إسرائيل في حالة حرب - اليوم 536

بحث

نتنياهو: “أمامنا أيام صعبة” وإسرائيل ستنتزع ثمنا باهظا على أي هجوم

إسرائيل تقول إنها جاهزة لكل السيناريوهات في ظل استعدادها لرد فعل إيران ووكلائها على اغتيال إسماعيل هنية من حماس وشكر من حزب الله؛ كما قُتل مستشار إيراني في بيروت

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 31 يوليو، 2024.(PMO video Screenshot)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 31 يوليو، 2024.(PMO video Screenshot)

حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء من أن “أياما صعبة تنتظر إسرائيل” في ظل استعدادها لهجمات من إيران ووكلائها الإقليميين في أعقاب اغتيال القائد العسكري الأعلى لحزب الله في بيروت فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

متحدثا من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب في نهاية اجتماع استمر ثلاث ساعات للمجلس الوزاري الأمني المصغر، قال نتنياهو إن إسرائيل تواجه تهديدات من مختلف أنحاء المنطقة في أعقاب اغتيال فؤاد شكر، الذي وصفه بأنه “رئيس أركان حزب الله”، في بيروت مساء الثلاثاء.

ووعد نتنياهو قائلا: “نحن مستعدون لكل سيناريو، وسنقف متحدين وعازمين ضد كل تهديد”، مضيفا “ستنتزع إسرائيل ثمنا باهظا للغاية على أي عدوان ضدنا”.

كانت إسرائيل مساء الأربعاء في حالة تأهب قصوى استعدادا لمواجهة رد على الهجمات. وقد أدت عمليتا الاغتيال والتوقعات بالرد إلى زيادة المخاوف بشأن تحول الصراع في غزة إلى حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.

حثت الولايات المتحدة مواطنيها على عدم السفر إلى لبنان بسبب التوترات المتزايدة، ورفعت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرها بشأن السفر إلى لبنان إلى المستوى الرابع، والذي يشير إلى “عدم السفر”. ونصحت وزارة الخارجية الأمريكيين في لبنان بالمغادرة إذا أمكن.

ورغم تأكيد إسرائيل استهداف شكر، إلا أنها لم تعلق على مقتل هنية، وتجنب نتنياهو التعليق أو حتى ذكر اسم هنية خلال تصريحاته يوم الأربعاء، لكن إيران وحماس ألقتا باللوم على الدولة اليهودية في الهجوم.

أعضاء مجلس جامعة طهران يشاركون في احتجاج للتنديد بمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وهم يحملون الأعلام الإيرانية والفلسطينية، بينما تم رسم صورة للعلم الإسرائيلي على الأرض في الجامعة، في طهران، 31 يوليو، 2024. (AP Photo/Vahid Salemi)

وبينما كان نتنياهو يلقي خطابه للأمة، أكد حزب الله رسميا مقتل شكر، بعد أكثر من 24 ساعة من قصف الجيش الإسرائيلي للمبنى السكني المكون من ثمانية طوابق في جنوب بيروت والذي تواجد فيه شكر. وقالت المنظمة المدعومة من إيران إن شكر سيُدفن يوم الخميس، وسيلقي زعيمها حسن نصر الله خطابا.

وأشار نتنياهو إلى أن شكر، الذي وصفه أيضا بأنه “نائب نصر الله”، كان “أحد أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم. وقد وضعت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات عنه، ولسبب وجيه: فقد شارك في قتل 241 جنديا أمريكيا و58 جنديا فرنسيا في بيروت عام 1983”.

فؤاد شكر، كبير القادة العسكريين في حزب الله والذي قُتل في غارة إسرائيلية على بيروت في 30 يوليو 2024، يظهر مع حسن نصر الله (على يمين الصورة) في صورة غير مؤرخة. (Hezbollah media office)

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في وقت سابق الأربعاء إن الولايات المتحدة “ستساعد بالتأكيد في الدفاع عن إسرائيل” إذا تصاعد الصراع الإقليمي، مشيرا إلى أنها فعلت ذلك في أبريل، عندما قادت الولايات المتحدة تحالفا من القوات نجح مع إسرائيل في إحباط هجوم إيراني على إسرائيل بمئات المسيّرات والصواريخ.

وقال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إنه سيعقد اجتماعا طارئا يوم الأربعاء، الساعة الرابعة مساء بتوقيت نيويورك (الحادية عشرة مساء بتوقيت إسرائيل) بشأن مقتل هنية. وقد طلبت إيران عقد الاجتماع بدعم من ممثلي روسيا والصين والجزائر.

في غضون ذلك، حض الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ الجمهور بأن يكون “مسؤولا ويقظا” وسط التهديدات من إيران ووكلائها، واتباع التعليمات الصادرة عن المؤسسة الأمنية.

وقال الرئيس “لم نكن نرغب في الحرب ولن نرغب في الحرب، لكن يجب أن نكون مستعدين”.

تم تنفيذ الضربة الإسرائيلية في بيروت ردا على هجوم صاروخي قاتل لحزب الله على بلدة مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان يوم السبت والذي أسفر عن مقتل 12 طفلا في ملعب لكرة القدم. وقالت إسرائيل إن شكر كان مسؤولا عن الهجوم وغيره من الهجمات في جميع أنحاء شمال إسرائيل. وقال نتنياهو إن الرجل “كان الوسيط الرئيسي بين إيران وحزب الله وكان مسؤولا عن صواريخ المنظمة”.

