من المقرر أن يبدأ الميناء الأمريكي العائم لإدخال الغذاء والمساعدات إلى غزة العمل في الأيام المقبلة
من المتوقع أن يبدأ الميناء العائم العمل في بداية شهر مايو وإدخال 150 شاحنة غذاء يومياً لقطاع غزة؛ تجهز المؤسسة الأمنية منذ حوالي شهر مساحة لاستقبال ونقل البضائع، تشمل بوابات يتم التحكم فيها عن بعد
تشير صور الأقمار الصناعية من اليوم الأخير لنحو ست سفن عسكرية أمريكية وسفينة مساعدات تجارية واحدة إلى أن الاستعدادات لتركيب الميناء العائم على شواطئ غزة اقتربت من الانتهاء، وسيكون الميناء جاهزا في الأسبوع الأول شهر مايو لإدخال مساعدات تصل إلى حوالي 150 شاحنة غذاء يوميا.
وغادرت سفينة المساعدات جنيفر، التي لا تملكها الولايات المتحدة، قبرص ليلة الجمعة ووصلت إلى منطقة أشدود الليلة الماضية (السبت). وكانت السفينة، التي تبحر تحت علم جمهورية غينيا بيساو، جزءا من مشروع لمنظمة “وورلد سنترال كيتشن”. وفي أعقاب الحادث الذي وقع في الأول من أبريل، والذي قُتل فيه سبعة من موظفي المنظمة بقصف إسرائيلي، عادت السفينة على الفور إلى قبرص حيث بقت حتى الآن.
وأعلنت وكالة الأنباء القبرصية أن السفينة أبحرت وعلى متنها معدات وأنه تم فحص محتوياتها في قبرص قبل الإبحار. وتم التبرع بجميع محتويات جينيفر من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة. وتشمل المنتجات الموجودة على متن السفينة المواد الغذائية الجافة والأرز والمعكرونة والمستهلكات الطبية.
وبحسب الخطة لتوصيل المواد الغذائية إلى غزة، فسيكون ميناء لارنكا في قبرص بمثابة نقطة انطلاق للممر البحري الذي ستبحر منه قريبا السفن التجارية المحملة بالبضائع لسكان غزة. وسيتم تفتيش السفن في لارنكا بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وحكومة قبرص.
وناقش المسؤولون العسكريون الأمريكيون مع نظرائهم الإسرائيليين لعدة أسابيع أسلوب إدارة توزيع المواد الغذائية والمعدات منذ لحظة تفريغها من السفن عبر الميناء العائم.
وفي مؤتمر صحفي عقد في البنتاغون يوم الخميس، أكد مسؤولون حكوميون لمراسلي شبكة CNN أن إدارة توزيع المواد الغذائية داخل غزة ستتم بواسطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. وأعلن الجيش الأمريكي، الذي يدير مشروع بناء الميناء العائم، مسبقا عن توجيهات الرئيس جو بايدن بأن “لا تطأ أقدام الجنود شاطئ غزة”.
وسوف ترسو حوالي ست إلى سبع سفن أمريكية تشارك في الخدمات اللوجستية لإنشاء الميناء العائم على بعد بضعة كيلومترات قبالة ساحل غزة. وتسمى العملية العسكرية JLOTS (اختصار لـ Joint Logistics Over the Shore) وسيتم نقل البضائع إلى الشاطئ في نقطة تقع إلى الجنوب قليلاً من مدينة غزة وإلى الشمال من الموقع الذي ينتهي فيه محور نيتساريم (الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه).
وفور تفريغ البضائع من السفن، سيتم نقلها إلى سفن عسكرية قادرة على حمل محتويات حوالي 15 شاحنة. ومن تلك السفن العسكرية سيتم نقل البضائع إلى الميناء، وهو عبارة عن طريق عائم يبلغ طوله 100 متر ومثبت بقاع البحر. وستسير الشاحنات على الرصيف العائم، كما لو كان شارعا، ذهابا وإيابا إلى المستودعات المقامة في المنطقة الساحلية.
