ناشط سياسي فلسطيني-أمريكي قاد قناة اتصال سرية ساهمت في الإفراج عن عيدان ألكسندر
بشارة بحبح نقل رسائل بين ويتكوف والقيادي في حماس غازي حمد، وأقنع الحركة بالإفراج عن الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي دون شروط

أكد أربعة مسؤولين مطّلعين لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن الناشط السياسي الفلسطيني-الأمريكي بشارة بحبح هو الوسيط الثالث غير الرسمي بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحركة حماس، والذي نجح في إقناع الحركة بالإفراج عن الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر يوم الإثنين.
وكانت الصحيفة قد كشفت الأحد عن وجود هذه القناة الخلفية دون أن تفصح حينها عن هوية بحبح، إذ لم يكن مستعدًا بعد للكشف العلني عن دوره.
وقد ترأس بحبح منظمة “العرب الأمريكيون من أجل ترامب”، والتي ساعدت الرئيس في تحقيق اختراق انتخابي بين العرب الأمريكيين في انتخابات العام الماضي، لا سيما من خلال تسليط الضوء على تعهده بإنهاء الحرب في قطاع غزة. لكنه انفصل لاحقًا عن ترامب بسبب دعوته في فبراير لتولي الولايات المتحدة السيطرة على غزة وإخلاء القطاع من سكانه الفلسطينيين. وأعاد بحبح تسمية منظمته لتصبح “العرب الأمريكيون من أجل السلام”، لكنه واصل التواصل مع مسؤولين في إدارة ترامب وحكومات في المنطقة.
وبحسب مصدر مطلع، فقد زودت سهى عرفات، أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بحبح برقم هاتف القيادي في حماس غازي حمد مطلع هذا العام، مما أتاح له فتح خط اتصال مع المسؤول المقيم خارج غزة.
وفي الشهر الماضي، تواصل حمد مع بحبح طالبًا منه المساعدة في الاتصال بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من أجل مناقشة جهود التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وفي مقابلة مع القناة 12، قال بحبح: “اتصل بي أحد أفراد حماس وأبلغني بأنهم مهتمون بالإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق نار في غزة، وطلبوا مني إيصال هذه الرسالة إلى المسؤولين الأمريكيين”.

وأضاف: “من الواضح أنه لو كنت مكان ستيف ويتكوف، كنت سأقول لنفسي: من هذا حتى يتحدث معي؟ وأنا أتفهم ذلك”.
وأوضح: “اقترح ستيف أن يُفرجوا عن ألكسندر كخطوة حسن نية… تجاه الرئيس الأمريكي، مع العلم أن [ترامب] سيستخدم نفوذه لاحقًا لدفع نحو وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات إلى غزة، وهي مساعدات يحتاجها السكان بشدة”.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 1 مارس، مدعية أن الكمية التي دخلت خلال الهدنة السابقة التي استمرت ستة أسابيع كانت كافية، وأن حماس استولت على جزء كبير منها. ولكن قد أقر مسؤولون في الجيش الإسرائيلي مؤخرًا بأن المساعدات الإنسانية تكاد تنفد وأن غزة على شفا مجاعة.
ورغم أن بحبح أبلغ حمد بأن أي نهاية للحرب يجب أن تبدأ بإفراج حماس عن ألكسندر، آخر رهينة أمريكي على قيد الحياة، فإن الحركة سعت على مدى أسابيع للحصول على تنازلات من إسرائيل مقابل الإفراج عن الجندي البالغ من العمر 21 عامًا.

ثم تحدث حمد إلى القيادي البارز في الحركة خليل الحية للتأكيد على مدى إلحاح القضية، بحسب مصدر مطلع ومسؤول فلسطيني آخر.
وفي الأسبوع الماضي، نقل بحبح رسالة من ويتكوف إلى حمد، يحذر فيها من أن الوقت لا يصب في مصلحة حماس، ويطالب بالإفراج عن ألكسندر قبل مغادرة ترامب إلى الشرق الأوسط يوم الإثنين.
وفي عطلة نهاية الأسبوع، أبلغت حماس بحبح بموافقتها على الإفراج عن ألكسندر دون شروط، لكنها شددت على ضرورة إبلاغ ويتكوف بأن هذه الخطوة ليست لمرة واحدة فقط. وأكد حمد، وفقًا للمصادر، أن حماس مستعدة للعمل مع إدارة ترامب من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، يتضمن ترتيبات أمنية تضمن تهدئة طويلة المدى إلى حين التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع.
وفي يوم الأحد، أبلغ حمد بحبح أن حماس مستعدة للمضي قدمًا في الإفراج عن ألكسندر، بعدما زعمت سابقًا أنها فقدت الاتصال بالجهات التي تحتجزه. وأبلغ بحبح حماس بدوره بضرورة إبلاغ رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالقرار. واتصل رئيس الوزراء القطري بعد ذلك بويتكوف لتأكيد الإفراج عن ألكسندر.
وقد أُفرج عن ألكسندر مساء الإثنين. وأرسلت إسرائيل في اليوم التالي وفدًا تفاوضيًا إلى الدوحة لجولة جديدة من محادثات الرهائن، بناءً على طلب من إدارة ترامب.
لكن لا تزال المفاوضات تواجه عقبات كبيرة، إذ يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإصرار على وقف مؤقت فقط لإطلاق النار، في حين تطالب حماس بإنهاء دائم للحرب التي اندلعت عقب هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.