نتنياهو: اتفاق سيء مع إيران ”أسوأ من عدم التوصل إلى اتفاق“؛ ترامب: الاتفاق ”سيحدث“
رئيس الوزراء يصر على أن أي اتفاق يجب أن يقضي على برنامج النظام النووي بالكامل، لكن الرئيس الأمريكي واثق من أنه ”سنحصل على شيء دون الحاجة إلى إلقاء القنابل في كل مكان“

دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد إلى تفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل، في الوقت الذي بدا فيه أن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران تتجه نحو اتجاه إيجابي بعد الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة التي عقدت في عُمان خلال نهاية الأسبوع.
وأكد نتنياهو أيضا أنه لا يجب السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم أو حتى الاحتفاظ بالقدرة على القيام بذلك، وقال خلال كلمة ألقاها في مؤتمر إنه عرض موقفه بشأن هذه المسألة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإنه على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة بشأن هذا الموضوع.
لكن لم يتضح مدى توافق موقف نتنياهو مع موقف الولايات المتحدة. في تصريحات للصحفيين يوم الأحد أيضا، لم يبد أن ترامب يشاركه مخاوفه. وقال ترامب ”بشأن الوضع الإيراني، أعتقد أننا نبلي بلاء حسنا. أعتقد أن اتفاقا سيتم التوصل إليه هناك. سيحدث ذلك. أنا متأكد من أنه سيحدث“.
وأضاف ترامب: ”سنحقق شيئا ما دون الحاجة إلى إلقاء القنابل في كل مكان“.
من المتوقع أن تستمر المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران – التي تهدف إلى إبرام اتفاق يمنع طهران من الحصول على سلاح نووي، مع رفع العقوبات الاقتصادية الخانقة التي فرضتها واشنطن – إلى جولة رابعة في الأيام المقبلة.
متحدثا في مؤتمر سياسات نظمته وكالة الأنباء “جويش نيوز سينديكيت” (JNS) في القدس، شدد نتنياهو على أنه لا يمكن السماح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم. وقال إنه بالنسبة لإسرائيل، فإن ”الصفقة الحقيقية الناجحة هي تلك التي تزيل قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم لأغراض صنع أسلحة نووية“.
وأضاف نتنياهو: ”تفكيك جميع البنى التحتية لبرنامج إيران النووي. هذه هي الصفقة التي يمكننا قبولها“، متوقعا أن تستغل إيران الوقت وأن نتظر انتهاء ولاية ترامب قبل أن تستأنف من حيث توقفت إذا اتفق الجانبان على صفقة متساهلة للغاية.
وتنفي إيران، التي تسعى علنا إلى تدمير إسرائيل، سعيها إلى حيازة أسلحة نووية، لكنها سرّعت إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪، وهي نسبة تخصيب تفوق بكثير ما هو مطلوب للاستخدامات المدنية وتقع على بعد خطوة تقنية قصيرة من اليورانيوم الصالح للاستخدام في الأسلحة. كما تواصل تطوير قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية.

بالإضافة إلى مسألة اليورانيوم المخصب، اقترح نتنياهو أن يتم تضمين قدرات إيران في إنتاج الصواريخ الباليستية في المفاوضات أيضا.
وقال رئيس الوزراء: ”اتفاق سيئ أسوأ من عدم وجود اتفاق“، مجادلا بأن ”الاتفاق الجيد الوحيد“ هو الاتفاق الذي وافقت عليه ليبيا في عام 2003، والذي يتم بموجبه تفكيك برنامج طهران النووي بالكامل، العسكري والمدني على حد سواء.
وفي حين هدد ترامب مرارا بأن الولايات المتحدة قد تشن ضربات جوية ضد برنامج إيران النووي في حالة فشل المفاوضات، فقد أوضح أنه يفضل استنفاد جميع القنوات الدبلوماسية أولا قبل اللجوء إلى الحل العسكري.

ولهذه الغاية، في مقابلة مع مجلة “تايم” نُشرت يوم الجمعة، تناول ترامب التقارير الأخيرة التي أفادت بأنه ثنى إسرائيل عن ضرب المواقع النووية الإيرانية في المدى القريب.
وقال لمجلة تايم إنه لم يمنع إسرائيل بشكل قاطع من تنفيذ خططها عندما اقترحت القدس شن سلسلة من الضربات المشتركة على المنشآت النووية الإيرانية، لكنه أقر “لم أجعل الأمر مريحا بالنسبة لهم للمضي قدما”.
وقال ”في النهاية، كنت سأترك الخيار لهم، لكنني قلت إنني أفضل التوصل إلى اتفاق على إلقاء القنابل“.
ومع ذلك، أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، وقال ”قد أتدخل بكل رغبة إذا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق. إذا لم نتوصل إلى اتفاق، سأقود الحملة“.
ديرمر دفع باتجاه هجوم بواسطة “قنابل خارقة للتحصينات” بحسب تقرير
لم يكن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر متفقا تماما مع تفضيل الولايات المتحدة للمفاوضات، ففي زيارة أخيرة إلى واشنطن، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أنه ضغط على كبار المسؤولين للنظر في نشر قنابل قوية “خارقة للتحصينات” ضد المواقع النووية الإيرانية المحصنة.
وورد أن إسرائيل تشعر بقلق بالغ من أن الولايات المتحدة تقترب من إبرام “صفقة سيئة” مع إيران لن تلبي الشروط الأساسية التي أعلنتها اسرائيل لضمان عدم قدرة النظام على امتلاك أسلحة نووية. وذكرت أخبار القناة 12 الأسبوع الماضي أن إسرائيل تعتقد أن المفاوضات “متقدمة للغاية”، وأن الولايات المتحدة لا تشارك ما يكفي من المعلومات معها بشأن قضايا رئيسية محددة.
ووفقا لتقارير، لم يُبلغ نتنياهو بالمحادثات الجديدة بين الولايات المتحدة وإيران – وهي أعلى مستوى من التواصل بين الخصمين اللدودين منذ عام 2018 – إلا قبل ساعات من إعلان ترامب عنها للعالم، ولم يحصل على ضمانات بأن مطالب إسرائيل ستُلبى على طاولة المفاوضات.
في وقت سابق من هذا الشهر، بدا أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف يشير إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى الحد من تخصيب اليورانيوم الإيراني بدلا من تفكيك برنامجها النووي بالكامل. ثم تراجع ويتكوف عن هذا الموقف وقال إن أي اتفاق يجب أن ”يلغي“ تخصيب إيران وتسليحها.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأسبوع الماضي إن إيران يمكن أن يكون لها ”برنامج نووي مدني“ ولكن دون القيام بتخصيب اليورانيوم بنفسها. ”يمكنهم أن يكون لديهم برنامج مثل العديد من البلدان الأخرى في العالم. أي أنهم يستوردون المواد المخصبة“.
ووصف نظيره الإيراني عباس عراقجي مسألة التخصيب بأنها ”غير قابلة للتفاوض“.
ساهمت وكالات في هذا التقرير