ممثلة إسرائيل يوفال رفائيل تتأهل إلى نهائي “يوروفيجن” بعد أداء مذهل
المغنية، وهي ناجية من مذبحة مهرجان نوفا الموسيقي، تقول إنها تمكنت من رؤية الأصدقاء الذين تعرفت عليهم في الملجأ خلال الهجوم وسط الحشد، وأن ذلك ”منحها قوة كبيرة“.
تأهلت ممثلة إسرائيل، المغنية يوفال رافائيل، إلى نهائي مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” 2025 بعد أدائها في نصف النهائي الذي أقيم مساء الخميس.
قدمت الشابة البالغة من العمر 24 عاما من مدينة رعنانا، وهي ناجية من مذبحة مهرجان “نوفا” الموسيقي في 7 أكتوبر، أداءً قويا لأغنيتها المؤثرة ”New Day Will Rise“ أمام الجمهور في مدينة بازل السويسرية.
بينما قال الحاضرون في القاعة إن صيحات استهجان قليلة سُمعت خلال أدائها، لم يُسمع سوى هتافات التشجيع في البث التلفزيوني المباشر. كما لم يُشاهد سوى عدد قليل من الأعلام الفلسطينية بين الحضور، على الرغم من المخاوف من وجود حضور قوي.
أثناء أدائها، صعدت رافائيل درجا في ثريا ضخمة ووقفت على شرفة قال المنتجون الإسرائيليون إنها كانت ترمز إلى الصورة الشهيرة لمؤسس الصهيونية ثيودور هرتسل على شرفة في بازل خلال المؤتمر الصهيوني الخامس عام 1901.
بعد خروجها من المسرح، قالت رافائيل إنها رأت بطريقة ما بين الحشود زملاءها الناجين من الملجأ حيث اختبأت تحت الجثث لساعات في 7 أكتوبر حتى تم إنقاذها.
وقال رفائيل في مقطع فيديو نشرته هيئة البث الإسرائيلية “كان”: ”نظرت إلى الجانب، ورحبت بالجمهور، ثم رأيت أصدقائي من الملجأ. فجأة، رأيت صديقي المقرب يلوح لي من أعلى، وبطريقة ما تمكنت من رؤيتهم، وكنت في حالة صدمة. منحني ذلك قوة كبيرة“.
יום חדש יזרח ???????? ???? הביצוע המלא של יובל רפאל בחצי גמר האירוויזיון 2025 pic.twitter.com/HwtBbA9vrZ
— כאן (@kann) May 15, 2025
تأهلت رافائيل يوم الخميس، إلى جانب ليتوانيا، والدنمارك، ومالطا، ولاتفيا، وأرمينيا، والنمسا، واليونان، ولوكسمبورغ، وفنلندا.
وستتنافس خلال النهائي الكبير ليلة السبت ضد تلك الدول والمتأهلين من نصف النهائي يوم الثلاثاء – أيسلندا، وبولندا، وإستونيا، والسويد، وأوكرانيا، والبرتغال، والنرويج، وسان مارينو، وألبانيا، وهولندا – بالإضافة إلى ”الخمسة الكبار“ في مسابقة يوروفيجن، وهم المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والفائزة العام الماضي، سويسرا.
ولا يعلن المنتجون النتائج الكاملة لنصفي النهائي – التي تعتمد فقط على تصويت الجمهور – إلا بعد النهائي.
على عكس الدور نصف النهائي، ستستند نتائج النهائي إلى مزيج بنسبة 50/50 من تصويت الجمهور عبر الهاتف وتصويت لجنة التحكيم — حيث تختار لجان تحكيم محترفة من جميع البلدان المشاركة البالغ عددها 37 بلدا المرشحين المفضلين لديها.
اندلعت احتجاجات صغيرة متعارضة بين مؤيدي إسرائيل ومعارضيها في بازل مساء الخميس، ومن المقرر تنظيم احتجاج أكبر ضد إسرائيل ليلة السبت، على الرغم من أن الجهود تبدو ضئيلة مقارنة بالمظاهرات في العام الماضي في مدينة مالمو بالسويد.
