نتنياهو: إسرائيل تريد علاقات “صحيحة” مع النظام السوري الجديد لكنها ستهاجم إذا لزم الأمر
نتنياهو يقول إن الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة إذا سمحت الحكومة الجديدة لإيران بإعادة ترسيخ وجودها في سوريا، أو سمحت بنقل الأسلحة إلى حزب الله أو هاجمت إسرائيل
في رسالة وجهها إلى النظام الجديد الذي يتشكل في سوريا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء إن إسرائيل تريد إقامة علاقات، لكنها لن تتردد في الهجوم إذا هدد النظام الدولة اليهودية.
وقال في بيان مصور: “ليس لدينا أي نية للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لكننا نعتزم بالتأكيد القيام بما هو ضروري لضمان أمننا”.
ولذلك، قال نتنياهو إن سلاح الجو الإسرائيلي يقصف “القدرات الاستراتيجية العسكرية” التي تركها الجيش السوري لنظام الأسد المخلوع، “حتى لا تقع في أيدي الجهاديين”.
وأضاف: “نريد علاقات صحيحة مع النظام الجديد في سوريا، ولكن إذا سمح هذا النظام لإيران بإعادة تأسيس وجودها في سوريا، أو سمح بنقل الأسلحة الإيرانية أو أي أسلحة أخرى إلى حزب الله، أو هاجمنا، فسوف نرد بقوة وسننتزع ثمنا باهظا”.
وقال محذرا: “ما حدث للنظام السابق سيحدث أيضا لهذا النظام”.
وشبه نتنياهو حملة القصف الجوي الواسعة التي استهدفت القدرات العسكرية الاستراتيجية لسوريا هذا الأسبوع بقصف سلاح البحرية الملكي البريطاني للأسطول الفرنسي في المرسى الكبير في الجزائر عام 1940 لمنعه من الوقوع في أيدي النازيين. وقد نسب نتنياهو العملية عن طريق الخطأ إلى سلاح الجو الملكي.
جاءت العمليات الإسرائيلية في سوريا في أعقاب هجوم خاطف شنته قوات المتمردين هناك، والذي أطاح يوم الأحد بنظام بشار الأسد في فصل دراماتيكي استمر أسبوعين في إطار الحرب الأهلية التي بدأت في عام 2011، والتي كانت عالقة في طريق مسدود لسنوات.
كان نظام الأسد حليفا لجمهورية إيران الإسلامية ، وجزءا من ما يسمى “محور المقاومة” ضد إسرائيل.
على مدى سنوات عديدة، استُخدمت سوريا كممر للأسلحة الإيرانية، في طريقها إلى الجماعات المسلحة بما في ذلك حزب الله في لبنان، الذي دخلت إسرائيل معه في وقف إطلاق نار هش الشهر الماضي.
وتخشى إسرائيل أنه بعد انهيار نظام الأسد، قد تقع أسلحة الجيش السوري السابق في أيدي قوى معادية في البلاد، فضلا عن حزب الله المدعوم من إيران في لبنان.
كما أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تحذيرا للمتمردين في سوريا، قائلا إن أي كيان يشكل تهديدا لإسرائيل سيتم استهدافه بلا هوادة.
وقال خلال جولة في القاعدة البحرية في حيفا حيث تم إطلاعه على ضربات سلاح البحرية على الأصول البحرية لنظام الأسد: “لقد تحرك جيش الدفاع في الأيام القليلة الماضية لمهاجمة وتدمير القدرات الاستراتيجية التي تهدد دولة إسرائيل”.
وحذر المتمردين من أن “كل من يتبع خطى الأسد سينتهي به الأمر كما انتهى بالأسد. لن نسمح لكيان إرهابي إسلامي متطرف بالعمل ضد إسرائيل من خارج حدودها… سنفعل أي شيء لإزالة التهديد”.
وأكد كاتس أن الجيش الإسرائيلي يعمل على إنشاء منطقة منزوعة السلاح، وقال أنه أمر بإنشاء “منطقة دفاعية معقمة” في جنوب سوريا، دون وجود إسرائيلي دائم، لمنع أي تهديد إرهابي لإسرائيل.
في أعقاب سقوط النظام، تحركت إسرائيل لتدمير مواقع أسلحة قبل أن تسقط في أيدي قوى معادية في البلاد، وسط الاستيلاء الفوضوي للجماعات المسلحة، التي كان العديد منها مرتبطا بالأصل بتنظيم القاعدة وجماعات جهادية أخرى.
وقالت إسرائيل إنها لن تتدخل في الصراع في سوريا وأن استيلائها على المنطقة العازلة التي أنشئت في عام 1974 كان بمثابة خطوة دفاعية.
كما قالت إسرائيل إن غاراتها الجوية ستستمر لأيام، لكنها أبلغت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنها لا تتدخل في الصراع في سوريا، وأضافت أنها اتخذت “تدابير محدودة ومؤقتة” لحماية أمنها فقط.
لا تربط إسرائيل وسوريا علاقات دبلوماسية وكانتا في حالة حرب دائمة، وإن كانت هادئة نسبيا، منذ أعلنت إسرائيل استقلالها في عام 1948.
كانت سوريا واحدة من عدد من الدول العربية التي هاجمت الدولة اليهودية الوليدة، وعلى الرغم من اتفاقية الهدنة الموقعة في عام 1949 والتي حددت الحدود بين البلدين، فإن سوريا لم تعترف رسميا بوجود إسرائيل.
كما هاجمت سوريا إسرائيل خلال حرب “الأيام الستة” عام 1967، قبل أن يقصف الجيش الإسرائيلي القوات السورية ويستولي على مرتفعات الجولان، والتي ضمتها إسرائيل لاحقا من جانب واحد.
وهاجمت سوريا مرة أخرى في عام 1973 خلال حرب “يوم الغفران” وتم صدها بعد تقدم كبير في الجولان، وبعد ذلك تم توقيع اتفاقية فك الاشتباك عام 1974 بين الدولتين، والتي حددت المناطق منزوعة السلاح على الحدود الإسرائيلية السورية.
في حين أن سقوط نظام الأسد، الذي ظل قائما لأكثر من خمسة عقود، يمكن أن يوفر فرصة تاريخية للاعتراف بين إسرائيل وجارتها، فإن الفراغ المحتمل في السلطة في سوريا يمكن أن يوفر أيضا فرصة لمزيد من الفوضى وأن يكون بمثابة أرض خصبة لعودة الإرهاب في المنطقة.