ميلشان يشهد بأن نتنياهو لم يساعده في الحصول على تأشيرة للولايات المتحدة، مناقضا واحدة من التهم الرئيسية
في اليوم الرابع من شهادة قطب الأفلام، يسعى محامي دفاع رئيس الوزراء إلى إثبات وجود صداقة حقيقية بين الرجلين، وليس علاقة مصالح متبادلة
شهد المنتج الهوليوودي أرنون ميلشان يوم الأربعاء أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يساعده في الحصول على تأشيرة دخول طويلة الأمد للولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال، واصفا ادعاء النيابة بأنه “هراء”.
وقال ميلشان إن وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري لم يساعده في الحصول على تأشيرة دخول أيضًا، وهو ما يتعارض مع الشهادة التي أدلت بها مساعدته الشخصية هداس كلاين العام الماضي. وأضاف أن المساعدة الوحيدة التي تلقاها من نتنياهو في هذا الشأن كانت نصيحته بالاتصال بالسفير الأمريكي آنذاك لدى إسرائيل دان شابيرو، والذي قال ميلشان إنه كان قد اتصل به بالفعل بشأن هذه المسألة.
إحدى التهم الأساسية في القضية 1000 من محاكمة نتنياهو هي أن رئيس الوزراء ساعد ميلشان في الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة لمدة عشر سنوات في نفس الوقت الذي كان فيه ميلشان يقدم لنتنياهو وزوجته سارة هدايا سخية من الشمبانيا والسيجار والملابس والمجوهرات بقيمة 462 ألف شيكل (127 ألف دولار).
وكان ميلشان يتحدث يوم الأربعاء في اليوم الرابع من شهادته – وفي اليوم الثاني من استجوابه من قبل محام الدفاع – في المحاكمة، من فندق أولد شيب في برايتون، حيث يدلي بشهادته عن بعد بسبب مشاكل صحية.
وكانت جلسة الاستماع خلافية مرة أخرى، حيث تنازع محامي الدفاع عن نتنياهو عميت حداد ونائبة المدعي العام ليات بن آري بشكل متكرر، بما في ذلك حادثة اتهمت فيها بن آري محامي آخر لنتنياهو بالهمس لميلشان، وهو ادعاء نفاه المحامي وحداد بشدة.
وقبل بدء الجلسة مباشرة وقبل دخول القضاة قاعة المحكمة في القدس، قبّلت سارة نتنياهو، التي كانت حاضرة في فندق برايتون طوال شهادة ميلشان، وتحدثت مع منتج الأفلام في غرفة الاجتماعات التي أدلى بشهادته منها.
وجاء ذلك على الرغم من تحذيرات مكتب المدعي العام ورئيس القضاة لسارة نتنياهو بعدم الاتصال بميلشان.
وسعى حداد خلال الاستجواب لإثبات أن نتنياهو وميلشان كانا صديقين حميمين حقًا، قبل صعود الأول إلى رئاسة الوزراء، وأن الهدايا التي قدمها ميلشان إلى رئيس الوزراء قد تم تقديمها واستلامها في سياق تلك الصداقة، وليس كجزء من بعض علاقة مصالح متبادلة بين الطرفين.
وردا على سؤال من حداد حول سعيه للتأشيرة، أجاب ميلشان بأن “[نتنياهو] لم يفعل أي شيء بشأن مسألة التأشيرة”، وادعى أنه لم يكن بقدرة رئيس الوزراء أن يفعل أي شيء لو أراد ذلك.
“إذا لم يتكن نتنياهو على مساعدتك في التأشيرة؟” سأل حداد.
“لا، لم يكن قادرا على مساعدتي”، أكد ميلشان.
وفي تلك المرحلة، تدخل القاضي موشيه برعام وسأل ميلشان عما إذا كان يتوقع من نتنياهو مساعدته في الحصول على تمديد التأشيرة على المدى الطويل.
“سألت ما إذا كان يمكنه المساعدة، قال لي الاتصال بدان شابيرو. كانت هذه هي المساعدة الوحيدة – الاتصال بدان شابيرو. لكنني تحدثت مع دان شابيرو قبل ذهابي إلى نتنياهو”، أكد ميلشان.
كما أكد أنه كان يعرف كيري بشكل مستقل عن نتنياهو، وأنه كان على اتصال به فيما يتعلق بجهود للعمل من أجل السلام مع الفلسطينيين.
