إسرائيل في حالة حرب - اليوم 562

بحث

مواجهة في انتخابات الرئاسة البرازيلية بين لولا العائد وبولسونارو المنتهية ولايته

لا يزال الرئيس السابق اليساري لولا الذي تولى الرئاسة بين 2003-2010 الأوفر حظا بحسب آخر استطلاع للرأي نشرت نتائجه مساء السبت، مع حصوله على 50% من نوايا الاصوات مقابل 36% للرئيس الحالي

الناس يصطفون في طابور للتصويت في مركز اقتراع خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية البرازيلية، بالقرب من روسينها فافيلا في ريو دي جانيرو ، البرازيل، 2 أكتوبر، 2022.  (ANDRE BORGES / AFP)
الناس يصطفون في طابور للتصويت في مركز اقتراع خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية البرازيلية، بالقرب من روسينها فافيلا في ريو دي جانيرو ، البرازيل، 2 أكتوبر، 2022. (ANDRE BORGES / AFP)

أ ف ب – يتوجه 156 مليون ناخب برازيلي الأحد إلى صناديق الاقتراع للتصويت في انتخابات رئاسية محتدمة قد تشهد فوز الرئيس السابق اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من الدورة الأولى، يقابله رفض الرئيس المنتهية ولايته اليميني المتطرف جايير بولسونارو الإقرار بالنتائج.

وستكون هذه الانتخابات التي يخيم عليها الغموض حاسمة لمستقبل الديموقراطية في البرازيل، أكبر قوة في أميركا اللاتينية وتعاني انقسامات شديدة.

والمواجهة بين المرشحين الأبرزين العدوين بولسونارو (67 عاما) ولولا (76 عاما) حجب تماما المرشحين التسعة الآخرين الذين لم يكن لهم حضور يذكر.

ولا يزال لولا الذي تولى الرئاسة بين 2003-2010 الأوفر حظا بحسب آخر استطلاع للرأي أجراه معهد داتالوفها ونشرت نتائجه مساء السبت، مع حصوله على 50% من نوايا الاصوات مقابل 36% لبولسونارو.

وقال أدريانو لورينو المحلل لدى مكتب بروسبيكتفا للاستشارات لوكالة فرانس برس إن “السؤال المطروح يتعلق بمعرفة ما إذا ستجري دورة ثانية ام لا، من المستحيل التكهن بذلك”.

وفي حال فوز لولا الذي طبع الحياة السياسية البرازيلية منذ نصف قرن ويشارك في سادس انتخابات رئاسية، فسيشكل ذلك عودة إلى الحياة السياسية لم يكن يأمل بها بعد سجنه المثير للجدل في قضايا فساد.

الرئيس البرازيلي السابق (2003-2010) والمرشح للرئاسة عن حزب العمال اليساري (PT) لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (يسار) يتحدث إلى الصحافة خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية، في ساو باولو، البرازيل، 2 أكتوبر، 2022. (ERNESTO BENAVIDES / AFP)

وكشفت آخر مناظرة رئاسية الخميس عن مدى الكراهية بين المرشحين الأبرزين اللذين تواجها بشراسة وتبادلا اتهامات بـ”الكذب” و”الفساد”.

وخيم التوتر أيضا على الحملة الانتخابية التي خاضها المرشحان مرتديين سترات واقية من الرصاص، وترافقت مع هجمات شخصية فيما لم يطرح خلالها الكثير من المشاريع من أجل البرازيل.

ويرى العديد من البرازيليين أن فوز لولا من الدورة الأولى سيمكنهم من “الانتهاء” من الحملات الانتخابية بدون خوض أربعة أسابيع إضافية من الهجمات الضارية حتى الدورة الثانية في 30 تشرين الأول/أكتوبر.

 استطلاعات للراي “كاذبة”

وفي حال اختار الناخبون المقاطعة، فسيضر ذلك بصورة خاصة بلولا، إذ يوضح المحللون أن الانتقال إلى دورة ثانية سيمكن بولسونارو من تعبئة مؤيديه والتقاط أنفاسه.

وانطلاقا من ذلك، دعا فريق لولا إلى “التصويت بصورة مفيدة”، موجهين بذلك رسالة إلى ناخبين سيرو غوميز (وسط اليسار)، الرابع في استطلاعات الرأي التي تتوقع له 5% من نوايا الأصوات.

