مناوشات بين عائلات ثكلى في المقبرة العسكرية ببئر السبع خلال إلقاء بن غفير لكلمته في يوم الذكرى
تصفيق وصيحات استهجان بين المشاركين بعد أن خاطب الوزير اليميين المتطرف الحضور في المراسم؛ اندلاع اشتباكات في الخارج؛ إحدى أفراد العائلات الثكلى تقول إنها وآخرون تعرضوا لهجوم من قبل حشد
اشتبكت عائلات ثكلى في المقبرة العسكرية في بئر السبع يوم الثلاثاء، حيث تصاعدت حدة المشاعر مع ظهور وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير في مراسم أقيمت لإحياء يوم ذكرى قتلى الهجمات ومعارك إسرائيل.
سُمع صراخ عندما بدأ الوزير بإلقاء كلمته، وبعد أن أنهى حديثه حظي بتصفيق البعض وبصيحات استهجان من آخرين، بينما اندلعت مواجهات خارج المقبرة، مع تعرض أفراد العائلات الثكلى للإساءة، وقالت إحداهم إنها وآخرين تعرضوا لاعتداء من قبل حشد من المتطرفين المؤيدين لبن غفير.
مع تصاعد الخلافات المجتمعية بسبب مساعي الحكومة المثيرة للجدل لإعادة تشكيل النظام القضائي، حث بعض أقارب الجنود القتلى أعضاء الائتلاف الحاكم الذين لم يخدموا في الجيش على إلغاء مشاركاتهم في فعاليات يوم الذكرى. دعت العديد من العائلات الثكلى بن غفير – الذي لم يتم تجنيده بسبب أنشطته المتطرفة، وأدين في السابق بالتحريض على العنصرية ودعم جماعة إرهابية – إلى الامتناع عن المشاركة في الحدث في بئر السبع، لكنه أصر على الحضور وإلقاء كلمة.
ساد هدوء شابه التوتر في المقبرة قبل وصول بن غفير. وأغلقت المنطقة المحيطة بالمنصة الرئيسية، مما أدى إلى تعذر الوصول إلى بعض القبور.
بسبب زيارة بن غفير والتكهنات بأن الوزير من الحكومة المتشددة سيواجه صيحات استهجان واحتجاجات، كان هناك تواجد ملحوظ لقوات الأمن في المقبرة.
وصعد بن غفير المنصة من مدخل خلفي، دون أن يكون هناك تواصل مباشر بينه وبين الجمهور.
أغلقت الشرطة وقوات الأمن المدخل الرئيسي على أي حال قبل وقت قصير من بدء المراسم، ولم تسمح سوى للعائلات الثكلى بالدخول. كما تم وضع حواجز لفصل المقبرة المدنية المحلية عن المقبرة العسكرية.
قبل دقائق من انطلاق صفارات الإنذار في الساعة 11 صباحا، صرخ رجل على قوات الأمن، بعد أن مُنع كما يبدو من الوصول إلى قبر شقيقه.
وعرض ضباط عسكريين مرافقة الرجل إلى القبر من خلال المنطقة المغلقة، لكنه رفض.
وصرخ الرجل “قولوا له أن يتوقف عن منع العائلات الثكلى من الوصول إلى قبور أولادهم. لم يمنعني احد يوما من الوصول إلى قبر شقيقي… لا ترافقوني، لم يرافقني أحد طوال 40 أو 50 عاما… ما الذي حدث هذا العام حتى احتاج لمرافقتكم؟”
وصاح رجل آخر في الحشد: “من أنت، ولماذا أنت أفض منا؟”، قبل أن يصرخ باتجاهه قائلا “يساري”
واندلعت مشادة لفظية تحولت إلى جسدية بين عدد من الأشخاص في الجمهور، سُمعت خلاها عبارات شتائم، بينما حاول جنود الفصل بين الطرفين.
עימות בין משפחות שכולות בבית העלמין הצבאי בבאר שבע, על רקע הגעתו של השר איתמר בן גביר לטקס הממלכתי.???? בושה וחרפה pic.twitter.com/DriVRDvIJK
— דורית ????????❤???????? (@doritshw) April 25, 2023
بعد انطلاق صفارات الإنذار بدأ ومع بدء بن غفير بإلقاء كلمته، انطلق الصراخ في المقبرة.
ردا على رجل ثاكل صرخ عليه، قال الوزير: “إنه وطني ويُسمح له بالصراخ… أنا أحني رأسي”، قبل أن يواصل كلمته على خلفية الهمسات بين الجمهور.
