مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة تربط أموال إعادة إعمار غزة بالتقدم نحو إقامة دولة فلسطينية
السفيرة نسيبة تقول للقمة العالمية للحكومات في دبي أن هناك إجماع "قوي جدا" في العالم العربي على عدم تمويل إعادة إعمار القطاع ورؤية ما تم بناؤه مدمرا بعد ذلك
قالت لانا نسيبة مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة اليوم الاثنين إن من الضروري إحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أجل التزام إقليمي بإعادة إعمار غزة.
وأضافت الدبلوماسية الإمارتية أن هناك إجماعا عربيا “قويا للغاية” على أن مثل هذا التقدم ضروري لأي مساهمات في إعادة إعمار غزة بمجرد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وقالت في القمة العالمية للحكومات في دبي: “لا يمكننا الاستمرار في تقديم الأموال ثم رؤية كل ما بنيناه مدمرا”.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عندما نفذت حماس هجوما صادما عبر الحدود على إسرائيل أدى إلى مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين. كما اختطف المسلحون 253 شخصا من جميع الأعمار واحتجزوهم كرهائن. ولا يزال أكثر من نصف المختطفين محتجزين في الأسر.
وردت إسرائيل بحملة عسكرية مدمرة تهدف إلى الإطاحة بنظام حماس في غزة وتحرير الرهائن.
وقالت نسيبة: “من الضروري إحراز تقدم لا رجعة فيه فيما يخص حل الدولتين حتى يسهم الشركاء الإقليميون في الجزء المتعلق بإعادة الإعمار… ويجب أن يكون ذلك شيئا له ضوابط ومعايير دولية ويجب أن يحظى بدعم الولايات المتحدة وجهات فاعلة رئيسية أخرى”.
وساعدت دول الخليج في جهود إعادة الإعمار بعد حروب سابقة. بدأت كل من جولات القتال هذه بإطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل، وتم تنفيذ هجوم 7 أكتوبر أيضا تحت وابل من آلاف الصواريخ التي أمطرها المسلحون على إسرائيل.
لكن حجم الدمار بعد أربعة أشهر من الحرب في غزة غير مسبوق على مدى عقود من الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، إذ طُرد أكثر من 85% من سكان القطاع من منازلهم.
والإمارات واحدة من عدة دول عربية أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية.
وتتوافق تعليقات لانا نسيبة مع موقف السعودية ودول عربية أخرى حول ضرورة إحراز تقدم واضح نحو إقامة دولة فلسطينية.
في الأسبوع الماضي، قال دبلوماسيان عربيان لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن وزراء كبار من السعودية والإمارات وقطر والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية، خلال اجتماعهم في الرياض يوم الخميس، اتفقوا على المضي قدما في خطط طرح رؤية سياسية مشتركة لإعادة بناء قطاع غزة وإقامة دولة فلسطينية بعد الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقد بدأ بالفعل تداول العديد من مسودات الخطط بين الدول، على الرغم من أنه من غير الواضح متى سيتم الكشف عنها.
اجتماع يوم الخميس – الذي تم ذكره لأول مرة في “تايمز أوف إسرائيل” – عُقد مع اختتام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارته الخامسة إلى الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وفي حين يتم استبعاد قطر في كثير من الأحيان من مثل هذه التحالفات نظرا لدعمها لحكومات إسلامية متشددة، فإن قرار ضم الدوحة هو اعتراف بنفوذها على حماس، والذي ترى الدول المشاركة أنه ضروري للتخطيط لمرحلة ما بعد الحرب.
وأوضح دبلوماسي لتايمز أوف إسرائيل أن معظم الدول العربية التي شاركت في اجتماع الخميس لا ترغب في أن يتم ضم حماس إلى القيادة السياسية في غزة بعد الحرب، لكنها تعتقد أن الحركة ستتمكن من البقاء بشكل ما وأن هناك حاجة إلى مستوى من إذعانها من أجل المضي قدما بنجاح في عملية إعادة إعمار غزة.
ويعد هذا التجمع أحدث مثال على الجبهة الموحدة التي يبنيها شركاء إسرائيل العرب وحلفاؤها المحتملون، وهي الجبهة التي تتزايد خلافاتها مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تريد أن تستمر الحرب لأشهر أطول حتى يتم تأمين “النصر الكامل”. ومن ناحية أخرى، فإن تجمع الدول العربية بقيادة السعودية يعرض على إسرائيل شراكة يمكن استخدامها لمحاربة إيران بشكل أكثر فعالية، وهو ما يسعى إليه نتنياهو منذ فترة طويلة.
الرؤية التي سعت الدول العربية إلى تعزيزها في اجتماع الخميس تحظى بدعم إدارة بايدن منذ أشهر، وطرحها بلينكن مرة أخرى على الإسرائيليين خلال زيارته إلى تل أبيب يوم الأربعاء.
وقال بلينكن: “بالإمكان رؤية المسار للمضي قدما بالنسبة لإسرائيل وللمنطقة بأكملها من خلال الاندماج والتطبيع وضمانات أمنية [لإسرائيل]، ومع مسار نحو دولة فلسطينية. هذا يغير المعادلة تماما والمستقبل نحو الأفضل للإسرائيليين وللعرب وللفلسطينيين، وبذلك يعزل مجموعات مثل حماس، ويعزل دولا مثل إيران، التي ترغب بمستقبل مختلف تماما”.
في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس وشنت غارات جوية وهجوما بريا أسفر حتى الآن عن مقتل 27,840 فلسطينيا على الأقل، بحسب وزارة الصحة في غزة. ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل ويُعتقد أنها تشمل المدنيين وعناصر حماس الذين قُتلوا في غزة، بعضهم نتيجة صواريخ طائشة أطلقتها الفصائل المسلحة في غزة. ولقد قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل 10 آلاف من مقاتلي حماس في المعارك بالإضافة إلى 1000 مسلح قُتلوا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.