وأعلن بولسونارو أنه سيكون “من غير الطبيعي” ألّا يحصل على 60% على الأقل من الأصوات الأحد رافضا نتائج استطلاعات الرأي “الكاذبة”.

الرئيس البرازيلي والمرشح لولاية ثانية جاير بولسونارو بعد التصويت خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية، في ريو دي جانيرو، البرازيل، 2 أكتوبر، 2022. ( MAURO PIMENTEL / AFP)

وقال لورينا: “أعتقد أنه سيطعن في النتيجة إذا خسر، لكن هذا لا يعني أنه سينجح. الأسرة الدولية ستعترف بالنتيجة بسرعة”.

وشكك بولسونارو بصورة متكررة في مصداقية نظام التصويت الإلكتروني المعتمد في البرازيل منذ العام 1996، ملوحا بتحرك عنيف، ما بعث مخاوف من وقوع أحداث شبيهة بالهجوم على مبنى الكابيتول في واشنطن في كانون الثاني/يناير 2021 بعد هزيمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

ولم تصدر أي مؤشرات قلق من جانب الجيش وأعلنت الولايات المتحدة أنها “ستتابع عن كثب” الانتخابات.

وسيتم نشر أكثر من 500 ألف عنصر من قوات حفظ النظام لضمان الأمن فيما سيسهر عشرات المراقبين الأجانب على حسن سير عمليات التصويت التي تجري من الساعة 8:00 (11:00 ت.غ) إلى الساعة 17:00 (20:00 ت.غ).

وسيدلي لولا بصوته قبل الظهر في ساو بيرناردو دو كامبو قرب ساو باولو، فيما يصوت بولسونارو في ريو قبل أن يتوجه إلى برازيليا لمتابعة النتائج التي ستبدأ بالصدور بين الساعة 22:00 والساعة 23:00 ت.غ.

“الديموقراطية مقابل الفاشية”

وجمع لولا زعيم حزب العمال ائتلاف واسعا من عشرة أحزاب وصولا إلى يمين الوسط الذي اختار بين صفوفه مرشحه لمنصب نائب الرئيس حاكم ساو باولو السابق جيرالدو ألكمين، في مسعى لطمأنة الأوساط الاقتصادية.

وهو يحظى بغالبية أصوات النساء والشباب والطبقات الفقيرة.

أما بولسونارو، فهو مرشح عن الحزب الليبرالي الصغير ويحظى بتأييد كبير بين الإنجيليين ولوبي تجار المواد الغذائية وأنصار الحق في حمل الأسلحة الفردية، وبدعم أكثر تحفظا بين أرباب العمل.

ويترقب معظم البرازيليين من رئيسهم أن يكافح الفقر الذي يطال 30 مليونا منهم والتضخم والبطالة اللذين ساهما في تصاعد الفساد وتردي الظروف المعيشية.

الناس يصطفون في طابور للتصويت في مركز اقتراع خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية البرازيلية، بالقرب من روسينها فافيلا في ريو دي جانيرو ، البرازيل، 2 أكتوبر، 2022. ( ANDRE BORGES / AFP)

وبعدما نجح لولا خلال رئاسته في إخراج 30 مليون برازيلي من الفقر، وعد بتوفير لحوم للجميع وبـ”الديمقراطية ضد الفاشية”، غير أن الكثيرين يرون فيه نموذجا للفساد.

في المقابل، يدافع بولسونارو عن القيم التقليدية رافعا شعار الله والوطن والعائلة. غير أن إدارته الكارثية لازمة تفشي كوفيد-19 الذي حصد 685 ألف شخص في البرازيل قد تكلفه غاليا، وكذلك الأزمات التي رافقت ولايته.

كما ينتخب البرازيليون الأحد نوابهم الفدراليين الـ 513 وحكام الولايات الـ 27 ونواب مجالس الولايات. وينتخب هؤلاء المسؤولون كالرئيس لولاية من أربع سنوات. كما سيتم تجديد ثلث مقاعد مجلس الشيوخ الـ 81 إنما لثماني سنوات.

اقرأ المزيد عن