إسرائيل في حالة حرب - اليوم 345

بحث

مواطنة عربية تعرضت لهجوم على يد مستوطنين ترفض مزاعم نائبة يمينية متطرفة بأن مركبتها لم تكن إسرائيلية

زوج الضحية يطالب عضو الكنيست من حزب "عوتسما يهوديت" بالاعتذار عن تبريرها للهجوم الذي وقع في بؤرة غفعات رونين الاستيطانية؛ عضو كنيست من حزب "الديمقراطيين" يصف الحادث بـ "محاولة إعدام غوغائي"

لميس الجعار، مواطنة عربية إسرائيلية تعرضت للهجوم بعد أن قادت سيارتها عن طريق الخطأ إلى البؤرة الاستيطانية غير القانونية غفعات رونين في الضفة الغربية في 9 أغسطس، تتحدث إلى القناة 12، 11 أغسطس، 2024. (Screen capture via N12, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
لميس الجعار، مواطنة عربية إسرائيلية تعرضت للهجوم بعد أن قادت سيارتها عن طريق الخطأ إلى البؤرة الاستيطانية غير القانونية غفعات رونين في الضفة الغربية في 9 أغسطس، تتحدث إلى القناة 12، 11 أغسطس، 2024. (Screen capture via N12, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

قالت إحدى النساء العربيات الخمس الإسرائيليات اللاتي تعرضن للهجوم يوم الجمعة بعد أن دخلت سيارتهن عن طريق الخطأ إلى بؤرة استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية للقناة 12 إن السيارة التي كانت تقودها حملت لوحة ترخيص إسرائيلية، وهو ما يتناقض مع مزاعم نائبة من اليمين المتطرف في الكنيست يوم الأحد.

وقالت لميس الجعار يوم الأحد إن “السيارة كانت مركبة إسرائيلية. حتى أنهم رأوا بطاقات هوياتنا”، واصفة المهاجمين بأنهم “إرهابيون”

وقالت إنها وثلاثة من قريباتها اللاتي كن في السيارة، إلى جانب ابنتها البالغة من العمر سنتين، أظهرن للمهاجمين وثائق الهوية الإسرائيلية التي تحملنها، دون أن يُطلب منهن ذلك.

وتابعت الجعار قائلة: “ومع ذلك وجهوا السلاح إلى رأس طفلة صغيرة. قال لها – لقد كان بلا قلب – ’ابكي، ابكي أكثر، أريد أن أراك تبكين، ابكي أكثر’، ما هذا، ’ابكي أكثر’ لطفلة صغيرة؟ حتى لو أراد أن يفعل ذلك، عند رؤيته لطفلة صغيرة يجب أن يتوقف! هذا خط أحمر”.

وتعرضت النساء الخمس، وهن من سكان مدينة رهط في جنوب إسرائيل، للهجوم الجمعة، وتم إضرام النيران في سيارتهن بعد أن دخلن عن طريق الخطأ إلى بؤرة غفعات رونين الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية.

وأصيبت اثنتان من الراكبات في الرأس واليدين جراء رشقهما بالحجارة. ولقد فرت النساء والطفلة سيرا على الأقدام ونجحن في الوصول إلى القوات الإسرائيلية، التي قدمت العلاج لهن.

النائبان ليمور سون هار ميليخ (إلى اليسار) وغلعاد كاريف يحضران اجتماع لجنة الدستور والقانون والعدل في الكنيست في القدس، 7 أغسطس، 2024.(Yonatan Sindel/Flash90)

وقال الجعار يوم الأحد: “لقد أضرموا النيران في السيارة – كنا في السيارة، أتفهم ما أقوله؟ لا يمكن لشخص عادي أن يفهم لماذا فعلوا بنا ذلك؟ نحن لم نفعل أي شيء لهم؟ أشخاص يسألون عن الاتجاهات – هل يستحقون ذلك؟”

وجاءت المقابلة بعد أن بررت عضو الكنيست اليمينية المتطرفة ليمور سون هار ميليخ من حزب “عوتسما يهوديت” الهجوم خلال اجتماع في الكنيست.

ولقد أثار عضو الكنيست غلعاد كاريف من حزب “الديمقراطيين” اليساري الموضوع، واصفا الحادث بأنه “محاولة إعدام غوغائي من جانب سكان البؤرة الاستيطانية”.

