منفذ هجوم حلاميش اعتُقل قبل 3 أشهر على يد السلطة الفلسطينية للإشتباه بتخطيطه لهجمات
والد عمر العبد، الذي قتل ثلاثة إسرائيليين طعنا خلال تناولهم لعشاء السبت، سعى إلى حماية ’شرف’ الأقصى
رام الله، الضفة الغربية – قال يوم السبت عم منفذ الهجوم الفلسطيني الذي قام بقتل ثلاثة أفراد عائلة إسرائيليين يوم السبت في منزل العائلة ليلة الجمعة، إن أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية كانت قد اعتقلت الشاب قبل ثلاثة أشهر.
وقال ابراهيم العبد أن ابن أخيه عمر العبد قضى أسبوعين في سجون السلطة الفلسطينية، وتم استخدام العنف ضده خلال التحقيق معه للاشتباه بتخطيطه لمهاجمة إسرائيليين قبل الإفراج عنه.
وقال والد منفذ الهجوم أن ابنه كان مستاءا إزاء الخسائر الفلسطينية في الأرواح في أعقاب المواجهات العنيفة حول تصاعد التوترات في الحرم القدسي، وأراد حماية شرف المسجد الأقصى.
وقال محمد العبد: “إن شرف المسلمين ليس سوى الحرم. إذا ذهب، فإن شرف المسلمين قد انتهى، وهذا هو الدافع لإبني”.
وكتب العبد على موقع “فيسبوك” قبل خروجه للهجوم بأنه يتوقع أن يُقتل في الهجوم، وأعرب عن رغبته بأن تتم تغطية جسده براية حركة “حماس” وصور للزعيم الفلسطيني السابق، ياسر عرفات.
ولطالما اتهمت إسرائيل عباس والسلطة الفلسطينية بالسماح بالتحريض المعادي لإسرائيل في الخطاب العام الفلسطيني.

في أعقاب هجوم يوم الجمعة، قام الجيش الإسرائيلي بنشر قوات إضافية في الضفة الغربية في محاولة لمنع وقوع المزيد من الهجمات.
صباح السبت، قام الجيش الإسرائيلي بتفتيش منزل عائلة منفذ الهجوم في قرية كوبر الفلسطينية واعتقال أحد أشقائه، وفقا للجيش. وأظهرت مقاطع فيديو نشرها الجيش الجنود يقتادون رجلا مقيد اليدين ومعصوب العينين.
وقال الجيش إن الجنود قاموا بتفتيش المنزل وقياسه تحضيرا لهدمه.
وتم تنفيذ هجوم الجمعة بعد أن قام العبد بالقفز عن السياج في مستوطنة حلميش الواقعة في الضفة الغربية ليدخل بعد ذلك أحد المنازل فيها ويهاجم عائلة كانت تجلس حول مائدة عشاء السبت.
وقال الجيش الإسرائيلي إن العبد قتل أبا وابنه وانته البالغين، في حين أصيبت الأم إصابة بالغة. جندي خارج الخدمة سمع أصوات الصراخ من منزل جيرانه وسارع إلى المكان وفتح النار، ما أسفر عن إصابة العبد الذي تم نقله إلى مستشفى إسرائيلي، بحسب رئيس خدمات الإسعاف الإسرائيلية.
وأظهرت صورة نشرها الجيش أرضية المطبخ مغطاة بالدماء.
وقال إيتاي أورايون، إنه وجد “دماء في كل مكان” في المنزل، وقال للإذاعة الإسرائيلية إن ثلاثة أشخاص كانوا ملقون على الأرض فاقدين للوعي “مع إصابات عميقة جراء طعنهم في كل أنحاء أجسامهم” وبأن الفريق الطبي لم يتمكن من إنقاذ حياتهم.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعرب ليلة السبت عن “أسفه العميق” إزاء الهجوم. وقال في بيان صدر بعد دقائق من انتهاء يوم السبت، “كان هذا عملا إرهابيا نفذه وحش، مشبع بكراهية بغيضة”.