وأفادت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية الرسمية مساء الأربعاء أن المستشار العسكري الإيراني ميلاد بيدي قُتل أيضا في الضربة التي أودت بحياة شكر. وذكر التقرير أن بيدي كان في المبنى الذي استهدفت فيه إسرائيل شكر وتم التعرف على جثته يوم الأربعاء.

منظر عام يظهر مبنى مدمر تعرض لغارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، الثلاثاء، 30 يوليو، 2024. (AP Photo/Hussein Malla)

وفي إشارة إلى عملية الاغتيال في بيروت، والضربة التي استهدفت زعيم الجناح العسكري لحركة حماس محمد ضيف في غزة قبل عدة أسابيع، وميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن، قال نتنياهو إن إسرائيل وجهت “ضربات ساحقة” إلى إيران وعملائها الرئيسيين.

وقال رئيس الوزراء إن الدروز واليهود لديهم “عهد حياة” تم تعزيزه في الأيام الأخيرة، وذلك في إشارة إلى الرد الإسرائيلي على الضربة القاتلة التي نفذها حزب الله على مجدل شمس. وقال مستخدما الاسم الحربي لشكر: “لقد صفينا حسابنا مع [الحاج] محسن، وسنصفي حسابنا مع أي شخص يؤذينا”.

ومضى قائلا: “إن قتل الأطفال الأبرياء أضيف إلى المعاناة التي لا تنتهي لسكان الشمال، أعزائنا الذين تم نفيهم من منازلهم، والذين تعرضت بلداتهم لهجمات خطيرة – وعلى هذا لن نصمت”.

وأضاف نتنياهو: “كل من يستهدف أطفالنا، وكل من يقتل مواطنينا، وكل من يضر ببلدنا – دمه عليه”.

صور الأطفال قتلى هجوم صاروخي لحزب الله على ملعب لكرة القدم معروضة في دوار بينما يضيء الناس الشموع لإحياء ذكراهم، في قرية مجدل شمس، في مرتفعات الجولان، الأحد 28 يوليو، 2024. (AP / Leo Correa)

ومثل نتنياهو، أكد قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار في حفل تخرج مشغلي مسيّرات في قاعدة “بلماحيم” الجوية مساء الأربعاء أن سلاح الجو الإسرائيلي مستعد “لأي سيناريو”.

وقال بار إن سلاح الجو “يحيط بإسرائيل بعشرات الطائرات مع طيار وبلا طيار، وهي مستعدة وجاهزة في غضون دقائق لأي سيناريو، في أي منطقة”. وأضاف “سنعمل ضد كل من يخطط لإيذاء مواطني دولة إسرائيل، ولا يوجد مكان بعيد جدا بحيث لا نستطيع مهاجمته”.

دارت أسئلة في إسرائيل طوال يوم الأربعاء حول كيفية رد فعل إيران ووكلائها على اغتيال القيادييّن الكبيريّن في حماس وحزب الله.

قالت سلطة الطيران الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء إن المجال الجوي من مدينة الخضيرة الساحلية شمالا سيغلق لمدة 24 ساعة باستثناء عمليات الطوارئ التي يقوم بها الجيش والشرطة ورجال الإطفاء والإجلاء الطبي.

ولم يتأثر مطار بن غوريون بالإغلاق، حيث لا تحلق الرحلات الجوية التجارية عادة شمال الخضيرة للوصول إلى المطار الواقع بالقرب من تل أبيب.

ومع ذلك، أعلنت شركتا طيران أمريكيتان رائدتان يوم الأربعاء تجميد رحلاتهما إلى البلاد لعدة أيام.

وفي الوقت نفسه، أرسل وزير الخارجية يسرائيل كاتس رسالة إلى عشرات وزراء الخارجية في جميع أنحاء العالم، دعاهم فيها إلى المطالبة “بوقف فوري لهجمات حزب الله وانسحابه إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه وفقا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701”.

وقد أنهى هذا القرار حرب لبنان الثانية عام 2006، ونص على أن حزب الله لا ينبغي أن يكون نشطا جنوب الليطاني، وهو المطلب الذي استهان به حزب الله على مر السنين أثناء بناء بنيته التحتية العسكرية القوية على طول حدود إسرائيل.

وقال كاتس: “إسرائيل ليست معنية بحرب شاملة، لكن الطريقة الوحيدة لمنعها هي التنفيذ الفوري للقرار 1701”.

وأضاف أن الضربة على شكر “وجهت رسالة واضحة، سنستخدم قوة كبيرة لإيذاء كل من يؤذينا”.

وفي خطابه يوم الأربعاء، أكد نتنياهو أنه تحت ضغوط محلية وخارجية لإنهاء الحرب في غزة.

وقال “لم أستسلم لتلك الأصوات حينها، ولن أستسلم لها الآن”.

وأضاف رئيس الوزراء أنه لو كان استمع إلى هذه الأصوات، لما تمكنت إسرائيل من القضاء على قادة حماس ومقاتليها، أو تدمير البنية التحتية، أو الاستيلاء على منطقة الحدود بين غزة ومصر، أو “خلق الظروف التي تقربنا من شروط لن تعيد رهائننا فحسب، بل ستسمح لنا أيضا بتحقيق جميع أهدافنا في الحرب”.

وقال نتنياهو: “لقد تحققت كل الإنجازات التي تحققت في الأشهر الأخيرة لأننا لم نستسلم، ولأننا اتخذنا قرارات شجاعة في مواجهة ضغوط كبيرة في الداخل والخارج. وأقول لكم إن الأمر لم يكن سهلا”

واختتم حديثه بالقول: “سنقاتل معا، وبعون الله، سننتصر معا”.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن