إسرائيل في حالة حرب - اليوم 426

بحث

نتنياهو: الجيش الإسرائيلي يجب أن يعمل في رفح لكنه سيسمح للمدنيين الفلسطينيين بالإخلاء أولا

وسط تحذيرات أمريكية، رئيس الوزراء يقول إنه "من المستحيل تحقيق هدف الحرب وترك 4 كتائب لحماس في رفح"

جنود إسرائيليون يقاتلون في قطاع غزة في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 9 فبراير، 2024. (IDF Spokesperson)
جنود إسرائيليون يقاتلون في قطاع غزة في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 9 فبراير، 2024. (IDF Spokesperson)

أشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الجمعة إلى أنه سيكون بإمكان أكثر من مليون مدني فلسطيني تجمعوا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة الإخلاء قبل أن يبدأ الجيش الإسرائيلي عملياته هناك.

وجاء هذا البيان وسط تصريحات أمريكية بأن إسرائيل لم تقم بالتخطيط المسبق للعمليات اللازمة لضمان عدم إلحاق الأذى بالمدنيين وأن الفشل في القيام بذلك يهدد بـ”كارثة”.

وقال مكتب نتنياهو في بيان إنه أوعز للجيش الإسرائيلي ومؤسسة الدفاع بعرض خطط على الحكومة لإخلاء السكان المدنيين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة وتفكيك كتائب حماس في منطقة رفح.

وقال البيان أنه “من المستحيل تحقيق هدف الحرب المتمثل في القضاء على حماس وبقاء أربع كتائب تابعة لحماس في رفح”.

وأضاف “من ناحية أخرى، من الواضح أن عملية واسعة النطاق في رفح تتطلب إخلاء السكان المدنيين من مناطق القتال”.

ويقدّر أن أكثر من 1.3 مليون فلسطيني يحتمون في منطقة رفح، بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بالإخلاء من شمال غزة ومناطق أخرى في القطاع وسط هجوم بري ضد حماس. ومع عدم قدرتهم على مغادرة القطاع الفلسطيني، يعيش الكثيرون في مخيمات مؤقتة أو في الملاجئ المكتظة التي تديرها الأمم المتحدة.

ورفض نتنياهو هذا الأسبوع اقتراح حماس لوقف إطلاق النار، قائلا إن مطالب الحركة “متوهمة”، بعد أن اقترحت الحركة خطة هدنة من شأنها أن تشهد وقف إطلاق نار لمدة أربعة أشهر ونصف يتم خلالها إطلاق سراح الرهائن على ثلاث مراحل تؤدي إلى إنهاء الحرب. ويتضمن اقتراح حماس انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة مع بقاء الحركة الحاكمة على حالها في القطاع، بالإضافة إلى إطلاق سراح 1500 أسير من السجون الإسرائيلية، ثلثهم يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة. كما قدمت الحركة مطالب أخرى مختلفة لإسرائيل.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مكتبه بالقدس، 5 فبراير، 2024. (Haim Zach/GPO)

وجاء اقتراح حماس ردا على الخطوط العريضة المقترحة لصفقة إطلاق سراح الرهائن التي أرسلها الأسبوع الماضي وسطاء قطريون ومصريون وبدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الخميس إن اسرائيل تعمل على الضغط على حماس لسحب شروطها وليست في صدد تقديم شروط جديدة. وقال المسؤول إن “الهدف الرئيسي الآن هو خلق ضغط من الأمريكيين ودول أخرى على قطر، ومن هناك على حماس، بالإضافة إلى الضغط العسكري، لإبعادهم عن مطالبهم المتوهمة”.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن رد حماس كان “مبالغا فيه قليلا”. لكن وزير خارجيته  أنتوني بلينكن قال إنه على الرغم من أن بعض أجزاء اقتراح حماس غير واردة، إلا أنه خلق مساحة لمزيد من المفاوضات.

مقتل عدد من المسلحين على يد القوات الإسرائيلية في غزة

استمر القتال في أنحاء قطاع غزة يوم الجمعة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ عدة غارات جوية ضد خلايا تابعة لحماس حاولت مهاجمة القوات.

في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، قال الجيش الإسرائيلي إن لواء الكوماندوز يعمل في الجزء الغربي من المدينة، ويداهم مواقع تابعة لحماس. ورصدت طائرة مسيرة عسكرية إسرائيلية خلية تابعة لحماس وهي تقوم بوضع عبوات ناسفة بالقرب من قوات الكوماندوز، وقامت طائرة بقصف وقتل المسلحين، وفقا للجيش.

