نتنياهو: الجيش سيحتفظ بالمناطق التي يسيطر عليها في غزة حتى هزيمة حماس وتحرير الرهائن
رئيس الوزراء يقول إن الجيش لن ينسحب بعد الآن من الأراضي التي يسيطر عليها؛ المتحدث باسم الجيش يقول إن الهجوم الجديد "الواسع النطاق" سيدفع "غالبية" سكان غزة إلى مناطق "خالية من حماس"

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الإثنين إن الجيش الإسرائيلي سيبقى متمركزًا في أي منطقة يسيطر عليها في قطاع غزة حتى تحقيق جميع أهداف الحرب، وذلك بعد يوم من تصويت الحكومة لصالح تصعيد العمليات القتالية ضد تنظيم حماس.
وفي مقطع فيديو نُشر على حسابه الشخصي في منصة إكس، قال نتنياهو: “اجتمعنا الليلة الماضية حتى ساعة متأخرة في الحكومة، وقررنا تنفيذ عملية مكثفة في غزة”.
“كانت هذه هي توصية [رئيس الأركان إيال زمير] – للمضي قدمًا، كما قال، نحو هزيمة حماس”.
وأضاف إنه “يعتقد أن ذلك سيساعدنا أيضًا على تحرير الرهائن على طول الطريق. وأنا أوافقه الرأي. نحن لا نتراخى في هذا الجهد، ولن نتخلى عن أي منهم. هذا ما نقوم به”.
“لن نتحدث عن التفاصيل لأننا قد تحدثنا بالفعل بالتفصيل عن كلا الأمرين: ما الذي نقوم به من أجل الرهائن، وماذا نفعل من أجل هزيمة [حماس]”.
واختتم بالتوضيح: “نحن لا ندخل ونخرج [من غزة] فقط من أجل استدعاء الاحتياط ليستولوا على منطقة ما ثم ننسحب منها، ثم ننفذ غارات على ما تبقى… هذا ليس الهدف. ما هو هدفنا؟ العكس تمامًا”.
מעדכן אתכם גם היום בלי הפילטרים של התקשורת >>
תרשמו לי את השאלות שלכם למטה. pic.twitter.com/b1c0XZFSI8
— Benjamin Netanyahu – בנימין נתניהו (@netanyahu) May 5, 2025
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد إيفي ديفرين مساء الإثنين إن هدف “المرحلة الجديدة والمكثفة” من الحرب، التي أُطلق عليها اسم “عملية مركبات جدعون”، هو “إعادة الرهائن وهزيمة حكم حماس”.
وأضاف: “هاتان الغايتان مترابطتان”، مشيرًا إلى أن الهجوم “سيتضمن هجومًا واسع النطاق ونقل غالبية سكان القطاع – وذلك لحمايتهم – إلى منطقة خالية من حماس، مع استمرار الغارات الجوية، والقضاء على الإرهابيين، وتفكيك البنى التحتية”.
وقال ديفرين إن الجيش الإسرائيلي سيطبّق “نموذج رفح”، الذي يشمل تدمير جميع بنى حماس التحتية وإعلان المنطقة جزءًا من المنطقة العازلة التابعة لإسرائيل، في مناطق أخرى من القطاع”.

وقال مسؤول إسرائيلي في وقت سابق من يوم الإثنين إن الخطة الجديدة تنص على “غزو غزة”، والاحتفاظ بالأراضي، ونقل السكان الفلسطينيين المدنيين نحو جنوب القطاع، ومهاجمة حماس، ومنع التنظيم من السيطرة على المساعدات الإنسانية.
ووفقا للمسؤول، فإن “عنصرا مركزيا في الخطة هو الإخلاء الواسع النطاق لجميع سكان غزة من مناطق القتال، بما يشمل شمال القطاع، إلى مناطق في جنوب غزة، مع خلق فصل بينهم وبين إرهابيي حماس، بما يسمح للجيش بحرية العمل العملياتي”.
وقد أكد مقطع الفيديو الذي نشره نتنياهو، بالإضافة إلى تصريحات المتحدث باسم الجيش والمسؤول الإسرائيلي، ما قاله العديد من أعضاء الحكومة منذ الإعلان عن قرار الحكومة مساء الأحد، وهو أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب بعد الآن من المناطق التي يسيطر عليها كما فعل خلال معظم السنة والنصف الأولى من الحرب ضد حماس في غزة.
وقد ذهب بعض المسؤولين في الحكومة أبعد من رئيس الوزراء، قائلين إن هدف إسرائيل هو “احتلال” القطاع، وهي كلمة لم يستخدمها نتنياهو في تصريحه.

وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يوم الإثنين إن إسرائيل لن تنسحب من غزة حتى لو تم التوصل إلى صفقة جديدة بشأن الرهائن، داعيًا الإسرائيليين إلى “التوقف عن الخوف من كلمة احتلال”.
وأضاف الوزير اليميني المتشدد: “نحن ذاهبون أخيرًا لاحتلال قطاع غزة”.
وبالمثل، قال وزير الثقافة ميكي زوهار يوم الإثنين إن الهدف الحقيقي من العملية الإسرائيلية المتوسّعة ضد حماس هو “الاحتلال الكامل للقطاع”، معترفا بأن “مثل هذه الخطوة تُعرض من تبقّى من الرهائن للخطر، لكن لم يعد هناك خيار آخر”.
وردا على قرار الحكومة وتصريحات الوزراء، اتهم منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الحكومة بأنها “اختارت الأرض على حساب الرهائن”، مشيرا إلى أن “هذا يتعارض مع رغبة أكثر من 70% من الشعب”.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي باستمرار أن الغالبية الساحقة من الإسرائيليين تؤيد التوصل إلى صفقة تُفضي إلى تحرير جميع الرهائن المحتجزين في غزة، حتى ولو كان ذلك على حساب إنهاء الحرب.

وقال المنتدى: “الخطة التي أقرّها المجلس الوزاري تستحق اسم ’خطة سموتريتش-نتنياهو‘ لأنها تُضحّي بالرهائن وتتخلى عن الصمود الوطني والأمني”.
وخلال الحرب، دعا سموتريتش وآخرون من اليمين المتطرف إلى استغلال الحرب لإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، التي تم تفكيكها خلال الانسحاب الأحادي في عام 2005.
وقد هاجم سياسيون من المعارضة أيضًا الخطة الجديدة، متهمين الحكومة بإعطاء الأولوية للبقاء السياسي على حساب حياة الرهائن وجنود الجيش الإسرائيلي.
وقال رئيس حزب الديمقراطيين يائير غولان إن “احتلال القطاع، عمليًا، من أجل ’بقاء الحكومة‘ سيكلّفنا دمًا”، مضيفًا أن الخطة الجديدة لم تُصمم لـ”حماية أمن إسرائيل، بل لإنقاذ نتنياهو وحكومته المتطرفة”.
أما رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” المتشدد أفيغدور ليبرمان فقال يوم الإثنين إن “هذه حرب ليست من أجل الأمن، بل من أجل السيطرة”، مضيفًا أن الحكومة “مستعدة لفعل أي شيء” من أجل البقاء في السلطة، “حتى لو كان ذلك على حساب حياة الرهائن والجنود”.
الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أشعل الحرب الحالية، شهد اقتحام آلاف المسلحين لجنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين، لا يزال 58 منهم في غزة، بينهم ما لا يقل عن 35 يُعتقد أنهم لقوا حتفهم، بالإضافة إلى رفات جندي قُتل في القطاع عام 2014.
وقد بلغ عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في الهجوم البري ضد حماس في غزة والعمليات العسكرية على حدود القطاع 414.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 52,500 فلسطيني قُتلوا منذ بداية الحرب، إلا أن هذه الأرقام لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، ولا تميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل بحلول يناير، بالإضافة إلى 1600 مسلح داخل إسرائيل خلال هجوم حماس.