نائبة الرئيس الأمريكي تدعو إلى “وقف لإطلاق النار” وتقول إن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لتوصيل المساعدات لسكان غزة
في أشد تصريحات للإدارة حتى الآن، هاريس تقول إن يجب على القدس عدم وضع "قيود غير ضرورية" على الإغاثة، وتحث حماس على قبول شروط هدنة لمدة 6 أسابيع

قالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي أمس الأحد إن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لتخفيف “كارثة إنسانية” في غزة، بينما تواجه حكومة الرئيس جو بايدن ضغوطا لكبح جماح حليفتها الوثيقة التي تشن حربا على حركة حماس.
ولاقت دعوة هاريس إلى “وقف فوري لإطلاق النار” صيحات ترحيب عالية من الجمهور حتى عندما أوضحت أنها كانت تشير إلى وقف الأعمال العدائية كجزء من صفقة من شأنها إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم حركة حماس من جنوب إسرائيل قبل حوالي خمسة أشهر.
وقالت هاريس وسط تصفيق حار: “نظرا لحجم المعاناة الهائل في غزة، يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار على مدى الأسابيع الستة المقبلة على الأقل، وهو ما هو مطروح حاليا على الطاولة”.
مضيفة: “تدعي حماس أنها تريد وقف إطلاق النار. حسنا، هناك صفقة مطروحة على الطاولة. وكما قلنا، على حماس الموافقة على تلك الصفقة”، مضيفة “دعونا نتوصل إلى وقف لإطلاق النار. دعونا نجمع الرهائن مع عائلاتهم. ودعونا نقدم الإغاثة الفورية لسكان غزة”.
وكانت تصريحاتها متسقة مع السياسة الأمريكية بأن أفضل طريقة لتأمين الهدنة هي من خلال صفقة رهائن، ولكنها عكست استعداد البيت الأبيض المتزايد لدعم الخطاب الداعم لوقف الهجوم الإسرائيلي حتى لو أن هدف اسرائيل المتمثل في القضاء على حماس لم يتحقق بعد.
ووجهت هاريس، التي تحدثت أمام جسر إدموند بيتوس في سلما بولاية ألاباما، حيث اعتدت شرطت الولاية بالضرب على متظاهرين أمريكيين ناشطين في مجال الحقوق المدنية قبل ما يقارب من ستة عقود، الجزء الأكبر من تصريحاتها إلى إسرائيل فيما بدا أنه أشد توبيخ حتى الآن من قبل زعيم كبير في الحكومة الأمريكية بشأن الأوضاع في القطاع الساحلي.

وقالت هاريس في مراسم لإحياء الذكرى الـ 59 “للأحد الدامي” في ألاباما، “يتضور الناس جوعا في غزة. الظروف غير آدمية وإنسانيتنا المشتركة تلزمنا بالتحرك. قلوبنا تنفطر من أجل… جميع الأبرياء في غزة الذين يعانون مما يبدو بوضوح أنها كارثة إنسانية”.
وعكست تعليقاتها الإحباط الشديد، إن لم يكن اليأس، داخل الحكومة الأمريكية بشأن الحرب، التي أضرت بالرئيس بايدن بين الناخبين ذوي الميول اليسارية وهو يسعى لإعادة انتخابه هذا العام.
وقالت: “لا بد أن تفعل الحكومة الإسرائيلية المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير. لا أعذار. يجب ألا يفرضوا قيودا غير ضرورية على تسليم المساعدات، وينبغي عليهم ضمان عدم استهداف عاملي ومواقع وقوافل الإغاثة”.
وأضافت أنه ينبغي على إسرائيل العمل على استعادة الخدمات الأساسية وتعزيز النظام “حتى يكون بالإمكان وصول المزيد من الطعام والماء والوقود إلى المحتاجين”.