في خان يونس أيضا، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات من وحدة جمع المعلومات القتالية 414 التابعة لسلاح الدفاع عن الحدود رصدت مسلحيّن وقامت بتوجيه غارة جوية ضدهما.

وقال الجيش إن لواء المظليين، الموجود أيضا في غرب خان يونس، قتل حوالي 15 ناشطا من حماس خلال مداهمات على مواقع للحركة في اليوم الماضي.

وفي منطقة أخرى بخان يونس، قام لواء المظليين الاحتياطي 646 بتوجيه غارات جوية على عدة مبان مفخخة، وداهم العديد من مواقع حماس وصادر أسلحة ومعدات.

وعثر اللواء أيضا على منصات إطلاق صواريخ لحماس بالقرب من حضانة للأطفال ومسجد. وتم تدمير منصات إطلاق الصواريخ، التي كانت مجهزة بصواريخ موجهة لإسرائيل، في وقت لاحق، بحسب الجيش. كما اكتشف جنود الاحتياط نفقا لحماس تحت منشأة للمياه في خان يونس.

جنود إسرائيليون يتقدمون في قطاع غزة في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 9 فبراير، 2024. (IDF Spokesperson)

وبحسب تقارير، شنت إسرائيل غارات جوية في مدينة رفح على الحدود الجنوبية لغزة، مما أسفر عن مقتل 13 فلسطينيا، من بينهم امراتين وخمسة أطفال، بحسب مستشفى استقبل رفات القتلى. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على هذه الغارات.

في غضون ذلك، في بيت لاهيا شمال غزة، رصد لواء الشمال التابع لفرقة غزة مجموعة من المسلحين بالقرب من موقع لحماس، حسبما قال الجيش. وتم تنفيذ غارات جوية على الخلية وعلى مسلحيّن اثنين آخرين شوهدا في المنطقة.

يوم الجمعة، دعا الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن، وأدان هجوم حماس في 7 أكتوبر و”انتهاك القانون الانساني الدولي في غزة”، في إشارة كما يبدو إلى إسرائيل.

اندلعت الحرب في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي شهد تسلل 3 آلاف من مسلحي الحركة إلى داخل إسرائيل وقيامهم بقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 كرهائن. ويُعتقد أن 136 من الرهائن ما زالوا في غزة، وأن حوالي 30 منهم ليسوا على قيد الحياة.

ولقد أسفرت حملة إسرائيل العسكرية المستمرة في قطاع غزة عن مقتل أكثر من 27 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل ويُعتقد أنها تشمل أكثر من 10 آلاف من عناصر الجناح العسكري للحركة الذين قُتلوا في المعارك وكذلك غزيين قُتلوا جراء صواريخ طائشة.

“فقدان الاتصال” مع السنوار

تتواصل الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن في غزة. ومع ذلك، أفاد تقرير أن المؤسسة الأمنية تعتقد أن الاتصال مع يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة، قد انقطع خلال الأيام العشرة الماضية، حيث لم ينقل أي رسائل إلى الوسطاء القطريين والمصريين خلال تلك الفترة.

يحيى السنوار (وسط)، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيي مؤيديه في مدينة غزة، 14 أبريل، 2023. (MOHAMMED ABED / AFP)

وبحسب القناة 12، فإن سبب انقطاع الاتصال غير واضح ومن الممكن أنه “قد هرب”، أو مشارك في حيلة تكتيكية أو لأنه غير قادر على إجراء اتصال بسبب مشاكل الاتصالات المستمرة في غزة.

وقالت القناة 12 إن حماس اتخذت عدة قرارات في الأيام القليلة الماضية بدونه، ولكن ليس بالضرورة قرارات تتعلق بصفقة الرهائن.

بحسب هيئة البث الإسرائيلية “كان” فإن تقييم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو أن السنوار لم يشارك في إصدار رد حماس على إطار صفقة الرهائن القطرية في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وتضمن رد حماس بندا ينص على أن الصفقة ستكون “مرهونة بموافقة قيادة حماس في غزة”، مما يجعل موافقة السنوار ضرورية على ما يبدو. وبحسب ما ورد، تسعى قيادة حماس في قطر إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، في حين يكتفي السنوار بهدنة مؤقتة لمدة ستة أسابيع حتى تتمكن الحركة من إعادة تجميع صفوفها.

اقرأ المزيد عن