في وقت سابق من يوم الخميس، خلال بروفة حية، قامت مجموعة صغيرة من الأشخاص بإطلاق صيحات استهجان والتلويح بأعلام فلسطينية أثناء أداء رافائيل.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، التي تنظم فعاليات المسابقة هذا العام، في بيان إن المجموعة كانت تحمل أعلاما تتجاوز الحدود المسموح بها، وإن ”أفراد الأمن تمكنوا من التعرف بسرعة على المتورطين ومرافقتهم إلى خارج القاعة“، مضيفة أن ”المنظمين ملتزمون بتوفير بيئة محايدة وآمنة وشاملة ومحترمة في مسابقة الأغنية الأوروبية“.
وقد سعى عدد من الرسائل والنداءات العامة إلى منع إسرائيل من المشاركة في المسابقة، بما في ذلك من قبل عدد قليل من أعضاء البرلمان الأوروبي وبضع عشرات من المتسابقين السابقين والفائز في المسابقة العام الماضي. كما قدمت محطات البث العامة في أيسلندا وإسبانيا وسلوفينيا وأيرلندا، التي تشارك جميعها في مسابقة يوروفيجن هذا العام، شكاوى إلى المنظمين ضد مشاركة إسرائيل، لكنها لم تنسحب من المسابقة احتجاجا على مشاركة اسرائيل.
وقد ظل اتحاد البث الأوروبي ثابتا في رفضه لهذه الدعوات هذا العام والعام الماضي، مؤكدا أن المسابقة هي بين هيئات البث العامة، وليس بين الحكومات، وأن هيئة البث الإسرائيلية “كان” مؤهلة تماما للمشاركة.
وقال وزير الثقافة الألماني وولفرام فايمير أمام البرلمان يوم الأربعاء إن ”دعوات المقاطعة والتهديدات والهجمات اللفظية على المغنية الإسرائيلية، التي نجت بنفسها من المذبحة الجماعية التي ارتكبتها حماس في مهرجان نوفا الموسيقي لأنها اختبأت تحت الجثث، هي من وجهة نظري فضيحة لا يمكن التسامح معها“.
وتظاهر حوالي 200 شخص، الكثير منهم لفوا أنفسهم بأعلام فلسطينية، في وسط مدينة بازل مساء الأربعاء، مطالبين بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وطرد إسرائيل من مسابقة يوروفيجن. وسار المتظاهرون في صمت في شارع صاخب بالموسيقى وأجواء احتفالية بمناسبة المسابقة.
وقد شوهد عدد كبير من الأعلام الفلسطينية على طول مسار الموكب خلال حفل ”السجادة الفيروزية“ الذي أقيم مساء الأحد، وهو الحفل الرسمي لافتتاح مسابقة يوروفيجن.
وقدمت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، التي تنظم مشاركة إسرائيل في الحدث، شكوى إلى الشرطة السويسرية بعد أن قام رجل رفع علم فلسطين وارتدى الكوفية بإيماءة تشير إلى الذبح تجاه الوفد الإسرائيلي وبصق على أعضائه. وقالت هيئة البث إن الشرطة السويسرية أخذت إفادات من شهود عيان وتعهدت بالتحقيق في الحادث بشكل كامل.
تكون القواعد المتعلقة بالأعلام أكثر صرامة خلال العروض الحية، حيث يُحظر استخدام ساريات الأعلام، ويكون حجم الأعلام محدودا، ولا يُسمح لكل فرد من الجمهور بحمل سوى علم واحد. كما تم تشديد القواعد هذا العام بالنسبة للفنانين، حيث يُسمح لهم فقط بعرض علم بلدهم في أي فعالية رسمية.
وتضمنت أغنية ساخرة بعنوان ”صنع في سويسرا“ غُنيت خلال استراحة في الدور نصف النهائي الأول يوم الثلاثاء، الكلمات التالية ”والآن تفهمون أن/ مثل السويسريين، يوروفيجن غير سياسي، محايد تماما/ لا يهم إذا كنت صالحا أو متوحشا“، والتي فسرها العديد من المشاهدين على أنها إشارة إلى مشاركة إسرائيل.
فازت إسرائيل بالمسابقة أربع مرات خلال 52 عاما من تاريخها: في 1978 و1979 و1998 ومؤخرا في 2018 من خلال أغنية ”Toy“ للفنانة نيطع برزلاي. على الرغم من أن عددا من الدول أعربت عن رفضها لاستضافة إسرائيل للمسابقة في تل أبيب عام 2019، إلا أن أيا منها لم تنسحب من المسابقة في النهاية.
ساهمت وكالات في هذا التقرير.