ملكة جمال العراق السابقة تقوم بجولة في البلدات الإسرائيلية المدمرة وتقول إن “الأمر لا يتعلق بتحرير فلسطين”
سارة عيدان، المرشحة للكونغرس الأمريكي، والتي تم سحب جنسيتها العراقية في عام 2019 بعد دعمها لإسرائيل في الأمم المتحدة، تقوم إنها تعتزم أن تكون ديمقراطية "مناهضة للفرقة".
قامت سارة عيدان، ملكة جمال العراق السابقة والمرشحة لانتخابات الكونغرس الأمريكي 2024، بجولة في البلدات الإسرائيلية المدمرة في منطقة غلاف غزة هذا الأسبوع، تعبيرا عن تضامنها مع الدولة اليهودية وهو ما تسبب في عام 2019 بسحب جنسيتها العراقية.
في مقابلة أجرتها معها القناة 12، شرحت عيدان، المرشحة لتمثيل الدائرة الثلاثين للكونغرس في كاليفورنيا، إنها اضطرت أن تظهر لـ “ناكري 7 أكتوبر” من بين عشرات الآلاف من متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي، حقيقة ما حدث في إسرائيل في 7 أكتوبر، عندما اقتحم حوالي 3 آلاف من مسلحي حماس جنوب البلاد وقتلوا حوالي 1200 شخص واختطفوا 240 آخرين إلى غزة.
وقالت إنها تشعر بالغثيان عندما تسمع الطلاب في الجامعات الأمريكية يقولون إن هجوم حماس كان بمثابة عمل من أعمال الدفاع عن النفس.
في حديثها مع القناة 12 يوم الثلاثاء قالت عيدان: “أريد منهم أن يروا الرعب الذي سبب الحرب على غزة. العالم يصرخ ’فلسطين حرة’ ولم يكن الأمر يتعلق أبدا بتحرير فلسطين. الأمر لا يتعلق بتحرير فلسطين – بل بقتل عائلات بريئة وحرقهم أحياء. هذا ليس تحريرا لفلسطين، هذا إرهاب”.
ولدى عيدان خبرة سابقة مع الجهاديين. في عام 2008، عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، بعد أن تعلمت اللغة الإنجليزية عندما كانت لاجئة في سوريا بسبب الحرب في العراق، عرضت خدماتها كمترجمة للقوات الأمريكية في العراق. أثناء خدمتها العسكرية، كما روت في منشور على منصة X مؤخرا، ساعدت القوات الأمريكية في قتال جماعة حماس في العراق، وهي جماعة منفصلة عن الحركة الفلسطينية.
وقالت عيدان عبر منصة X في منشور لها نشرته مؤخرا، “وهكذا، كنا نحن والجيش الأمريكي والجيش العراقي نقاتل حماس [العراقية] معا. قولوا لي، إذا كانت حماس تحاول تحرير العراق، فلماذا كانوا يحاولون عرقلة عملية قيام العراقيين بتشكيل حكومتهم والاستقلال؟”، وفي حديثها مع القناة 12 قالت “هنا بالضبط نفس الحرب، نفس الأعداء”.
يمثل حاليا المقاطعة في كاليفورنيا التي تخوض عيدان الانتخابات لتمثيلها النائب الديموقراطي المؤيد لإسرائيل آدم شيف، الذي سيخلي المقعد من أجل الترشح لمجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2024. وتشمل المقاطعة مدينتي بوربانك، وويست هوليود، وأجزاء من غلينديل و باسادينا.
وقالت عيدان للقناة 12 إنها تنوي بصفتها مرشحة ديمقراطية أن تكون “مناهضة للفرقة”، في إشارة إلى مجموعة من الديمقراطيين التقدميين في أقصى اليسار الذين يتبنون مواقف تنتقد إسرائيل بشدة، ومن بينهم النائبات رشيدة طليب وألكسندريا أوكاسيو-كورتيز وأيانا بريسلي وإلهان عمر.
وقالت: “الأمر لا يتعلق بالعراق. لقد ضاع العراق بالفعل. خسرت بلدي للنظام الإيراني وللإسلاميين المتطرفين ولن أتمكن من العيش هناك أبدا. لذا فإن الولايات المتحدة هي موطني الوحيدة وينبغي علي حماية وطني وللأسف فإن الفرقة، عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، أشعر أنهم لا يتمعتون بالخبرة، ويتم تلقينهم ما يقولونه”.
في الجولة التي قامت بها هذا الأسبوع في إسرائيل، ارتدت بنطالا بألوان عسكرية وقميصا رماديا كُتب عليه “قاوم” (fight back) مع طلاء أظافر باللونين الرمادي والأسود وحذاء قتالي باللون البيج لنقل رسالة. ووصفت ما ارتدته بأنه زيها الرسمي في العراق وقالت “قلت لنفسي إذا كنت سآتي إلى منطقة حرب، إذا حدث لي أي شيء، فأنا أريد أن أموت بهذا الزي. لقد شهد هذا الحذاء الحرب والانفجارات والانتحاريين والقناصة، كل شيء”.
أثارت المرشحة العراقية لملكة جمال الكون لعام 2017 ضجة دولية بعد أن التقت والتقطت صورة “سيلفي” مع ملكة جمال إسرائيل أدار غندلسمان في لاس فيغاس، وعلقت عليها: “السلام والحب من ملكة جمال العراق وملكة جمال إسرائيل”. لا تزال الاثنتان صديقتين مقربتين، وقد التقيتا هذا الأسبوع في “ساحة المخطوفين” في تل أبيب خلال رحلة عيدان الثالثة إلى إسرائيل.
وفي غضون ثلاثة أيام من نشر أول صورة شخصية لها في عام 2017، حولت ردود الفعل العنيفة على الصورة عائلتها إلى لاجئين مرة أخرى حيث أجبرت العائلة على مغادرة العراق والهجرة إلى الولايات المتحدة.
ينطلق هذا الغضب ضدها وضد عائلتها في كل مرة تنشر فيها أخبارا عن إسرائيل، وقد فقدت جنسيتها العراقية في عام 2019 بعد خطاب ألقته في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ذكرت فيه أن الصراع العربي الإسرائيلي لم يكن قائما على خلافات سياسية حقيقية. لكنه “متجذر بعمق في أنظمة المعتقدات التي يتم تدريسها في الدول الإسلامية، والتي تعتبر معادية للسامية”، وأضافت أن هذه “الكراهية والتعصب” تعززهما “وسائل الإعلام المتحيزة”.
هذا الأسبوع في كيبوتس كفار عزة، شاهدت عيدان الدمار الذي ألحقته حماس، بما في ذلك ضد عائلة عيدان الإسرائيلية. تم اختطاف الطفلة أفيغايل (4 سنوات) على يد مسلحي حماس في 7 أكتوبر، في حين قُتل والدها روعي عيدان ووالدتها سمدار، بينما اختبأ شقيقاها ميخائيل وأماليا (9 و 6 سنوات) لمدة 14 ساعة في خزانة في منزلهما. تم إطلاق سراح أفيغايل، التي تحمل الجنسية الأمريكية-الإسرائيلية المزدوجة، في 26 نوفمبر في إطار هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحماس توسطت فيها قطر والولايات المتحدة.
وفي حديثها مع مرشدتها من الجيش الإسرائيلي، سألت عيدان: “هذه عائلة عيدان؟ مثل ع-ي-د-ا-ن؟ هذا هو اسم عائلتي”.
وكان اسمها “الذي يبدو يهوديا” هو ما أثار نظريات المؤامرة في أعقاب صورتها مع ملكة جمال إسرائيل في عام 2017 ، حيث اتُهمت بأنها عميلة للموساد وأنها هي نفسها يهودية. من خلال هذه التجربة، بدأت، كما تقول، بفهم طبيعة معاداة السامية.
عند قراءتها للتعليقات باللغة العربية على منشوراتها الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي حول 7 أكتوبر، قالت إنها لا تصدق عندما ترى الناس يجيبون: “عاشت حماس، جزاهم الله خيرا على ما فعلوه”.
ورسمت عيدان أوجه الشبه بين مشهد الحرب الأمريكية في العراق وحرب إسرائيل مع حماس، وعدد الضحايا في كلا الصراعين.
وقالت: “لم يقتل أحد الشعب العراقي بقدر ما قتل العراقيون الشعب العراقي”، في إشارة إلى عهد صدام حسين، الذي استخدم مدرسة طفولتها كدرع بشري للتسلح، وكذلك التمرد العنيف الذي أعقب الإطاحة به من الحكم.
“لقد قتلتنا الحرب الأهلية والإسلام الرديكالي وهذا حرفيا ما أراه يحدث مع الفلسطينيين”.
وقالت عيدان للقناة 12 إنها تفاجأت بعدم وجود انتفاضة شعبية ضد حماس في غزة.
“الأمر المحزن حقا هو أن سكان غزة لم يتخذوا أي إجراء ضد حماس. ماذا ينتظرون؟ في العراق، كان لدينا صدام حسين وكان وحشيا ولم يتمكن العراقيون من الوقوف في وجهه حقا، ولكن في اللحظة التي دخلت فيها الولايات المتحدة ذهبوا وأسقطوا تماثيله واحتفلوا بالنصر”.
وأضافت: “ما لا أفهمه هو لماذا، عندما دخل الجيش الإسرائيلي إلى غزة للقضاء على حماس، لماذا لا يساعد سكان غزة الجيش الإسرائيلي. لماذا لم ينتهزوا هذه الفرصة للانقلاب على حماس لأن حماس الآن ضعيفة. فهل يوافقون إذن؟ هل يوافقون على القتل؟ آمل ألا يكون ذلك صحيحا”.