25,000 يشاركون في موكب فخر المثليين في القدس تحت حراسة مشددة
اعتقال 30 شخصا بشبهة محاولة تخريب الحدث، اثنين منهم بحوزتهما سكاكين؛ اغلاق اجزاء كبيرة من مركز القدس

سار حوالي 25,000 شخص في موكب فخر المثليين الخامس عشر في مركز القدس تحت حراسة مشددة مساء الخميس، عاما بعد أن طعن يهودي متدين متطرف مراهقة، وأصاب ستة آخرين في موكب عام 2015.
واعتقلت الشرطة 30 شخصا مشتبهين بمحاولة تخريب الحدث، بحسب ناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية. وكان بحوزة اثنان منهما سكاكين، قالت لوبا السمري بتصريح. “سوف تستمر الشرطة بالتعامل بحزم ولن تتسامح مع اي شخص يحاول تخريب الموكب بأي طريقة”.
وقال قائد شرطة القدس يورام هاليفي في وقت سابق لصحفيين ان “هناك تهديد جدي للمشاركين [في موكب فخر القدس]”.
بدأ المشاركين في الموكب بالتجمع في حديقة “هبعامون” من الساعة 16:15 بعد الظهر، وسوف تنطلق المسيرة عند الساعة 17:45، متوجهة الى شوارع كينغ جورج وكيرين هيسود، وبعدها شوارع مئير شاهام، رابي عكيفا وهيلل، منتهيا بحديقة الإستقلال.
وتم اغلاق معظم مركز مدينة القدس للسيارات بعد ظهر الخميس، وحتى المشاة تذمروا من منع الشرطة لهم بالمرور في بعض الشوارع.
وشاهد مراسل تايمز أوف اسرائيل مدخلا واحدا للموكب، حيث تجمع المشاركون للمرور بتفتيشين أمنيين. ونصبت الشرطة جدران على طول اجزاء طويلة من المسيرة، وحظرت مرور المشاة في بعض الاماكن. واجبرت الاجراءات الامنية المشددة بعض المشاة على اتخاذ مسارات طولية وملتفة بينما وجهتهم الشرطة من حاجز الى اخر كي يصلوا الى اهدافهم.
وكانت لورد سانتوس، التي كانت عائدة من تناول وجبة الغذاء في مركز المدينة مع ابنتها، بحاجة للوصول الى فندق عنبال حيث كانت حافلة خاصة تنتظرها لنقلها الى حفل بار ميتسفا. ولكن الشرطة والحواجز الحديدية اوقفتها ببعد حوالي 50 مترا عن الفندق، المجاور لحديقة “هباعمون”.
“نحن غاضبون بعض الشيء”، قالت بينما حاولت الالتفاف حول الحديقة ووصول الفندق من الجهة الاخرى.
وطلب المنظمون من المشاركين احضار الزهور الى الموقع في شارع كيرين هيسود حيث قُتلت شيرا بانكي على يد يشاي شليسل، الذي حكم عليه بالسجن المؤبد بعدها.
وفي وقت سابق من اليوم، قالت الشرطة أنه تم اعتقال يشاي شليسل في السجن ويتم اتهامه بالتخطيط مع شقيقه ميخائيل شليسل لتنفيذ هجوم في موكب هذا العام.
وقال رئيس بلدية القدس نير بركات، الذي اعلن في بداية الأسبوع أنه لن يشارك في الموكب كي لا يسيء لمشاعر السكان المتدينين في المدينة، أنه يفهم استياء البعض من قراره، ونادى لأن يكون اليوم تكريما لحرية التعبير وضد التحريض.

وساعات قبل بدء الموكب، شارك بركات مع قائد شرطة القدس يارون هاليفي بمراسيم تذكارية لبانكي، التي قُتلت طعنا في موكب فخر العام الماضي، ووضع الأزهار في الموقع، الذي يقع في طريق المسيرة.
“أنا أتفهم ألم وانتقادات من لا يوافقون مع قرار عدم المشاركة في الموكب”، قال. “انا اخترت طريق مختلف لاحترام ذكرى سيرا بانكي، الفتاة الطيبة التي قُتلت بسبب الكراهية”.
“اتمنى، من كل قلبي، ان نعرف اليوم جميعنا كيف نتحد ضد أي ظهور للتحريض، العنف، ولحرية التعبير لكل شخر ومجتمع في اسرائيل، بدون صلة للدين، العرق أو الجنس”، قال.

وقال بركات الأربعاء لصحيفة “يديعوت احرونوت”، أنه بينما يدعم حرية تعبير المجتمع المثلي، لا يمكنه ان يشارك في الموكب.
وقال بركات لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، “من حقهم إجراء مسيرة. بلدية القدس وأنا والشرطة سنفعل كل ما هو ممكن للسماح لهم بالتمتع بهذا الحق”، وأضاف: “ولكن عليهم أن يدركوا بأن ذلك يسيء للآخرين. التسامح لا يعني فقط السماح لأشخاص بإجراء مسيرة ولكن أيضا إيجاد الطريقة لهم للقيام بذلك من دون المس بحساسيات أو مشاعر الآخرين”.
وأثارت ملاحظاته إنتقادات عدد من السياسيين، من بينهم عضو الكنيست ميراف ميخائيلي (المعسكر الصهيوني) التي اتهمت بركات بتفضيل قاتل بانكي على ضحيته.
ووقع هجوم شليسل مجرد أسابيع بعد خروجه من السجن لتنفيذه هجوم طعن سابق في موكب فخر في القدس عام 2005، حيث أصيب ثلاثة أشخاص.
واعلنت الشرطة الثلاثاء انها سوف تعزز الأمن في منطقة المسيرة السنوية في مركز القدس وإجراء فحوصات أمنية لجميع المشاركين، وهي إجراءات اهدف لمنع تكرار العنف الذي وقع في موكب عام 2015.
وطُعن نوعم ايال (31 عاما)، من سكان القدس وموظف في جمعية “الحركة من أجل جودة السلطة في اسرائيل”، في ظهره في موكب العام الماضي. وقال انه لم يعرف بانكي ولكنه كان يسير بجانبها عند وقوع الهجوم.
“كان عميقا، ولكنه لم يصيب أي شيء مهم، أي من الأعضاء الحيوية”، قال لتايمز أوف اسرائيل. “لم نعلم مدى خطورته حتى إن كنت داخل سيارة الإسعاف، لأنه كان عميقا جدا”.
وهو يعمل من أجل المجتمع المثلي منذ ذلك الحين، ويشارك تقريبا في جميع مواكب الفخر في اسرائيل، وساعد في تنظيم موكب القدس هذا العام.