وبحسب منشور لشبكة CNN، سيتم تشغيل الشاحنات من قبل دولة ثالثة، لكن لم يتم تحديد هذه الدولة. وأعلنت هيئة الإذاعة البريطانية أمس أن جنودًا بريطانيين قد يشاركون في توزيع المساعدات في أنحاء قطاع غزة. لكن لم تعلن الحكومة البريطانية عن قرار رسمي حتى الآن.
كما جاء في تقرير CNN أنه سيتم إنشاء مركزين للقيادة والسيطرة بالتعاون مع الجهات المعنية. وسيتم إنشاء مركز قيادة ومراقبة واحد من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وحكومة قبرص في لارنكا، والذي سيقوم أيضًا بفحص البضائع، والتأكد من عدم وجود اختناقات في نقل البضائع.
وسيتم إنشاء مركز قيادة وسيطرة ثانٍ في قاعدة سلاح الجو بالقرب من كيبوتس حتسور بالقرب من ميناء أشدود. وستواجد في هذا المركز جنرال لديه ثلاث نجوم (أي ما يعادل عضو هيئة الأركان العامة) وبحسب الإحاطة، فهذا الجنرال موجود بالفعل في إسرائيل منذ شهر ويقوم بالتحضير للتنسيق العسكري لنقل البضائع.
بالإضافة إلى ذلك، سيشارك في العملية ألف جندي أمريكي سيتواجدون في قبرص أو إسرائيل أو على متن سفن أخرى.
وقبل أيام، أطلقت قذائف على الوفد الأممي الذي جاب الشاطئ عند نقطة بناء الميناء العائم، مما أوضح للجميع خطورة المشروع. مسألة أمن الجنود وسائقي الشاحنات والمسؤولين عن نقل الطعام إلى الشاطئ وتوزيعه في أنحاء غزة يمثل مشكلة كبيرة للطرفين، وبحسب آخر إحاطة في البنتاغون، فإن الجيش الإسرائيلي سيكون مسؤولاً عن الأمن في منطقة الميناء العائم ومنطقة التفريغ على الشاطئ.
وجاء في تقرير لشبكة CNN أنه من المفترض أن ينفذ الجيش الأمريكي المهمة لمدة ثلاثة أشهر، وأن هدفه النهائي هو نقل إدارة مشروع المساعدات إلى المنظمات أو الشركات التجارية.
واعتبارًا من الليلة الماضية، رست سفينتان أمريكيتان بالقرب من شواطئ غزة وإسرائيل، هما بينافيديز وماتاموروس. بينافيدز هي سفينة شحن وخدمات لوجستية يبلغ طولها حوالي 300 متر وعرضها 32 مترًا. وهي راسية منذ أيام على بعد نحو عشرة كيلومترات من شاطئ غزة. وتحمل نحو أربع رافعات ضخمة (لإنزال معدات ثقيلة في الماء)، ويمكنها أن تحمل 33 ألف طن.
وترسو ماتاموروس منذ الأمس على بعد كيلومتر ونصف من القاعدة البحرية في أشدود. وهي سفينة عملياتية يبلغ طولها 53 مترا وعرضها 12 مترا، وهي قادرة على الرسو في المياه الضحلة. والغرض منها هو نقل الأشخاص أو المعدات إلى الشاطئ.
وجاء في بيان نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الليلة الماضية أن العمل على الميناء العائم الأمريكي بدأ قبل نحو شهر في ورشة مشتركة لشعبة الهندسة والبناء في وزارة الدفاع، بقيادة القيادة الجنوبية والهيئة الهندسية ومنسق عمليات الحكومة في المناطق. وقال البيان إن مساحة المشروع تبلغ 270 دونما للعمليات ونقل المساعدات.
بالإضافة إلى ذلك، قام الجيش ببناء نظام بوابات هيدروليكي يتم التحكم فيه عن بعد ويتيح مرونة تشغيلية ولوجستية لمرور الشاحنات، كما تم تنفيذ أعمال كهربائية لدعم المنشأة واستيعاب الوسائل البحرية والبرية. وأضاف المتحدث باسم الجيش إن سلاح البحرية سيحمي القوات في مهمة المساعدة الإنسانية وفي المجال البحري.