إسرائيل في حالة حرب - اليوم 648

بحث

نتنياهو: الحرب مع إيران فتحت آفاقا إقليمية واسعة، ”علينا أولا تحرير المختطفين“

عقد اجتماع وزاري رفيع المستوى وسط ضغوط أمريكية على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، إلى جانب خطط لتوسيع اتفاقيات إبراهيم لتشمل السعودية وسوريا؛ ديرمر يلتقي بمسؤولين أمريكيين

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث إلى موظفي جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، 29 يونيو 2025. (Video screenshot)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث إلى موظفي جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، 29 يونيو 2025. (Video screenshot)

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد إن العملية الإسرائيلية ضد إيران فتحت ”إمكانيات إقليمية واسعة“، مشددا على أن تحرير الرهائن هو أولوية قصوى.

وقال خلال زيارة لمقر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) في جنوب إسرائيل: ”أولا وقبل كل شيء، [نحن بحاجة] إلى تحرير المختطفين. وبالطبع، سيتعين علينا أيضا حل قضية غزة وهزيمة حماس، لكنني أعتقد أننا سنحقق المهمتين“.

وقد فسرت وسائل الإعلام المحلية تصريحاته على نطاق واسع على أنه يعطي الأولوية لإبرام اتفاق لإعادة 50 رهينة متبقين في غزة قبل أي شيء آخر، في ظل الضغوط المتزايدة التي تمارسها الولايات المتحدة على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، ووسط أنباء عن خطط واشنطن لإبرام اتفاقات إقليمية شاملة تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها، ولا سيما السعودية وسوريا.

عقد رئيس الوزراء اجتماعا رفيع المستوى للكابينت مساء الأحد في مقر القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي في بئر السبع لمناقشة الحرب في غزة والجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن. وحضر الاجتماع وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزراء آخرون ومساعدو نتنياهو وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاجتماع انتهى دون التوصل إلى قرار، وأنه من المقرر إجراء مزيد من المناقشات يوم الاثنين.

وقال دبلوماسي عربي لـ”تايمز أوف إسرائيل“ إن الوسطاء العرب كانوا يأملون في أن توافق إسرائيل على إرسال وفد إلى القاهرة خلال الاجتماع.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يوم الإثنين في واشنطن مع مسؤولين أمريكيين للتنسيق مع الولايات المتحدة قبل جولة أخرى من المحادثات غير المباشرة في القاهرة، حسبما صرح الدبلوماسي ومسؤول أمريكي مطلع على الأمر لـ ”تايمز أوف إسرائيل“.

وسيواجه ديرمر ضغوطا من إدارة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وفقا للمصادر.

وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يتحدث في مؤتمر الاتحاد اليهودي للأنباء في القدس، في 28 أبريل 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

وتشمل النقاط الخلافية المتبقية بين الجانبين مطلب حماس بإنهاء الحرب بشكل دائم – على عكس جهود إسرائيل لتأمين وقف إطلاق نار مؤقت يترك الباب مفتوحا أمامها لاستئناف القتال.

كما تطالب حماس، بدعم من الوسطاء العرب، بالعودة إلى الآليات القديمة لتوزيع المساعدات الإنسانية، أو إنشاء نظام جديد ليحل محل النظام الحالي الذي تديره مؤسسة غزة الإنسانية.

وقد وصفت إسرائيل المؤسسة بأنها ضرورية لمنع حماس من تحويل المساعدات، لكن النظام المدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل أجبر سكان غزة على السير لمسافات طويلة للحصول على الطعام، مع العبور عبر خطوط الجيش الإسرائيلي وتعرضهم بشكل متكرر لإطلاق نار قاتل.

وضغط الوسطاء على إسرائيل لإرسال وفد إلى الدوحة في وقت سابق من هذا الشهر لمناقشة اقتراح التجسير الذي وضعته قطر ومصر بهدف دمج العرض الأخير للمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف مع رد حماس، حسبما قال الدبلوماسي. وكان الوسطاء يأملون في وصول الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة في 13 يونيو. لكن في وقت مبكر من ذلك اليوم، شنت إسرائيل هجومها الأول في الحرب ضد إيران، مما أدى إلى وقف المحادثات حتى انتهاء الحرب.

كما يُعتقد أن نتنياهو يخطط لزيارة الولايات المتحدة خلال الأسبوعين المقبلين، في محاولة للدفع بمبادرة دبلوماسية لإنهاء القتال في غزة والتوصل إلى اتفاق تطبيع مع عدد كبير من الدول ذات الأغلبية المسلمة.

وفقا لمصادر في الجيش الإسرائيلي تحدثت إلى أخبار القناة 12 يوم السبت، يسعى الجيش إلى إنهاء عملياته البرية في قطاع غزة، حيث يرى أنه لا توجد مكاسب مهمة يمكن تحقيقها دون تعريض حياة الرهائن المتبقين للخطر.