وجاءت هذه التصريحات قبل يوم واحد من اجتماع هاريس مع الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس في البيت الأبيض، حيث من المتوقع أن تنقل له رسالة مباشرة مماثلة.
ونفذت الولايات المتحدة أول عملية إسقاط جوي للمساعدات في غزة يوم السبت.
قاطعت إسرائيل محادثات وقف إطلاق النار في غزة في القاهرة يوم الأحد بعد أن رفضت حماس طلبها بالحصول على قائمة كاملة بأسماء الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأحد.
وأفادت العديد من وسائل الإعلام العبرية يوم الأحد عن تزايد التشاؤم في إسرائيل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن والهدنة قبل شهر رمضان. وقال مسؤولون لم تذكر أسمائهم للقناة 12 ولموقع “واينت” ولوسائل إعلام أخرى إن القدس تشتبه في أنه لا توجد نية لزعيم حماس في التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة وأنه يأمل في تصعيد العنف خلال شهر رمضان، الذي من المتوقع أن يبدأ في 10 مارس.

يوم الأحد، أفاد موقع “أكسيوس” أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يضغط على مصر وقطر لإقناع حماس بالموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار قبل رمضان.
ونقل التقرير عن مسؤوليّن أمريكييّن قولهما إن بايدن والأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “اتفقوا على أن العبء حاليا يقع على حماس لسد الفجوات المتبقية في الحزمة”.
بعد ظهر يوم الأحد، قال مسؤول في حماس لشبكة CNN إن الحركة لن توافق على صفقة دون موافقة إسرائيل على إنهاء الحرب في غزة، وهو أم غير مقبول بالنسبة لإسرائيل.
متحدثا أمام جنود على حدود غزة يوم الأحد، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن إسرائيل لن تنهي الحرب حتى يتم تفكيك حماس بالكامل.

وقال غالانت: “لن ننهي هذه الحرب دون القضاء على حماس. لن يكون هناك مثل هذا الوضع. لن تكون هناك حماس كمنظمة حاكمة. مهما استغرق ذلك من وقت”.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما نفذ آلاف المسلحين بقيادة حماس هجوما على جنوب إسرائيل، قتلوا خلاله حوالي 1200 شخص واحتجزوا 253 آخرين كرهائن. وشنت إسرائيل هجوما للقضاء على حماس وإعادة الرهائن، وتلقي باللوم في محنة المدنيين الواقعين في مرمى النيران على الحركة، التي تقول إنها متجذرة بعمق بين السكان المدنيين.
وشهدت هدنة سابقة استمرت أسبوعا إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة، معظمهم من النساء والأطفال. ويُعتقد أن 100 رهينة تم اختطافهم من قبل حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – إلى جانب رفات حوالي 30 مختطف آخر.
“الحرب من أجل الحرية لم تنته بعد”
بعد اختتام تصريحاتها حول الشرق الأوسط، انتقلت هاريس، أول امرأة أمريكية سوداء وآسيوية تشغل منصب نائبة القائد الأعلى للقوات المسلحة، في خطابها للتركيز على أحداث سلما والجهود المستمرة لمعالجة عدم المساواة العرقية.
وقالت: “اليوم نعلم أن كفاحنا من أجل الحرية لم ينته بعد. لأننا في هذه اللحظة نشهد هجوما شاملا على الحريات التي تم الحصول عليها بشق الأنفس، بدءا بالحرية التي تفتح جميع الحريات الأخرى: حرية التصويت”، مشيرة إلى قوانين تم سنها في ولايات أمريكية مختلفة والتي تحظر استخدام صناديق الإسقاط للاقتراع، وتضع قيودا من التصويت المبكر، وفي جورجيا، تجعل من غير القانوني تقديم الطعام والماء للأشخاص الذين ينتظرون في الطابور للتصويت.

عند توليه المنصب، قام بايدن بتعيين هاريس لقيادة جهود إدارته لتعزيز حقوق التصويت، لكن الجهود باءت بالفشل إلى حد كبير دون الحصول على أصوات كافية في الكونغرس لتمرير قوانين جديدة بشأن هذه القضية.
وقال بايدن إن الديمقراطية مطروحة على ورقة الاقتراع في انتخابات 2024، التي من المرجح أن يواجه فيها الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظا للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة والذي سعى إلى إبطال نتائج انتخابات 2020 التي فاز بها بايدن.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد