إسرائيل في حالة حرب - اليوم 588

بحث

منتدى مسيحيي الأرض المقدسة : رد إسرائيل على وفاة البابا يبعث بـ”رسالة استبعاد“

المنظمة المسيحية تطالب القدس بإرسال ممثل رفيع المستوى إلى جنازة البابا، ويدعو إلى التحقيق مع أفراد الشرطة الذين اشتبكوا مع المصلين خلال احتفال ”سبت النور“ الأخير

راهبات يعبرن عن حزنهن خلال قداس تذكاري للبابا فرنسيس في كنيسة القيامة في القدس، 23 أبريل 2025. (AHMAD GHARABLI / AFP)
راهبات يعبرن عن حزنهن خلال قداس تذكاري للبابا فرنسيس في كنيسة القيامة في القدس، 23 أبريل 2025. (AHMAD GHARABLI / AFP)

هاجمت منظمة مدنية مسيحية في إسرائيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعدم تعبيره عن تعازيه للكاثوليك في الأراضي المقدسة بعد وفاة البابا فرانسيس، وطالبته بإرسال ممثلين رفيعي المستوى لحضور جنازة البابا يوم السبت.

وفي رسالة مؤرخة يوم الأربعاء ولكن تم توزيعها يوم الجمعة، طالب وديع أبو نصار، منسق منتدى مسيحيي الأرض المقدسة، بإجراء تحقيق في سلوك الشرطة خلال اشتباكات مع المصلين في كنيسة القيامة الأسبوع الماضي، والاعتراف بـ”مساهمة الكيانات المسيحية في الدولة“.

وكتب أبو نصار إن ”إسكات الحداد على زعيم مسيحي عالمي يبعث برسالة استبعاد وتخل“، مضيفا أن سلوك إسرائيل يشكل ”إهانة جسيمة ليس فقط للمواطنين المسيحيين في إسرائيل، بل للمسيحيين في جميع أنحاء العالم، إن لم يكن للبشرية جمعاء“.

وقال أبو نصار، الذي التقى بالبابا فرانسيس وعمل مستشارا للقادة الكاثوليك في إسرائيل، إنه يكتب ”نيابة عن مئات المواطنين المسيحيين في إسرائيل“، بمن فيهم ”رجال دين والعامة الذين يعملون من أجل تعزيز الوجود المسيحي في الأرض المقدسة“ تحت رعاية المنتدى.

وكتب أبو نصار ”المسيحيون في إسرائيل مواطنون مخلصون وأعضاء أساسيون في المجتمع، يساهمون في تمكين المجتمع الإسرائيلي في جميع القطاعات. إن مساهماتهم في ازدهار المجتمع الإسرائيلي وابتكاره ومرونته عميقة ودائمة“.

أصدر نتنياهو يوم الخميس – بعد يوم من تاريخ الرسالة – بيانا مقتضبا يعزي فيه في وفاة فرانسيس، الذي وترت انتقاداته للحرب في غزة علاقات إسرائيل مع الفاتيكان . جاء البيان بعد أيام من الصمت شهدت قيام وزارة الخارجية الإسرائيلية بنشر ثم حذف رسالة تعزية بعد وفاة البابا بوقت قصير.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يمين) مع البابا فرانسيس في حفل استقبال بمطار بن غوريون في إسرائيل، 25 مايو 2014. (Miriam Alster/Flash90)

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أورين مارمورشتاين إن التمثيل المتواضع لا يشير إلى أي توتر مع الفاتيكان، بل يعود جزئيا إلى تضارب المواعيد مع الجنازة التي تقام في يوم السبت اليهودي، الذي يتطلب من السياسيين الإسرائيليين البقاء على مسافة يمكن قطعها سيرا من مكان الحدث.

واتهم أبو نصار إسرائيل بأن ردها على وفاة البابا فرانسيس كان ”مشينا بشكل خاص في ضوء التحديات المؤلمة والمتزايدة التي يواجهها المسيحيون الذين يعيشون في إسرائيل“، والتي قال الناشط إنها تشمل ”تقليص الإعانات المقدمة للمدارس المسيحية“.

وقال أبو نصار إن الإهانة كانت أشد سوءا لأنها جاءت بعد صدامات في كنيسة القيامة في القدس يوم السبت، حيث ”منعت الشرطة المصلين الذين تجمعوا بشكل سلمي في انتظار النور المقدس – أقدس لحظة في التقويم المسيحي الأرثوذكسي، التي تعلن قيامة يسوع المسيح – من الدخول إلى الكنيسة وقيّدت حركتهم واعتدت عليهم“.

وقال أبو نصار إن صور المواجهة ”صدمت المجتمعات المسيحية في جميع أنحاء العالم وتركت جرحا عميقا في قلوب المسيحيين الإسرائيليين“.

وأضاف: ”هذه الإجراءات… ترمز إلى تزايد التجاهل للوجود المسيحي في إسرائيل، وستكون لها آثار سلبية على صورة إسرائيل ومكانتها في العالم“.

”نحن ما زلنا ملتزمين ببناء مجتمع إسرائيلي يعمل فيه جميع المواطنين من أجل الصالح العام على أساس الاحترام المتبادل“، مضيفا ”لقد حان الوقت للحكومة أن تظهر أنها ملتزمة بنفس القدر بالحفاظ على المجتمع المسيحي في هذه الأرض والقيم المقدسة التي نتمسك بها“.

وكان البابا فرانسيس قد أثار غضب اسرائيل في أواخر حياته عندما انتقد ”قسوة“ إسرائيل في حرب غزة، التي اندلعت عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حركة حماس جنوب إسرائيل في هجوم اسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن.

وقد تركت العديد من تصريحات البابا اليهود والإسرائيليين في حالة من الارتباك في بعض الأحيان، وشعور بأنهم يتعرضون لهجوم في أحيان أخرى.

في مكالمة هاتفية مع الرئيس يتسحاق هرتسوغ في نوفمبر 2023، أفادت التقارير أن فرانسيس قال إنه ”يحظر الرد على الإرهاب بالإرهاب“، في إشارة إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية لتدمير حماس في غزة وإزالة سلطتها وتأمين إطلاق سراح الرهائن.

البابا فرنسيس يصلي من أمام “ميلاد بيت لحم 2024″، عند افتتاحه في قاعة بولس السادس، خلال لقاء خاص مع المتبرعين بمشهد الميلاد وحفل إضاءة شجرة عيد الميلاد في ساحة القديس بطرس، في قاعة بولس السادس في الفاتيكان في 7 ديسمبر، 2024. (Andreas Solaro/ AFP)

يبلغ عدد المسيحيين في إسرائيل حوالي 180 ألف نسمة، يعيش معظمهم في شمال البلاد، وفقا لتقرير نهاية عام 2024 الصادر عن دائرة الإحصاء المركزية، الذي لم يحدد توزيع المسيحيين حسب طوائفهم.

وذكر تقرير صدر العام الماضي أن هناك ”زيادة ملحوظة“ في الهجمات ضد المسيحيين وممتلكاتهم في عام 2023.

وقال مركز “روسينغ” للتعليم والحوار في تقريره بعنوان ”الهجمات على المسيحيين في إسرائيل والقدس الشرقية“ إن السلطات الإسرائيلية عاجزة أو غير معنية في وضع حد لهذه الظاهرة”

وعزت المنظمة غير الحكومية هذا الارتفاع إلى ”المناخ الاجتماعي والسياسي العام“.

اقرأ المزيد عن