نتنياهو: إسرائيل قتلت “بديل حسن نصر الله وبديل بديله”
رئيس الوزراء كان يشير على الأرجح إلى هاشم صفي الدين، الذي استُهدف في غارة في الأسبوع الماضي، على الرغم من أنه لم يتم إعلان وفاته لا من قبل حزب الله ولا من قبل الجيش الإسرائيلي، ويحض اللبنانيين على "تحرير البلاد من حزب الله "

بدا مساء الثلاثاء أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يؤكد أن إسرائيل نجحت في اغتيال القائد المتوقع لحزب الله، هاشم صفي الدين، الذي استُهدف في غارة جوية في بيروت يوم الثلاثاء الماضي، وزعم أن إسرائيل قتلت أيضا المرشح التالي بعده للمنصب.
في بيان مصور باللغة الانجليزية وجهه للجمهور اللبناني، قال نتنياهو إن إسرائيل “أضعفت قدرات حزب الله؛ لقد قضينا على آلاف الإرهابيين، من بينهم [الأمين العام لحزب الله حسن] نصر الله نفسه، وبديل نصر الله، وبديل بديله”.
وأضاف: “اليوم، حزب الله أضعف مما كان عليه منذ سنوات عديدة”.
ولم يذكر نتنياهو بالاسم أيا من خلفاء نصر الله الذين قال إنهم قُتلوا، على الرغم من أن صفي الدين كان يعتبر على نطاق واسع أنه التالي في منصب الأمين العام. ولم يؤكد حزب الله علنا مقتله، ورفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء القول بشكل قاطع أن صفي الدين قد قُتل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري ردا على سؤال أحد الصحفيين في مؤتمر صحفي: “لقد ضربنا مقر المخابرات التابع لحزب الله في بيروت… هذا هو مقر رئيس شعبة المخابرات أبو عبد الله مرتضى. معه، نعلم أن هاشم صفي الدين كان هناك. نتائج هذه الضربة لا تزال قيد البحث، وحزب الله يحاول إخفاء التفاصيل. عندما نعرف، سنقوم بإطلاع الجمهور”.
وقتلت إسرائيل نصر الله، الذي قاد المنظمة منذ عام 1992، في غارة جوية على بيروت في 27 سبتمبر، مما أرسل موجات صدمة عبر أنحاء المنطقة. في وقت متأخر من يوم 3 أكتوبر، نفذت إسرائيل قصفا عنيفا في بيروت قيل إنه استهدف صفي الدين، الذي شغل منصب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، الذي يشرف على الشؤون السياسية للجماعة، وكان من المفترض أن يكون خليفة لنصر الله.

صفي الدين، الذي صنفته وزارة الخارجية الأمريكية إرهابيا في عام 2017، هو ابن خالة نصر الله. وتولى صفي الدين دورا بارزا في التحدث باسم حزب الله خلال العام الماضي، حيث ألقى خطابات في جنازات ومناسبات اخرى تجنبها نصر الله لفترة طويلة لأسباب أمنية.
وكان أول مسؤول في حزب الله يتحدث علنا بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، حيث قال أمام تجمع في الضاحية الجنوبية لبيروت في 8 أكتوبر 2023، إن “بنادق الجماعة وصواريخنا معكم. كل ما لدينا معكم”.
ينحدر صفي الدين من عائلة شيعية لبنانية بارزة، وُلد في جنوب البلاد الذي تسكنه أغلبية شيعية، ودرس في المعاهد الدينية في مدينة قم الإيرانية قبل أن يعود إلى لبنان في التسعينيات ليتولى مسؤوليات قيادية في الجماعة. نجله رضا متزوج من ابنة الجنرال الإيراني الراحل قاسم سليماني، الذي كان قائدا لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حتى مقتله في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد عام 2020. ويعمل شقيقه عبد الله ممثلا لحزب الله في طهران.
وستكون الخسارة المزعومة لخليفة نصر الله المفترض بمثابة ضربة أخرى لحزب الله وراعيته إيران، بعد أن قضت الضربات الإسرائيلية في الأسابيع القليلة الماضية على قيادة الجماعة.

