موجة حر جديدة تضرب إسرائيل وتستمر لعدة أيام
درجات الحرارة والرطوبة سترتفع وستبقى مرتفعة حتى يوم الإثنين على الأقل؛ مسؤولون يحثون الجمهور على توخي الحذر في الخارج
تتأثر إسرائيل بموجة حر جديدة بدأت يوم السبت، مع ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة في جميع أنحاء البلاد.
ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة في تل أبيب إلى 31-32 درجة مئوية، وفي القدس إلى 36 درجة مئوية، وأن تتجاوز في إيلات وطبريا وبيت شان 40 درجة مئوية.
ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة أكثر يوم الأحد، على الرغم من إمكانية هطول أمطار متفرقة. سيشهد يوم الاثنين انحسار موجة الحرارة بشكل طفيف، مع تسجيل انخفاض أكبر في درجات الحرارة في وقت لاحق من الأسبوع.
وحث المسؤولون الطبيون الجمهور على تجنب الشمس خلال ساعات الذروة وشرب الكثير من الماء وإيلاء اهتمام خاص للأطفال وكبار السن.
في وقت سابق من هذا الأسبوع ، أكدت المنظمة الأوروبية لمراقبة المناخ رسميا أن شهر يوليو كان الأكثر حرا على الإطلاق وبفارق كبير.
بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية لشهر يوليو 16.95 درجة مئوية، وهو رقم أعلى بمقدار ثلث درجة مئوية من الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2019، حسبما أعلنت يوم الثلاثاء خدمة “كوبرنيكوس” لتغير المناخ، وهي قسم من وكالة الاتحاد الأوروبي لبرنامج الفضاء
عادة ما يتم كسر سجلات الأرقام القياسية لدرجات الحرارة العالمية بأجزاء من المئة المئات أو أعشار الدرجات، لذا فإن هذا الهامش غير عادي.
وقالت سامانثا بورغيس، نائبة مدير كوبرنيكوس: “هذه السجلات لها عواقب وخيمة على كل من الناس والكوكب المعرضين لأحداث متطرفة أكثر تواترا وشدة”.
وشهد غرب الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وأوروبا وآسيا موجات حرارة قاتلة. وتلقي الدراسات العلمية السريعة باللائمة على تغير المناخ الذي يسببه الإنسان من حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
كان الشهر أكثر حرارة بمقدار 1.5 درجة من عصور ما قبل الصناعة. في عام 2015، اتفقت دول العالم على محاولة منع الاحترار على المدى الطويل – ليس لشهور أو حتى سنوات، ولكن لعقود – والذي هو 1.5 درجة أعلى من عصور ما قبل الصناعة.
وقالت كوبرنيكوس إن الشهر الماضي كان حارا للغاية، حيث كانت درجة الحرارة أعلى بـ 0.7 درجة مئوية من متوسط يوليو من 1991 إلى 2020. كانت محيطات العالم أكثر دفئا بمقدار نصف درجة مئوية عن الثلاثين عاما السابقة وكان شمال الأطلسي أكثر سخونة بمقدار 1.05 درجة مئوية من المتوسط. سجلت القارة القطبية الجنوبية مستويات قياسية منخفضة للجليد البحري، 15٪ أقل من المتوسط لهذا الوقت من العام.
تعود سجلات كوبرنيكوس إلى عام 1940. درجة الحرارة هذه الأعلى من أي شهر سجلته الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية والتي تعود سجلاتها إلى عام 1850. لكن العلماء يقولون إنها في الواقع الأكثر حرارة في فترة زمنية أطول بكثير.
وقال ستيفان رامستورف، عالم المناخ في معهد “بوتسدام” لأبحاث المناخ في ألمانيا: “إنه رقم قياسي مذهل ويجعله [شهر يوليو] أكثر الشهور حرارة على وجه الأرض منذ عشرة آلاف عام”. رامستورف ليس جزءا من فريق كوبرنيكوس.
استشهد رامستورف بالدراسات التي تستخدم حلقات الأشجار ومؤشرات أخرى التي أظهرت أن الأوقات الحالية هي الأكثر حرارة منذ بداية العصر الهولوسيني، منذ حوالي 10000 عام. وقال إنه قبل بدء العصر الهولوسيني كان هناك عصر جليدي، لذلك سيكون من المنطقي حتى القول إن هذا هو الرقم القياسي الأكثر حرارة منذ 120 ألف عام.
وقال عالم المناخ في “إمبريال كوليدج” في لندن فريدريك أوتو: “لا ينبغي أن نهتم بشهر يوليو لأنه سجل رقما قياسيا، ولكن لأنه لن يكون رقما قياسيا لفترة طويلة. إنه مؤشر على مدى تغير المناخ. نحن نعيش في عالم مختلف تماما، عالم لم تتكيف مجتمعاتنا لتعيش فيه بشكل جيد”.