فلسطينيون نازحون من غزة يلجأون لمزرعة دواجن ويحولون أقفاصها لأسرة للنوم
مع نزوح حوالي 85% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، تمر العائلات بمعاناة في بحثها عن ملجأ في القطاع الذي مزقته الحرب
مع نزوح مليون فلسطيني من سكان غزة من منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي، بحثا عن ملاذ آمن في مدينة رفح الحدودية، انتقلت خمس عائلات إلى مزرعة للدواجن، يعيشون بين جدرانها الخرسانية الطويلة ويحولون أقفاص البطاريات إلى أسرة بطابقين.
وقد أدت الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر، عندما اقتحم الآلاف من مسلحي حماس إسرائيل، وقتلوا حوالي 1200 شخص واحتجزوا 253 رهينة، إلى تدمير القطاع الفلسطيني.
ونزح أكثر من 85% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وتدفق نحو مليون شخص إلى رفح القريبة من الحدود المصرية. ويعيش كثيرون منهم في خيام مكتظة بمساحات شاغرة في العراء أو على الشواطئ.
وترى عائلة حنون، وهي واحدة من خمس عائلات انتقلت للعيش في المزرعة، إن العيش هناك يمثل أدنى مستوى من الحياة.
وقالت أم مهدي حنون وهي تقف بين الأقفاص: “اليوم نحن نعيش في مكان مؤهل للحيوانات.. تخيل طفل ينام في قفص دجاج”.
وأضافت: “المكان سيء جدا. المياه تنزل علينا. البرد قارس جدا جدا على الأطفال والكبار والمرضى… أحيانا نتمنى بأن لا يطلع علينا الصباح”.
وقال ابنها مهدي إنهم كانوا يعيشون في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وهي منطقة تعرضت لهجوم عسكري إسرائيلي في بداية الحرب.
وأضاف” “انتقلنا إلى الزوايدة. وبسبب القصف بحثنا عن مكان تان لم نجد لأن عددنا كبير. فقال لي أحد المعارف، صديق ابن عمتي، إن في مزرعة دجاج في رفح وفيها أقفاص”.
وتابع: “فجئنا هنا وعانينا. وفي حشرات وبعوض ومعنا أطفال”، معتقدا في البداية أنهم سيبقون هناك لبضعة أيام فقط.
ولكن مع مرور الوقت تعين عليهم أن يتقبلوا الأمر الواقع ويرضوا بأن تكون مزرعة الدواجن منزلهم لفترة أطول. استخدموا الألواح المعدنية للأقفاص كسرير واستخدموا أيضا موقدا معدنيا على الأرض لصنع الخبز عندما يعثرون على طحين.
وقال مهدي: “صعب أن تعيش في مكان مثل هذا، هذا مكان مخصص للدواجن والطيور. فجأة تلجد نفسك في قفص”.
وفي أعقاب الهجوم في السابع من أكتوبر، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس وإنهاء حكم الحركة المستمر منذ 16 عاما في قطاع غزة وشنت حملة جوية وعملية برية لاحقة لتحقيق هذا الهدف.
وتقول وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 27,800 فلسطينيا لقوا حتفهم منذ بدء القتال قبل أربعة أشهر، لكن لا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل المدنيين وأعضاء حماس الذين قتلوا في غزة، بما في ذلك نتيجة لصواريخ الفصائل الفلسطينية.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل حوالي 10 آلاف مسلح في غزة، بالإضافة إلى حوالي ألف داخل إسرائيل في يوم السابع من أكتوبر.