تقل مشجعي مكابي تل أبيب، الذين تم إجلاؤهم من أمستردام بعد هجمات عنيفة واسعة النطاق شنتها حشود من مثيري الشغب المناهضين لإسرائيل، في مطار بن غوريون بعد ظهر يوم الجمعة، حيث قالت وزارة الخارجية إنه تم العثور على جميع الإسرائيليين في العاصمة الهولندية.
وقال عدد من المشجعين إنهم تعرضوا للهجوم أو شعروا بأنهم ليسوا موضع ترحيب قبل وقت طويل من الهجوم الذي كان واسع النطاق ومنظما على ما يبدو في أمستردام مساء الخميس بعد مباراة ضد نادي أياكس.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن عشرة مواطنين أصيبوا في أعمال العنف التي وقعت أثناء الليل، والتي يبدو أن معظمها ارتكبها مسلمون وعرب محليون. ووفقا للتقارير، فقد تم تسريح جميع الإسرائيليين الذين أصيبوا في الهجمات من المستشفى في أمستردام.
واختبأ مئات الإسرائيليين في فنادقهم لساعات خشية أن يتعرضوا للهجوم.
يوم الجمعة، سارع أعضاء المجتمعات اليهودية والإسرائيلية المحلية إلى استخدام سيارات مشتركة لمرافقة المشجعين إلى المطار وسط المخاوف من أن يتعرضوا للاعتداء أثناء توجههم إلى رحلات الإجلاء.
وقالت شركة “ال عال” إن ثلاث طائرات ستعيد الإسرائيليين إلى ديارهم وستهبط في إسرائيل بين مساء الجمعة وصباح السبت، وعلى متنها مسعفون وطواقم طبية أخرى لعلاج من يحتاج للعلاج.
لا تعمل شركة الطيران عادة أيام السبت، وفقا للشريعة اليهودية، لكنها حصلت في النهاية على إذن للقيام بذلك من الحاخامين الكبيرين المعينين حديثا في إسرائيل، الحاخام دافيد يوسف والحاخام كالمان بار.
وقال الناقل الوطني إن الرحلات ستكون مجانية لجميع الركاب الذين حجزوا تذكرة ذهاب وإياب من أمستردام إلى إسرائيل مع شركة إل عال وجميع شركات الطيران الأخرى.
وقال إسرائيليان غادرا أمستردام صباح الجمعة وتوجها إلى لندن لمراسل القناة 12 عند وصولهما إلى بريطانيا إنهما تعرضا لهجوم مساء الأربعاء – قبل يوم من المباراة – على يد عصابات عربية في المدينة.
وقال الرجلان، اللذان ذكرا أن اسميهما أورين وأور، إنهما تعرضا للاستهداف باعتبارهما إسرائيليين وإنهما تعرضا للضرب.
كما قالا إنهما أبلغا الشرطة المحلية بالهجوم، لكنها لم تتخذ أي إجراء.
وقال إسرائيلي ثالث، يُدعى غال، عند وصوله إلى لندن إن مهاجمين أرغموه على النزول إلى الأرض بعد أن طالبوه بمعرفة ما إذا كان إسرائيليا. وروى أنه تعرض للضرب على يد عصابة من 8 إلى 10 أشخاص ـ “تم ضربه في رأسه وكسروا اثنين من أسنانه” ـ و”استيقظ في سيارة إسعاف وهو مغطى بالدماء”.
وتضمنت اللقطات التي بثتها القنوات التلفزيونية الإسرائيلية مقطع فيديو سأل فيه مهاجم إسرائيليا من أين هو وهاجمه وهو يصرخ “فلسطين حرة”.
وأظهر مقطع فيديو آخر ما بدا أنه إسرائيلي في قناة من قنوات أمستردام بينما يطالبه رجل بأن يقول “فلسطين حرة” قبل أن يغادر، ملمحا إلى أنه سيُترك في المياه الباردة حتى يمتثل.
This is Amsterdam 2024: An Israeli thrown to the river and is demanded to say: “Free Palestine” pic.twitter.com/Q6ZTzG3Kib
— Amichai Stein (@AmichaiStein1) November 8, 2024
وقال المشجع تومر طالياس، الذي عاد إلى مطار بن غوريون على متن أول رحلة إجلاء لشركة إل عال، للقناة 12 إنه كان من الواضح بمجرد وصول المشجعين الإسرائيليين إلى العاصمة الهولندية أنهم ليسوا موضع ترحيب.
وقال “كان هناك جو معاد للسامية منذ اللحظة التي وصلنا فيها إلى هناك، سواء كنا في مطعم أو في متجر ملابس، شعرنا بذلك”.
وأضاف “في الأمس بدا الأمر وكأنهم جماعة إرهابية، كانوا مسلحين ووجوههم مغطاة. لم يفرقوا بين رجل أو طفل أو مسن”.
وقال كثيرون إن قوات الأمن الهولندية لم تكن موجودة في أي مكان عندما تعرض السائحون الإسرائيليون لكمين من قبل عصابات من المهاجمين الملثمين الذين رددوا عبارات مؤيدة للفلسطينيين أثناء مطاردتهم وضربهم ومضايقتهم للمشجعين.
وقالت شرطة أمستردام إنه تم اعتقال 62 شخصا على صلة بالهجمات على المشجعين الإسرائيليين، وأعلنت أنها فتحت تحقيقا كبيرا في حوادث عنف متعددة.