وقام وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ورئيس هيئة الأركان العامة غادي آيزنكوت بزيارة موقع هجوم ليلة الجمعة، حيث دعا ليبرمان عباس إلى التنديد بالهجوم.
يوم الجمعة، اندلعت مواجهات بين آلاف الفلسطينيين وقوى الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس بعد صلاة الظهر. وقُتل ثلاثة فلسطينيين وأصيب العشرات الآخرين جراء إطلاق الرصاص الحي والمطاطي في مواجهات هي الأسوأ في العامين الأخيرين.
الخلافات حول الموقع المقدس لليهود والمسلمين أثارت جولات من المواجهات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الماضي، وكانت هي أيضا السبب في أحداث العنف الحالية التي بدأت في الأسبوع الماضي عندما قام ثلاثة مسلحين من عرب إسرائيل بإطلاق النار من الموقع مستخدمين أسلحة تم تهريبها إلى داخل المسجد الأقصى، ما أسفر عن مقتل شرطيين إسرائيليين.
ردا على الهجوم، قامت إسرائيل بوضع بوابات إلكترونية عند مداخل المجمع الذي تمتد مساحته على 37 فدانا، وقالت إن الأجهزة هي أجراء أمني ضروري لمنع وقوع المزيد من الهجمات.
ويزعم المسلمون أن إسرائيل تحاول توسيع سيطرتها على الموقع، الذي تديره هيئة الأوقاف الإسلامية، تحت غطاء الأمن – وهو ما ينفيه الإسرائيليون – وقاموا بإطلاق صلوات احتجاجية جماعية.
مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية حمّل التحريض الفلسطيني ضد إسرائيل مسؤولية الجولة الأخيرة من أعمال العنف ودعا القادة الفلسطينيين إلى المساعدة في إستعادة الهدوء.
وزعم مايكل أورن، نائب وزير للشؤون الدبلوماسية، السبت أن حركة “حماس” وحكومة عباس استغلتا التوترات للتحريض على العنف. وقال إن المزاعم بأن إسرائيل تعتزم تغيير الترتيبات الحساسة في الحرم القدسي هي “غير صحيحة على الإطلاق”.
ورفض عباس المزاعم الإسرائيلية التي اتهمت الفلسطينيين بالتحريض، وقال إن 50 عاما من السيطرة الإسرائيلية على الأراضي التي يراها الفلسطينيون جزءا من دولتهم المنشودة هي السبب في الغضب الفلسطيني وفي تأجيج العنف.
على الرغم من أن عباس كان قد أدلى بتصريحات شجع فيها المحتجين في الحرم القدسي، بعد أن صرح في عام 2015 إن كل قطرة دم تُنزف دفاعا عن الموقع المقدس هي “طاهرة”، لكنه التزم بالتنسيق الأمني خلال السنوات الـ -12 له في الحكم بين أجهزة الأمن التابعة له وأجهزة الأمن الإسرائيلية ضد عدو مشترك وهو “حماس”.
مساء الجمعة، أعلن عباس عن “تجميد” العلاقات مع إسرائيل “على جميع المستويات” حتى تتم إزالة البوابات الإلكترونية من الحرم القدسي، لكنه لم يقل ما إذا كان ذلك يعني وقف التنسيق الأمني. وستكون لقطع هذه العلاقات تداعيات بعيدة المدى وقد تزيد من حدة التوتر مع إسرائيل.

أورن رأى أن حكم عباس لن يدوم طويلا من دون التنسيق الأمني مع إسرائيل، وإن قطاع العلاقات “يقطع الطرف الذي يجلس عليه”.
حتى لو كان ذلك موجها للإستهلاك الفلسطيني الداخلي، فإن إعلان عباس شكل انتكاسة للجهود التي تبذلها إدارة ترامب لإحياء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي طال أمد جمودها.
تبدو هذه الجهود الآن صعبة حيث يرفض الإسرائيليون والفلسطينيون التزحزح عن مواقفهم في المواجهة حول الحرم القدسي والعنف الذي يهدد بأن يشهد تصعيدا.
يوم السبت أعلن الجيش الإسرائيلي عن إرساله المزيد من القوات إلى الضفة الغربية، من دون الخوض في التفاصيل، لكنه قال إن القرار جاء بعد نشر مئات الجنود يوم الجمعة.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل.