ممثل الجيش الإسرائيلي في فريق التفاوض ينتقد تعامل نتنياهو مع المفاوضات بشأن الرهائن التي يُتوقع استئنافها قريبا
في الوقت الذي اجتمع فيه كابينت الحرب، مكتب نتنياهو يزعم أن التصريحات المسربة من نيتسان ألون، الذي يضغط بحسب تقارير من أجل تنازلات إسرائيلية، تساعد حماس على تشديد موقفها
أعرب مبعوث الجيش الإسرائيلي للمفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة عن فقدان أمله بشأن فرص التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الحالية على رأس السلطة، وفقا لتقرير يوم الأحد، وهو الأحدث في سلسلة من التصريحات المسربة على ما يبدو والتي تشير إلى إحباط الجنرال في الجيش الإسرائيلي من رفض القدس إظهار ليونة أكبر للتماشي مع موقف حماس في المفاوضات.
جاءت تصريحات اللواء (احتياط) نيتسان ألون لمسؤولين في الجيش الإسرائيلي منخرطين في قضية الرهائن، والتي نشرتها أخبار القناة 12، في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل للعودة إلى المحادثات من أجل التوصل إلى اتفاق صعب المنال، مع ضغوط داخلية وخارجية على إسرائيل لإطلاق سراح الرهائن ووقف حملتها العسكرية المستمرة في التصاعد. وسرعان ما انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التقرير، وقال إن التسريب لن يؤدي إلا إلى تعنت حماس في موقفها.
ونقلت القناة عن ألون قوله الأسبوع الماضي في محادثة خاصة: “نحن يائسون. بتشكيلة هذه الحكومة لن يكون هناك اتفاق”.
بحسب التقرير، قال ألون لمسؤولين عسكرين إنه يضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، إلا أن حماس تصر على إنهاء الحرب، وهو شرط يرفضه نتنياهو، الذي يصر على مواصلة القتال حتى القضاء على الحركة.
وقال ألون إن مثل هذا الاتفاق لن يبطل إمكانية القيام بعمل عسكري مستقبلي ضد حماس.
ونُقل عنه قوله “قلت لرئيس الوزراء إنه سيكون بالإمكان العودة إلى القتال في أي لحظة”.
ونفى متحدث باسم ألون إدلائه بمثل هذا التصريح، حسبما أفاد موقع “واينت”، في حين رد الجيش الإسرائيلي بالقول إن التصريحات أخرجت من سياقها وأكد على أن ألون يؤدي مهامه بما يرضي الحكومة.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري ليلة الأحد عندما سُئل عن التقرير في مؤتمر صحفي”لقد تم طرح سؤال على الجنرال ألون من قبل الجمهور حول تأثير القيادة السياسية على المحادثات، وأجاب بأنه بصفته ضابطا بالزي العسكري، لا يمكنه الإجابة على مثل هذه الأسئلة”.
بحسب تقرير لمواقع “واينت” في أواخر الأسبوع الماضي، ضغط ألون مؤخرا على كابينت الحرب لمنح فريق التفاوض مساحة أكبر بمجرد استئناف المفاوضات، وطالب بالحصول على تفويض أكثر تماشيا مع مطالب حماس.
في بيان صدر بعد وقت قليل من تقرير القناة 12 مساء الأحد، انتقد مكتب نتنياهو نشر التصريحات المسربة، وقال إنها “تؤدي فقط إلى تشديد موقف حماس، والمس بالعائلات وتأجيل إطلاق سراح المختطفين”.
وقال مكتب رئيس الوزراء “بينما أعطى رئيس الوزراء نتنياهو مرارا وتكرارا فريق التفاوض تفويضا واسعا لإطلاق سراح المختطفين، يواصل [زعيم حماس في غزة يحيى] السنوار المطالبة بإنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وترك حماس دون مساس، حتى تتمكن من ارتكاب الفظائع التي ارتكبتها في 7 أكتوبر مرارا وتكرارا”.
وعكست انتقادات ألون المزعومة ادعاءات بعض عائلات الرهائن الذين اتهموا نتنياهو وحكومته بعرقلة الصفقة بسبب ما وصفوه اعتبارات سياسية ضيقة أو سياسات متشددة مضللة.
وأشار العديد من السياسيين اليمينيين المتطرفين في ائتلاف نتنياهو الحاكم إلى أنهم يعارضون التعامل مع حماس أو تقديم تنازلات لإطلاق سراح الرهائن، حيث ذهب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى حد التهديد بسحب حزبه “عوتسما يهوديت” من الائتلاف بسبب هذه القضية.
وفي الوقت نفسه، تزايدت في الأسابيع الأخيرة الاحتجاجات المناهضة للحكومة بشكل كبير من حيث الحجم والشراسة والتي تركزت على عدم قدرة الحكومة على التوصل إلى اتفاق، مما يعكس خيبة الأمل العميقة في حقيقة أن إسرائيل لم تتمكن من استعادة الرهائن بعد أكثر من سبعة اشهر.
شنت إسرائيل حربها ضد حماس في أعقاب مذبحة 7 أكتوبر، حيث هاجم الآلاف من المسلحين بقيادة حماس البلدات والمواقع العسكرية في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطاف 252 آخرين. ويُعتقد أن 121 من الرهائن الذين اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة، وأكد مسؤولون إسرائيليون مقتل 37 منهم.
وتحتجز حماس أيضا جثتي الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى المواطنين الإسرائيليين أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015 تباعا.
وقد تعثرت الجهود المبذولة على مدى أشهر للتوصل إلى اتفاق آخر تحت وساطة مصر وقطر والولايات المتحدة. إحدى النقاط الشائكة الرئيسية في المفاوضات هي إصرار حماس على أن يتضمن أي اتفاق وقف إطلاق نار دائم ينهي الحرب.
وتشمل القضايا الأخرى تركيبة وعدد الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل الرهائن، وحرية الحركة للفلسطينيين للعودة إلى شمال غزة بعد نزوح المدنيين جنوبا هربا من الحملة العسكرية الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
ليلة الأحد، اجتمع كابينت الحرب لمناقشة المفاوضات والقتال الجاري في مدينة رفح بجنوب غزة، والتي يُعتقد أنها آخر معقل رئيسي لحركة حماس، بعد أيام من إصدار محكمة العدل الدولية أمرا لإسرائيل بوقف هجومها على المدينة أو إيقافه جزئيا.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع على تفكير نتنياهو ل”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأحد أنه تم إبلاغ الجيش بتخفيف الحملة في رفح، احتراما لمفاوضات الرهائن وتحت ضغط من لاهاي. وقال المصدر إن الجيش سيواصل القتال لكن بطريقة أكثر تحفظا.
وقال مسؤول مصري مطلع على الأمر لشبكة CNN يوم الأحد إنه من المقرر استئناف المحادثات غير المباشرة حول الصفقة يوم الثلاثاء.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير ل”تايمز أوف إسرائيل” يوم السبت أنه من المقرر استئناف المحادثات هذا الأسبوع بعد عودة رئيس الموساد دافيد برنياع، الذي يقود المفاوضات، إلى إسرائيل بعد اجتماع في باريس يهدف إلى “بناء الأساس” لاستئناف المحادثات.
وأضاف المسؤول أن برنياع ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ويليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اتفقوا على استئناف المحادثات في الأسبوع المقبل بشأن “مقترحات جديدة يقودها الوسطاء مصر وقطر بمشاركة نشطة من الولايات المتحدة”.
خلال محادثات باريس، عرض برنياع على بيرنز وآل ثاني الاقتراح الإسرائيلي الأخير، وأطلعه مدير ال”سي آي ايه” على الحلول الممكنة لقضايا غير محددة محل خلاف في الجولات الماضية من المحادثات، وفقا للمسؤول.
لكن حماس قالت يوم الأحد إنها لم تتلق أي اقتراح جديد من المفاوضين. وقال المسؤول في حماس، عزت الرشق، في بيان إن الحركة ثابتة على موقفها المطالب بـ”وقف دائم وكامل” للعمليات العسكرية الإسرائيلية “في كل قطاع غزة، وليس في رفح فقط”.
وقال وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي زار القوات في رفح يوم الأحد، إن إسرائيل “تبذل جهودا جبارة [لإعادة الرهائن] بكل الطرق الممكنة، سواء بشكل فعلي أو من خلال التوصل إلى صفقات”.
وأضاف “إن هدفنا في قطاع غزة أصبح أكثر حدة هنا في رفح – وهو القضاء على حماس وإعادة الرهائن والحفاظ على حرية العمل”.
وأصر رئيس حزب “الوحدة الوطنية”، بيني غانتس، الذي يشكل مع نتنياهو وغالانت ثلاثي كابينت الحرب، على أن إسرائيل لن توقف حملتها ضد حماس، بينما تترك الباب مفتوحا أمام إمكانية إيقافها مؤقتا.
وقال غانتس، متحدثا بعد وابل من الصواريخ التي أطلقت من غزة واستهدفت تل أبيب لأول مرة منذ حوالي أربعة أشهر: “الصواريخ التي تم إطلاقها من رفح اليوم تثبت أن جيش الدفاع يجب أن يعمل في كل مكان لا تزال حماس تعمل منه، وعلى هذا النحو، سيواصل جيش الدفاع العمل حيثما كان ذلك ضروريا”.
وأضاف “إن [حركة] حماس الإرهابية هم مجرمو حرب، ونحو عازمون على جعلهم يدفعون ثمن جرائمهم – سواء عاجلا أم آجلا”.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان ولازار بيرمان.