وقالت هار ميليخ، مقاطعة كاريف “ليس لديك أي فكرة عما حدث هناك”.

ورد كاريف: “إذا لم يكن لدي أي فكرة، فذلك لأنه حتى الآن، لم تكن هناك أي اعتقالات، على الرغم من التقارير الخطيرة”.

وقالت هار ميليخ “نحن لا نتحدث هنا عن عائلة إسرائيلية”، زاعمة أن سيارة الضحايا كانت بدون لوحة ترخيص إسرائيلية، وقالت إنه لا يمكن أن تكون هناك “أي تنازلات” في مثل هذا الموقف.

وأضافت “شيء بريء مثل هذا يمكن أن يكون حادث تجسس، أو جمع معلومات. لا يمكنك تجاهل ذلك”.

وردت لميس الجعار، بعد أن عُرضت عليها إفادة هار ميليخ، يوم الأحد، “لا، لا، وحياتي، لا”.

يوم الأحد، قال رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ في بيان إنه التقى مع والد الجعار، عدنان، وأدان الحادثة، قائلا إنه شعر “بالفزع” مما حدث.

الرئيس يتسحاق هرتسوغ يحضر أمسية تكريمية للمجتمع الدرزي في إسرائيل، في مركز يتسحاق رابين، في تل أبيب، 6 أغسطس، 2024. (Tomer Neuberg/Flash90)

وقال للجعار الأب، بحسب بيان “جميعنا أخوة وأخوات، مواطنو دولة إسرائيل وجميعنا يستحق معاملة متساوية ولائقة، دون خوف أو عنف. أود أن أعبر عن دعمي لكم في هذه الأوقات واتمنى لهن الشفاء التام”.

ورد الوالد “لقد كانت هذه حادثة خطيرة، ولا يمكن السماح بحدوث هذا لنا. أنا أقدّر وأشكرك على هذه المحادثة”.

ودعا رضوان الجعار، زوج لميس، هار ميليخ إلى “الاعتذار عن كلماتها الكاذبة”، مضيفا: “من العار أن يكون هناك أشخاص مثلها يجلسون في الكنيست ويدافعون عن العنصريين”، حسبما نقل موقع “واينت” الإخباري.

وأضاف “كنا قريبين من الحرب [في غزة]. لم نؤذ أي يهودي، بل ساعدنا وأنقذنا أرواح الناس، في موقف يهدد الحياة”، في إشارة كما يبدو إلى الإسرائيليين غير اليهود الذين قاتلوا المسلحين خلال المذبحة التي ارتكبتها حركة حماس في 7 أكتوبر. ولم يتضح ما إذا كان يشير إلى تصرفات أفراد الأسرة، أو إلى مواطني إسرائيل العرب بشكل عام.

في حديثها مع القناة 12 يوم الأحد، قالت لميس الجعار إنها لم تكن تظن أن شيئا كهذا يمكن أن يحدث لها، كمواطنة إسرائيلية وقالت: “أقول دائما ’من الجيد أن أكون مواطنة إسرائيلية’، أنا أحب ذلك، أحب أن أكون في دولة إسرائيل”.

وقالت الجعار إن ابنتها البالغة من العمر عامين ونصف لا تأكل ولا تنام جيدا منذ الهجوم، مضيفة أنها تأمل أن تبدأ ابنتها “في الكلام مرة أخرى، أن تتكلم فقط”.

وقال عضو الكنيست تسفي سوكوت من حزب “الصهيونية المتدينة”، الذي يُعتبر مثل هار ميليخ من اليمين المتطرف ويرتبط بحركات استيطانية متطرفة، لموقع “واينت”: “هذه حادثة خطيرة للغاية. آمل أن تحقق الشرطة فيها”.

وأضاف “لا أحب استخدام كلمة ’إرهاب’ في مثل هذه الحالات، إنها حادثة سيئة للغاية. إنها جريمة خطيرة”.

وقع الحادث في غفعات رونين، وهي بؤرة استيطانية صغيرة في شمال الضفة الغربية بالقرب من قرية بورين، وهي منطقة تشهد اشتباكات متكررة بين المستوطنين المتطرفين والفلسطينيين. ويُشتبه في أن مستوطنين إسرائيليين هم من نفذ الهجوم.

حتى يوم الأحد، لم ترد تقارير عن تنفيذ أي اعتقالات.

اقرأ المزيد عن