ملفات استخبارات أمريكية مسربة: إيران تهرب أسلحة في شحنات المساعدات لسوريا بعد الزلزال
قالت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلاً عن تقييم سري ومسؤول عسكري إسرائيلي، إن وكلاء إيران في العراق يعملون مع "فيلق القدس" لنقل الأسلحة عبر الحدود، بما في ذلك الطائرات المسيّرة
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” يوم الأحد أن إيران والجماعات المتحالفة معها تقوم بتهريب أسلحة إلى سوريا مخبأة في شحنات مساعدات أُرسلت في أعقاب الزلزال المدمر الذي وقع في وقت سابق من هذا العام.
واستشهدت الصحيفة بتقييم سري للمخابرات الأمريكية تمت مشاركته على منصة Discord، حيث تم تداول وثائق حكومية أمريكية حساسة أخرى مؤخرًا. وتم توجيه الشهر الماضي لمشتبه به متهم بتسريب الملفات.
وبحسب التقرير، تم نقل العديد من الأسلحة – من بينها أسلحة صغيرة وذخيرة وطائرات مسيرة – من العراق في قوافل نظمتها الميليشيات المدعومة من إيران إلى جانب “فيلق القدس”، وحدة العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني.
وأشار ملف المخابرات إلى أن إيران تحركت بسرعة لاستغلال زلزال 7 فبراير الذي أودى بحياة عشرات الآلاف في سوريا وتركيا المجاورة، حيث زُعم أن يوما بعد وقوعه، قامت ميليشيا عراقية غير محددة “بتنظيم نقل بنادق وذخيرة و30 [طائرة مسيرة] مخبأة في قوافل مساعدات لدعم الهجمات المستقبلية على القوات الأمريكية في سوريا”.
وأضاف الملف أنه بعد أيام، طلب ضابط في “فيلق القدس” من قوة عراقية أخرى شبه عسكرية إخفاء الأسلحة “ضمن مساعدات مشروعة”. ونُقل عن ضابط إيراني آخر قوله إن لديه قائمة بـ”مئات” مركبات النقل التي عبرت الحدود إلى سوريا من العراق منذ الزلزال.
وذكر التقرير أن “رئيس أركان” قوات الحشد الشعبي العراقية، في إشارة على ما يبدو إلى عبد العزيز المحمداوي – الذي يخضع لعقوبات أمريكية – كان متواطئا في عملية التهريب. ونفت قوات الحشد الشعبي، وهي منظمة جامعة لميليشيات تتمتع بدعم إيران، أن تكون هي أو الجماعات التابعة لها قد استغلت شحنات المساعدات لنقل أسلحة إلى سوريا.
ولم يعلق مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على المسألة، لكن نفى مسؤول رفيع آخر مزاعم التهريب الواردة في الوثيقة الأمريكية، ووصفها بأنها “مزيفة”، مدعيا أنه لا يوجد حاجة لاخفاء شحن الأسلحة إلى سوريا.
وقال المسؤول العراقي أنه “في الواقع، الحدود مفتوحة على مصراعيها؛ ما زلنا نعاني من التسلل غير القانوني عبر الحدود السورية. مما يعني أنه إذا كانت هذه المستندات صحيحة، فيمكن [نقل الأسلحة] في أي وقت. لما الانتظار لقافلة مساعدات كمبرر؟”
وقالت الصحيفة إن مسؤولا عسكريا إسرائيليا لم تذكر اسمه أكد تورط “فيلق القدس”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وذكر التقرير أيضا إن شحنات المساعدات تعقّد استهداف إسرائيل لشحنات الأسلحة لوكلاء إيران. لكنه توقع أنه “من المرجح جدا” أن تواصل القوات الإسرائيلية العمل لاعتراضها لكنها ستحتاج إلى “تأكيد استخباراتي أكثر صرامة قبل ضرب شحنات المساعدات المزعومة”.
وللولايات المتحدة نحو 900 جندي في مواقع في شمال شرق سوريا لمواصلة الضغط على فلول تنظيم الدولة الإسلامية ودعم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والتي تسيطر على معظم مناطق شمال شرق سوريا. كما أنها تحافظ على قاعدة التنف في جنوب سوريا، والتي استُهدفت في هجمات طائرات مسيرة إيرانية.
وفي مارس، قُتل متعاقد عسكري أمريكي في سوريا بطائرة مسيّرة، مما أدى إلى هجوم انتقامي أمريكي على القوات المرتبطة بإيران في البلاد.
ويأتي تقرير “واشنطن بوست” بعد أن ذكرت وكالة “رويترز” الشهر الماضي أن إيران نقلت أسلحة وعتادًا عسكريًا إلى سوريا ضمن شحنات مساعدات إنسانية أرسلت في أعقاب الزلزال الأخير.
في غضون أيام من الزلزال، نقل موقع “إيلاف” الإخباري السعودي عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إنه إذا كانت إيران تشحن أسلحة إلى وكلائها الإقليميين تحت غطاء المساعدات الإنسانية لسوريا بعد الزلزال الكبير هناك، فلن يتردد الجيش الإسرائيلي في شن ضربات.
وقد نُسب إلى إسرائيل مؤخرا عدة غارات جوية ضد شحنات أسلحة إيرانية مزعومة أرسلت تحت غطاء منتجات تبدو غير ضارة.
يُعتقد أن إسرائيل نفذت مئات الضربات على أهداف داخل الأجزاء التي يسيطر عليها النظام في سوريا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الهجمات على مطاري دمشق وحلب، لكنها نادرا ما تقر بالعمليات أو تناقشها.
ومع ذلك، أقرت إسرائيل بأنها تستهدف قواعد الجماعات المتحالفة مع إيران، مثل حزب الله اللبناني، الذي أرسل آلاف المقاتلين لدعم قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
تعتبر إسرائيل التوسع الإيراني في جميع أنحاء سوريا تهديدا مستمرا لأمنها القومي، وقد شنت ضربات على مجموعة واسعة من الأهداف في محاولة لكبح القوات الإيرانية في المنطقة. تعتبر إسرائيل إيران أكبر عدو لها، مستشهدة بخطابها العدائي ودعمها لجماعات متطرفة مثل حزب الله وبرنامجها النووي المزعوم. وتنفي إيران مزاعم الغرب بأنها تسعى لامتلاك قنبلة نووية.