في وقت سابق الثلاثاء، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن صفي الدين قُتل على الأرجح في الغارة على بيروت في الأسبوع الماضي.
وقال غالانت خلال زيارة للقيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي: “حزب الله منظمة بلا قائد، وقد تم القضاء على نصر الله، وربما تم القضاء على بديله أيضا”، مضيفا أن قدرات حزب الله في القوة النارية تلقت أيضا ضربة قوية.
وأضاف: “هذا له تأثير كبير على كل ما يحدث. لا يوجد من يتخذ القرارات، ولا يوجد من يتصرف. إن الإجراءات التي نتخذها تتم ملاحظتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وعندما ينجلي الدخان من لبنان، سيدركون في إيران أنهم فقدوا أغلى ما لديهم، وهو حزب الله”.
“لا تسمحوا لهؤلاء الإرهابيين بالقضاء على مستقبلكم”
في رسالته المصورة مساء الثلاثاء، حض نتنياهو المواطنين اللبنانين على استعادة بلادهم من سيطرة حزب الله.
This is a message to the people of Lebanon: pic.twitter.com/btMQR0Xwtn
— Benjamin Netanyahu – בנימין נתניהו (@netanyahu) October 8, 2024
وقال: “أنتم أيها الشعب اللبناني تقفون على مفترق طرق مهم. الخيار يعود لكم”، مضيفا أن بإمكان الشعب اللبناني “استعادة بلدكم. بإمكانكم إعادته إلى مسار السلام والازدهار”.
إذا لم يحدث ذلك، كما قال، “سيواصل حزب الله محاولة محاربة إسرائيل من المناطق المكتظة بالسكان على حسابكم”.
وقال رئيس الوزراء إن الشعب اللبناني “يستحق إعادة لبنان إلى أيام الهدوء؛ أنتم تستحقون لبنان مختلفا… لا تسمحوا لهؤلاء الإرهابيين بتدمير مستقبلكم أكثر مما فعلوا بالفعل”.
وقال إن شعب لبنان “أمامه فرصة لإنقاذ لبنان قبل أن يسقط في هاوية حرب طويلة ستؤدي إلى الدمار والمعاناة كما نرى في غزة. لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو… حرروا بلدكم من حزب الله حتى يتمكن بلدكم من الازدهار مرة أخرى، حتى لا تعرف الأجيال القادمة من الأطفال اللبنانيين والإسرائيليين الحرب ولا سفك الدماء، بل أن يعيشوا في النهاية معا في سلام”.
في وقت سابق الثلاثاء، زعم نائب زعيم حزب الله نعيم قاسم، وهو أحد آخر الأعضاء الباقين على قيد الحياة في القيادة العليا للجماعة، أن “قدراتنا جيدة ومقاتلونا منتشرون على طول الخطوط الأمامية”.
وزعم قاسم أيضا أن حزب الله يدعم جهود رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف الجماعة، لتأمين وقف إطلاق النار في القتال الذي تصاعد في الأسابيع الأخيرة.

وفقا لتقرير في القناة 12 يوم الثلاثاء، نقلا عن مصادر لم يسمها في بيروت، فإن إيران تضغط على حزب الله للسعي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل “تقليص خسائره” بعد قائمة طويلة من المسؤولين الكبار في الجماعة الذين قُتلوا في الأيام الأخيرة.
في زيارة قام بها إلى بيروت يوم الجمعة، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران تدعم الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار في لبنان بشرط أن يكون ذلك بدعم من حزب الله وأن يتزامن مع وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، يوم الثلاثاء إن دعم قاسم العلني لجهود وقف إطلاق النار يظهر أن حزب الله “في موقف دفاعي ويتعرض للضرب”، مما يدفع الجماعة إلى “تغيير لهجتها”.
تصاعد القتال المستمر منذ عام بين إسرائيل وحزب الله بشكل ملحوظ الشهر الماضي نتيجة انفجار منسق لأجهزة “بيجر” وأجهزة لاسلكي في جميع أنحاء لبنان في هجوم يُنسب على نطاق واسع إلى إسرائيل ولكن لم تعلن هي مسؤوليتها عنه.
وبث التلفزيون الإيراني يوم الاثنين لقطات لأعضاء من حزب الله أصيبوا في هجوم أجهزة البيجر أثناء زيارتهم لضريح الإمام الرضا في مشهد بإيران، أكبر مسجد في العالم.
وتم تسليط الضوء في اللقطات على الجروح التي أصيب بها العناصر في الهجوم، مع لقطات مقربة من الضمادات التي تغطي ما يبدو أنها أصابع مفقودة وإصابات أخرى.
פעילים בשורות חיזבאללה שנפגעו במתקפת הביפרים ומכשירי הקשר שמיוחסת לישראל, יצאו לבקר בקבר האימאם עלי רזא במשהד שבאיראן. ככה זה נראה @OmerShahar123 pic.twitter.com/9taPwVVuJ1
— roi kais • روعي كايس • רועי קייס (@kaisos1987) October 8, 2024
ساهم في هذا التقرير وكالات وطاقم تايمز أوف إسرائيل.