وفي مقابلة عام 2013 مع برنامج “عوفدا”، أقر ميلشان بأنه عمل في المكتب الإسرائيلي للعلاقات العلمية، الذي سعى للحصول على المعرفة العلمية والتقنية لبرامج الدفاع السرية.
بعد تلك المقابلة، مددت السلطات الأمريكية تأشيرته لمدة عام واحد فقط، بدلاً من تأشيرة العشر سنوات التي حصل عليها سابقا.
في شهادتها العام الماضي، زعمت كلاين، مساعد ميلشان الشخصية، أن نتنياهو رتب مكالمة هاتفية بين ميلشان وكيري ساعدته في الحصول على تأشيرة جديدة مدتها عشر سنوات، لكن شهادة ميلشان يوم الأربعاء تتعارض مع هذا الرواية.
وتزعم الاتهامات الأخرى في القضية 1000 أن نتنياهو دفع بتشريعات بناءً على طلب من ميلشان كان من الممكن أن يستخدمها منتج الأفلام للحصول على إعفاءات ضريبية إذا عاد للعيش في إسرائيل، بالإضافة إلى اتهامات بأن نتنياهو ساعد ميلشان في قضايا تنظيمية متعلقة باندماج محتمل بين شبكتي “ريشيت” و”كيشيت”، وهما شبكتا التلفزيون الرئيسيتان في إسرائيل، واللتان لدى ميلشان حصة مالية فيهما.
وفي جزء منفصل من الاستجواب، حاول حداد إثبات وجود صداقة حقيقية بين عائلة نتنياهو وميلشان، وأنه لم يقدم الهدايا لهم مع التوقع، أو المطالبة، بتلقي خدمات في المقابل.
وقدم حداد للمحكمة الرسالة الأولى التي كتبها نتنياهو عند انتخابه رئيسا للوزراء في عام 2009، والتي كانت موجهة إلى ميلشان.
وفي الرسالة، المكتوبة باللغة الإنجليزية، وصف نتنياهو ميلشان بـ”أخ” وقال إنه سيكون دائمًا ممتنًا لمساعدته.
“أخي العزيز، أكتب هذه الرسالة الأولى كرئيس للوزراء لك، أرنون. كيف يعبر المرء عن امتنانه للصداقة اللامحدودة؟ بالنسبة لي ولعائلتي وبلدنا، كنت مثل صخرة في العاصفة، لا شيء يزعجك، لا شيء يقف في طريقك”، كتب نتنياهو إلى ميلشان.
“مشورتك الحكيمة ودفئك ساعدوا في توجيهي خلال الأوقات العصيبة. لقد ربطت أطراف الخيوط وقدمت نصائح إبداعية في أكثر اللحظات حرجًا. لقد فعلت كل هذا بروح الدعابة وقلب مميز، وبإصرار حديدي ووميض في عينيك. طوال فترة وجودي في هذا المكتب وطوال حياتي، لن أنسى أبدًا ما فعلته من أجلي. صديقك دائما بنيامين نتنياهو”.
وأشار حداد أيضًا إلى نقاط أخرى حول الصداقة بين الرجلين، مشيرًا إلى أن ميلشان كان في وقت من الأوقات قد حضر عرضًا مدرسيًا لأفنير نتنياهو، ابن رئيس الوزراء وسارة.
كما أشار محامي الدفاع، وأكد ميلشان، أن عائلة نتنياهو جلسوا في طاولة ميلشان خلال الاحتفال بزفاف ابنته في عام 2008، وأنه استضاف الزوجين مع أطفالهما في شقته في باريس عام 2000 – الأحداث التي وقعت عندما لم يكن نتنياهو رئيسا للوزراء.
ويواجه لنتنياهو تهم الاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا. كما يواجه رئيس الوزراء تهمة الرشوة بسبب مزاعم بأنه وعد بتقديم خدمات تنظيمية لعملاق الاتصالات “بيزك” مقابل تغطية إعلامية إيجابية من موقع “والا” الإخباري، الذي كان في ذلك الوقت مملوكًا للعائلة نفسها.
وقد أصر نتنياهو بثبات على براءته طوال التحقيق والمحاكمة، ويدعي أن التهم نتيجة لإعلام وقوة شرطة متحيزة، يشرف عليها مستشار قضائي ضعيف. وقد تم تعيين كل من مفوض الشرطة وقت التحقيق والمستشار القضائي خلال لائحة الاتهام من قبل نتنياهو.