منظمات تستخدم اسلوب العصا والجزرة لإدخال أصوات عربية على الصحافة العبرية
حملة تطلق قاعدة بيانات تضم 100 خبير عربي لتسهيل الوصول إليهم ووضع حد لأعذار الصحافيين
المجتمعان العربي واليهودي منفصلان عن بعضهما البعض إلى حد كبير، وكل طرف منهما لا يعرف سوى القليل عن حياة الآخر. إحدى نقاط التفاعل الوحيدة بين أكبر مجموعتين عرقيتين في إسرائيل هي وسائل الإعلام. ولكن المقابلات مع شخصيات عربية في صحافة التيار السائد الناطقة بالعبرية هي قليلة للغاية، بحسب ما يقوله فريق من المنظمات الإسرائيلية التي تحاول رأب هذا الوضع.
في حين أن العرب يُشكلون خمس سكان إسرائيل، لكنهم بالكاد يشكلون 2-3% ممن يقوم الإعلام العبري بمحاورتهم، بحسب دراسة أجرتها منظمة “سيكوي” الإسرائيلية، التي تسعى إلى الدفع بالمساواة المدنية، و”العين السابعة”، وهي منظمة مستقلة لرصد الإعلام.
الدراسة، التي مولها “صندوق إسرائيل الجديد”، وجدت أيضا أن العرب القلائل الذين تم إجراء مقابلات معهم في الأخبار ظهروا بشكل عام في سياق الصراع العربي-الإسرائيلي السلبي، ما يترك انطباعا مهددا على المشاهدين اليهود، بحسب مؤلفي الدراسة.
في رد على ذلك، بدأت منظمتا “سيكوي” و”العين السابعة” بحملة لإدخال صورة أكثر إيجابية عن العرب لمستهلكي الإعلام الإسرائيلي اليهودي، سواء من خلال جعل الوصول إلى العرب أكثر سهولة للصحافيين، وكذلك فضح أولئك الذين يواصلون التقليل من شأن المجتمع العربي في تغطيتهم الإخبارية.
وقال عيدان رينغ، مدير العلاقات العامة لمنظمة “سيكوي” والمسؤول عن المبادرة، خلال نقاش حول طاولة مستديرة في 6 يونيو، بأن “العرب واليهود لا يلتقون عادة في الحياة اليومية. إعلام التيار السائد هو نقطة رئيسية للتواصل بين المجموعتين، وبالتالي، فهو نقطة تغيير مهمة”.
إحدى الوسائل الهامة التي تم تطويرها ضمن الحملة لتصحيح نقص تمثيل العرب في الإعلام العبري هي موقع “A-List”، الذي أُطلق في أواخر شهر مايو. الموقع يقدم قاعدة بيانات سهلة الإستعمال لحوالي 100 خبير وشخصية عربية في إسرائيل الذين بإمكانهم مناقشة مواضيع مثل البيئة والطب والقانون والتكنولوجيا والهايتك وأكثر منذ ذلك.
قاعدة البيانات الجديدة، التي تم وضعها من قبل منظمة المجتمع المدني “آنو”، تكرس صفحة منظمة للغاية لكل خبير، وتوفر كل المعلومات الضرورية التي قد يرغب كل صحافي أو منتج بمعرفتها، مثل منشورات أو مقابلات صحفية سابقة، وتفاصيل عن مجالات الخبرة ومكان الإقامة والعمل وسبل التواصل معهم.
موقع “A-List”، وفقا لرينغ، يزيل العذر بأنه لا يتم إجراء مقابلات مع خبراء عرب لأنه من الصعب الوصول إليهم بالنسبة للناطقين بالعبرية، أو بسبب ندرتهم.
لكن الحملة لم تبدأ مع “A-List”. منذ شهر مارس، تقوم “سيكوي”، بمساعدة “العين السابعة”، بنشر إحصاءات شهرية حول عدد العرب الذي يتم إجراء مقابلات معهم في أهم وسائل الإعلام الإسرائيلية المطبوعة والمرئية والمسموعة.
الحملة شهدت تحسنا تدريجيا، ولو كان طفيفا، على مدى الأشهر القليلة الماضية. في شهر فبراير، من بين 19 برنامج إعلامي بارز، 3 % فقط من الذين تمت محاورتهم كانوا من العرب. في شهر مارس، بعد البدء بالإصدار الشهري لـ”مؤشر تمثيل العرب”، ارتفع الرقم إلى حوالي 3.5%، في أبريل ارتفع إلى 3.7% وفي مايو إلى 3.8%.
ماذا عن اليهود في الإعلام العربي
وعن السؤال حول ما إذا كان المشروع يُستخدم لزيادة تمثيل اليهود في الإعلام العربي، ردت مديرة مشروع “A-list”، مقبولة نصار، بأن مبادرة كهذه ليست من الأولويات لأن العرب في إسرائيل – الذين بمعظمهم يجيدون العبرية بطلاقة في حين أن معظم اليهود لا يعرفون العربية – يطلعون عادة على الصحافة العبرية.
نصار، وهي أيضا صحافية بارزة في إذاعة “الشمس” الإسرائيلية الناطقة بالعربية، قالت بأن المؤسسة التي تعمل بها تعمل على ضمان أن يكون 20% من الشخصيات التي تقوم بإجراء المقابلات معهم من اليهود.
وقالت نصار أيضا بأنها حصلت على “ردود فعل إيجابية بنسبة 99%” من خبراء عرب تواصلت معهم بشأن قاعدة بيانات “A-List”.