وانطلق خليط من التصفيق والصراخ في ختام كلمته.
وصرخ رجل “أخرج من هنا أيها الإرهابي”.
بينما قال آخر “نحبك يا بن غفير”، في حين صرخ آخرون باسمه بينما غادر المقبرة.
בן גביר מסיים לנאום – וזוכה למחיאות כפיים מצד רבים מהקהל.
אחרים צועקים: "לך מפה טרוריסט" pic.twitter.com/zFMA6NknCd— Josh Breiner (@JoshBreiner) April 25, 2023
مغ مغادرة العائلات للمقبرة المكتظة، اندلعت مواجهات خارجها. تبادل عدد من الأشخاص الصراخ فيما بينهم، بينما دخل آخرون في مشاجرات جسدية.
وصاح رجل “أنه يوم الذكرى. لا تتسببوا باضطرابات… احترموا هذا اليوم”، وردت سيدة “أنا يمينية”، قبل أن يتم إلقاء عبوة مياه مفتوحة، تم توزيعها على الجمهور، باتجاهها.
وأظهر مقطع فيديو من خارج المقبرة عائلات ثكلى تصرخ وتتشاجر وأحد مؤيدي بن غفير كما يبدو وهو يصيح: “نفتقد أوشفيتز، نفتقد منغليه”.
وأظهر مقطع فيديو رجلا وهو يصرخ: “بعون الله، سيكون أولادكم هنا في العام المقبل”.
"לכו יא שנואים"
"קישטא! החוצה!"
"מתגעגעים לאושוויץ, מתגעגעים למנגלה"
"יא מנאייק, יא שרמוטות"
"דברים ששמעו ביום הזכרון משפחות שכולות בבית העלמין בבאר שבע".
איפה כל מחפשי הגינויים מימין? בושה. pic.twitter.com/iN4lJrcJvX— שיר נוסצקי Shir Nosatzki (@shirnosa) April 25, 2023
وعمل أفراد الشرطة على الفصل جسديا بين الجانبين مع انتشار الاشتباكات إلى طرق قريبة. لم يتم تنفيذ أي اعتقال.
وقال رعوت أنكونينا، ابنة أخت الرقيب يتسحاق ميفوراخ، الذي قُتل خلال حرب “يوم الغفران” في عام 1973، للقناة 12 إنها وآخرون غادروا المقبرة عندما بدأ بن غفير الكلام، وأنهم بدأوا بالغناء من خارج المقبرة عندما تعرضوا لهجوم من قبل حشد من مؤيدي الوزير اليميني المتطرف.
وقالت قبل أن تقوم أمرأة بوضع يده على الكاميرا ووقف المقابلة، “كان الأمر أسوأ بكثير من أي شيء كنت أتوقعه… لم أتمكن من النوم في الليالي التي سبقت ذلك”.
وقال رئيس منظمة “يد لبانيم” لتخليد ذكرى القتلى من الجنود، إيلي بن-شيم، إن بن غفير هو الملام على الشجارات التي اندلعت في المقبرة ببئر السبع.
وقال بن-شيم، وهو بنفسه والد ثاكل، لموقع “واي نت” الإخباري: “أنا أعتذر للذين سقطوا لأنني لم أتمكن من حفظ كرامتهم. بن غفير لم يتصرف بحكمة، لقد تسبب في اندلاع شجار بين الناس وأحدث شرخا بين العائلات الثكلى”، مضيفا أنه كان ينبغي على بن غفير وضع إكليل من الزهور مثل الوزراء الآخرين وألا يصر على إلقاء كلمة.
وأضاف بن-شيم: “لم يسبق لنا أن رأينا عائلات ثكلى ترفع أيديها على بعضها البعض. طلبنا منه خلال الأسبوعين الأخيرين عدم الحضور، لكنه أصر على ذلك. عليه أن يجري محاسبة للنفس في يوم الغفران حول قيامه بإحداث شرخ بين العائلات الثكلى”.
وأضاف في تصريحات للقناة 12: “حضر نشطاء وصفقوا. لقد كان الأمر مقيتا – سلوك مقيت في مقبرة عسكرية، قدس أقداس دولة إسرائيل. تصفيق للوزير؟ من سمع عن شيء كهذا من قبل؟ لقد أساء لشرف القتلى… كان الأمر مخزيا وأنا أبكى على شهداء بئر السبع”.
وقد واجه العديد من الوزراء الآخرين اضطرابات في مختلف المقابر العسكرية في جميع أنحاء البلاد.