موفد أوروبي يصل إلى دمشق الاثنين للتباحث مع القيادة الجديدة في سوريا
بعدما كانت حذرة في بادئ الأمر، كثّفت الحكومات الأجنبية جهودها في الأيام الأخيرة لإقامة علاقات مع القادة السوريين الجدد، بمن فيهم أحمد الشرع زعيم هيئة تحرير الشام
![رئيسة وزراء إستونيا ومنسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في مؤتمر صحفي في ختام قمة المجلس الأوروبي في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، 28 يونيو 2024. (JOHN THYS / AFP) رئيسة وزراء إستونيا ومنسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في مؤتمر صحفي في ختام قمة المجلس الأوروبي في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، 28 يونيو 2024. (JOHN THYS / AFP)](https://static-cdn.toi-media.com/ar/uploads//2024/12/AFP__20240627__34ZK4PK__v2__Preview__TopshotBelgiumEuSummitDiplomacy-640x400.jpg)
أ ف ب – ارسل الاتحاد الأوروبي الاثنين ممثلا رفيع المستوى إلى دمشق للقاء قادة السلطة الجديدة في البلاد فيما تكثف القوى الغربية تحركها بعدما يزيد قليلا عن أسبوع من سقوط بشار الأسد.
وبعد هجوم خاطف استمرّ 11 يوما، تمكّنت فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام من دخول دمشق في 8 ديسمبر، وإنهاء حكم عائلة الأسد الذي استمرّ أكثر من نصف قرن وعُرف بالقمع الوحشي.
وبعدما كانت حذرة في بادئ الأمر، كثّفت الحكومات الأجنبية جهودها في الأيام الأخيرة لإقامة علاقات مع القادة السوريين الجدد، بمن فيهم أحمد الشرع (الذي عرف باسم أبو محمد الجولاني سابقا) زعيم هيئة تحرير الشام.
وقالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الاثنين في مؤتمر صحافي قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي “سيذهب ممثّلنا في سوريا إلى دمشق اليوم”.
وأشارت إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون في بروكسل “طريقة التعامل مع القيادة الجديدة في سوريا وإلى أي مستوى ستصل علاقتنا معها”.
وأكدت “بالنسبة إلينا، لا يتعلق الأمر بالأقوال فقط بل بالأفعال التي تسير في الاتجاه الصحيح”.
وشدد المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن على “الحاجة إلى انتقال سياسي شامل وذي مصداقية”.
![](https://static-cdn.toi-media.com/ar/uploads//2024/12/AFP__20241208__36PT4VZ__v3__HighRes__TopshotSyriaConflictMosqueJolani-640x400-1.jpg)
والتقى بيدرسن الذي وصل دمشق الأحد، الشرع ورئيس حكومة تسيير الأعمال حتى الأول من مارس محمد البشير، على ما جاء في بيان صدر عن أجهزته نشر عبر تلغرام.
كما أشارت المملكة المتحدة الأحد إلى أنها أقامت “اتصالات دبلوماسية” مع هيئة تحرير الشام التي رغم فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة عام 2016، ما زالت تصنّف “إرهابية” من جانب عواصم غربية عدة بما فيها لندن وواشنطن.
وكانت الولايات المتحدة أفادت السبت بأنها أجرت “اتصالا مباشرا” مع هيئة تحرير الشام، في حين أعلنت فرنسا أنها سترسل بعثة دبلوماسية إلى دمشق الثلاثاء، وهي الأولى منذ 12 عاما، “لإقامة اتصالات أولى” مع السلطات الجديدة.
من جهتها، أعادت تركيا المجاورة، وهي جهة فاعلة رئيسية في الصراع في سوريا وتدعم السلطات الجديدة، فتح سفارتها في دمشق السبت وأعربت عن “استعدادها” لتقديم مساعدات عسكرية إذا طلبت الحكومة السورية الجديدة ذلك.
كذلك، أرسلت الوكالة التركية لإدارة الكوارث (آفاد) مسعفين لإجراء عمليات بحث بهدف إيجاد أشخاص يرجّح أن يكونوا محبوسين في أقبية وزنزانات تحت الأرض في سجن صيدنايا بسوريا، وفق ما أفاد ناطق باسم الهيئة وكالة فرانس برس.
أما الكرملين، فأعلن الإثنين أنه لم يحسم بعد مصير المنشآت العسكرية الروسية في سوريا التي تسعى موسكو إلى الحفاظ عليها.
![](https://static-cdn.toi-media.com/ar/uploads//2024/12/AFP__20241212__36QA3NT__v3__Preview__TopshotSyriaRussiaKurdsConflict.jpg)
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال إحاطة إعلامية: “ما من قرار نهائي في هذا الصدد ونحن على اتصال مع ممثلي القوى التي تسيطر راهنا على الوضع في البلد”.
وتضمّ سوريا قاعدتين عسكريتين روسيتين هما قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية، وهما منشأتان أساسية للطموحات الجيوسياسية لروسيا التي تمارس من خلالهما نفوذا في الشرق الأوسط، من حوض البحر المتوسط وصولا إلى إفريقيا.
تسليم الأسلحة
رحبت دول ومنظمات عدة بسقوط الأسد، لكنها تتريث في تعاملها مع السلطات الجديدة بانتظار رؤية نهجها في إدارة البلاد وطريقة تعاملها مع الأقليات والنساء.
وبعدما حكمت عائلة الأسد سوريا 50 عاما بنهج قمعي لا هوادة فيه، تسعى السلطات الجديدة إلى طمأنة المجتمع الدولي.
وأكد رئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير أن تحالف الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام سيضمن حقوق جميع الطوائف والمجموعات، داعيا ملايين السوريين الذين لجأوا إلى الخارج للعودة إلى وطنهم.
وفي مدينة اللاذقية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، اصطف مئات الرجال وعدد قليل من النساء من القوات الحكومية السابقة الاثنين خارج المكاتب حيث طلبت منهم السلطات الجديدة الحضور لتسليم أسلحتهم وتسجيل أسمائهم.
وخلّفت 14 عاما من الحرب الأهلية الناجمة عن قمع التظاهرات المطالبة بالديموقراطية، خسائر فادحة في سوريا مع مقتل نصف مليون شخص وفرار ستة ملايين إلى الخارج.