تحذير: مشاهد صادمة
Some horrifying “just anti-Zionism” in Amsterdam tonight as Israeli soccer fans are lynched by huge pro-Palestine mobs. Where are the police?! pic.twitter.com/HMwQgCwJMi
— Eitan Fischberger (@EFischberger) November 8, 2024
وأدان زعماء إسرائيل وهولندا، فضلا عن زعماء أوروبيين، ما أسموه بالهجمات المعادية للسامية على المشجعين الإسرائيليين.
وقالت عمدة أمستردام إن المدينة “تضررت بشدة” من قبل “مثيري الشغب المعادين للسامية” الذين طاردوا وهاجموا مشجعي نادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي في ليلة من العنف “غير المحتمل”.
ووصفت فيمكي هالسيما عصابات على سكوترات استهدفت مشجعي النادي الإسرائيلي، واعتدت عليهم بالضرب والركل في اعتداء “ضرب وهرب”
وقالت هالسيما: “بسهولة يمكنني أن أفهم أن هذا يعيد ذكريات البوغرومات”، مضيفة أنها تشعر بـ “الخجل” من أعمال العنف.
وأضافت: “لقد تضررت مدينتنا بشدة. وتعرضت الثقافة اليهودية لتهديد عميق. هذا هيجان لمعاداة السامية أتمنى ألا أراه مرة أخرى”.
وندد رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف “بالهجمات المعادية للسامية غير المقبولة على الإسرائيليين”. وأضاف أنه تحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليؤكد له أنه ” سيتم تعقب ومحاكمة الجناة”.
وقالت إسرائيل إنها تحمّل السلطات الهولندية مسؤولية سلامة مواطنيها.
أظهرت بعض مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي مشجعي مكابي الإسرائيلي وهم يهتفون ضد العرب. ولم يُعرف متى تم التقاط هذه المقاطع بالضبط، لكن المشجعين سمعوا فيها يهتفون “We’ll fuck the Arabs” و”Fuck you Palestine”. وذكرت هيئة الإذاعة الهولندية NOS أنه تم انتزاع علم فلسطيني من مبنى في وسط المدينة
Israel’s Maccabi Tel Aviv hooligans, protected by police, chanted anti-Arab slurs and a genocidal song in Amsterdam, including lines like “no schools in Gaza because there are no children left” & “Let the IDF win to fuck the Arabs”.
They also attacked Palestinian flags.
This… pic.twitter.com/MIposXA2vx
— Clash Report (@clashreport) November 8, 2024
ومنعت شرطة مكافحة الشغب متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من السير باتجاه ملعب “يوهان كرويف أرينا” حيث أقيمت المباراة.
وقال مشجعون إسرائيليون إنهم تعرضوا للهجوم من قبل عصابات تتحدث العربية بعد المباراة، وتم نصب كمين لهم خارج الملعب وفي فنادقهم من قبل مجموعات منظمة.
كان العديد من المهاجمين ملثمين وحمل بعضهم أعلاما فلسطينية. وأظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي المهاجمين وهم يطاردون الإسرائيليين ويضربونهم ويركلونهم في بعض الأحيان وهم على الأرض.
وأفاد الإسرائيليون أنهم تعرضوا للمضايقة والمطاردة من قبل مثيري الشغب لساعات مع القليل من التدخل الفعال من قبل الشرطة المحلية، وتم ملاحقتهم حيث اضطروا للاختباء وتعرضوا للمطاردة في فنادقهم. وذكرت وسائل إعلام عبرية أنه تم سرقة جوازات سفر بعض الإسرائيليين.
وأظهرت بعض مقاطع الفيديو أفرادا على الأرض يتوسلون أن يُتركوا وشأنهم. وعرض أحدهم المال على مهاجميه. وأظهر مقطع آخر رجلا يرتدي القلنسوة اليهودية في الشارع وهو يتعرض للمضايقة من قبل مثيري الشغب الذين طالبوا بمعرفة البلاد التي جاء منها أثناء محاولته الفرار.
ووصف كثيرون هذه التجربة بأنها “بوغروم” حيث أعادت إلى الأذهان صدمة هجمات السابع من أكتوبر 2023، خاصة في ظل غياب الحماية من قبل السلطات.
وقال أحد الإسرائيليين لهيئة البث الإسرائيلية “كان”: “لقد كانوا ينتظرون في مجموعات في كل زاوية، وفي اللحظة التي تعرفوا فيها على يهود طاردوهم”.
وأصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيرا شديد اللهجة للإسرائيليين واليهود في أمستردام، داعيا أولئك الذين يخرجون إلى الأماكن العامة إلى عدم إظهار أي رموز إسرائيلية أو يهودية.
ودعت الهيئة الإسرائيليين إلى الامتناع عن حضور مباراة مكابي تل أبيب لكرة السلة في مدينة بولونيا الإيطالية ليل الجمعة في أعقاب الهجمات على المشجعين في أمستردام.
وقالت الهيئة الأمنية إن الدعوات عبر الإنترنت للتعرض للإسرائيليين واليهود مستمرة، مما يثير المخاوف من حدوث هجمات مماثلة في المبارة في بولونيا، مضيفة أنه ينبغي على الإسرائيليين تجنب ارتداء رموز يهودية قدر الامكان.
وتم حث الإسرائيليين في الخارج على تنزيل تطبيق قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي والذي يوفر معلومات محدثة حسب الحاجة.
ساهم في هذا التقرير لازار بيرمان وإيمانويل فابيان