تشير تقارير عديدة إلى أن الولايات المتحدة تحث نتنياهو على الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، حيث رفع ترامب سقف التوقعات يوم الجمعة بعد أن تكهن بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غضون أسبوع.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث إلى ماريا بارتورومو من قناة “فوكس نيوز” في مقابلة بثت في 29 يونيو 2025. (Screen capture via YouTube)

في وقت مبكر من يوم الأحد، طالب الرئيس الأمريكي إسرائيل وحماس بالتوصل إلى اتفاق على حسابه على موقع ”تروث سوشيال“، حيث كتب: ”أبرموا الاتفاق في غزة. أعيدوا الرهائن!“

جاء هذا المنشور، الذي كان يفتقر إلى السياق، بعد ساعات من دعوة ترامب للمرة الثانية النيابة العامة الإسرائيلية إلى إغلاق قضية نتنياهو، قائلا: ”إنه الآن في طور التفاوض على اتفاق مع حماس، سيشمل استعادة الرهائن“.

توسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم

إلى جانب الضغوط المتجددة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، أفادت تقارير أن ترامب يسعى أيضا إلى توسيع اتفاقيات إبراهيم من خلال ضم سوريا والمملكة العربية السعودية ودول أخرى إلى الاتفاقيات.

في مقابلة مع برنامج “فوكس نيوز صنداي”، بدا ترامب وكأنه يردد تفاؤل نتنياهو بشأن توسيع الاحتمالات في المنطقة، مؤكدا أن المزيد من الدول ستبرم اتفاقيات سلام مع إسرائيل نتيجة للحملة الأمريكية والإسرائيلية ضد إيران.

وقال: ”لدينا بعض الدول العظيمة حقا هناك في الوقت الحالي، وأعتقد أننا سنبدأ في حشدها لأن إيران كانت المشكلة الرئيسية. في الواقع، كنت أعتقد أن إيران ستفعل ذلك… كانت هناك فترة من الوقت اعتقدت فيها أن إيران ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم مع الجميع“.

وقال السفير الأمريكي في تركيا توم باراك إن الحرب التي استمرت 12 يوما فتحت الطريق أمام ”مسار جديد“ للشرق الأوسط ستلعب فيه تركيا دورا رئيسيا.

وقال باراك، الذي يشغل أيضا منصب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، لوكالة الأناضول للأنباء: ”ما حدث للتو بين إسرائيل وإيران هو فرصة لنا جميعا لنقول: توقفوا. دعونا نخلق طريقا جديدا، وتركيا هي المفتاح في هذا الطريق الجديد“.

في هذه الصورة التي نشرها القصر الملكي السعودي، الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، إلى اليسار، يصافح الرئيس دونالد ترامب، في الوسط، في الرياض، المملكة العربية السعودية، الأربعاء 14 مايو 2025. إلى اليمين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.(Bandar Aljaloud/Saudi Royal Palace via AP)

وسط أنباء عن محادثات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل، قال أبراهام كوبر، وهو حاخام أمريكي أجرى محادثات هذا الشهر مع الزعيم الإسلامي السوري أحمد الشرع، لهيئة البث الإسرائيلية “كان” إن لقاء بين نتنياهو والرئيس السوري الجديد ممكن بمساعدة ترامب.

وأضاف كوبر: ”إذا أشار ترامب إلى أنه سيواصل مشاركته وقال للشرع، سأساعد في إعادة إعمار بلدك، فإن كل شيء ممكن. بدون ذلك، ستسير الأمور ببطء، خطوة بخطوة“.

وقال مسؤول سوري لهيئة البث الإسرائيليين إن ”الأمريكيين عامل رئيسي“ في المحادثات الجارية بين المفاوضين الإسرائيليين والسوريين.

مركبة تابعة للجيش الإسرائيلي تنقل جنودا إلى المنطقة العازلة في هضبة الجولان في 18 ديسمبر 2024. (Jalaa MAREY / AFP)

وأوضح النقاط التي تم التطرق إليها في المحادثات، مشددا على أن الشاغل الرئيسي الذي تمت مناقشته حتى الآن هو انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من المنطقة العازلة التي أنشأتها في جنوب البلاد بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال إن سوريا لم تطرح قضية هضبة الجولان – التي استولت عليها إسرائيل خلال حرب “الأيام الستة” عام 1967 – في المفاوضات مع إسرائيل. في المحادثات السابقة في عهد نظام الأسد، كان السوريون قد وضعوا إعادة الجولان كشرط مسبق للسلام.

وأضاف المسؤول أن ”الاتصال بين إسرائيل وسوريا يمكن أن يكون ذا أهمية كبيرة“، وأن الحكومة الحالية في دمشق تعارض إيران والجماعتين اللتين تعملان بالوكالة عنها، حزب الله وحماس.

اقرأ المزيد عن