مكتب رئيس الوزراء: سيتم نقل أدوية حيوية إلى الرهائن الإسرائيليين في غزة في الأيام المقبلة
وبحسب ما ورد سيسهّل الصليب الأحمر عمليات النقل؛ حماس تخشى من أن يساعد التسليم إسرائيل في تحديد موقع الرهائن؛ الصفقة ستشهد أيضا دخول الأدوية للفلسطينيين إلى القطاع
أعلن مكتب رئيس الوزراء في بيان مساء الجمعة أنه تم التوصل إلى اتفاق يقضي بتسليم أدوية حيوية للرهائن الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة.
وأضاف البيان أنه سيتم تسليم الأدوية للرهائن خلال الأيام القليلة المقبلة.
وذكرت القناة 12 أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستسهل عملية النقل.
ويعتقد أن 132 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعا على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر.
ولم تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول إلى الرهائن منذ أن تم اختطافهم خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل، عندما قتل مسلحون 1200 شخص واختطفوا 240 آخرين. وواجه الصليب الأحمر انتقادات لفشله في زيارة الرهائن أو حتى ضمان وصول الأدوية التي هم بأمس الحاجة إليها.
وقال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن قائمة الأدوية للرهائن ستشمل أدوية تُعتبر من قبل أطبائهم “منقذة للحياة” ويُعتقد أنها تشمل أدوية لمن يعانون من أمراض مزمنة وأمراض في القلب وارتفاع ضغط الدم والربو.
بحسب المسؤول فإن المفاوضات كانت معقدة لأن حماس كان تخشى أن يؤدي نقل الأدوية إلى الرهائن إلى اكتشاف إسرائيل لمكان احتجاز الرهائن.
وقال المسؤول إن إسرائيل كانت تضغط منذ البداية على تحويل الأدوية للرهائن، ولكن حماس كانت ترفض التعاون حتى هذا الأسبوع.
ورضخت الحركة وسط ضغوط متزايدة مارستها قطر، بحسب المسؤول.
وقال المسؤول إنه في إطار الاتفاق، وافقت إسرائيل على توسيع دخول الأدوية للفلسطينيين في إطار المساعدات الانسانية التي تدخل غزة.
الاتفاق الذي توسطت فيه قطر مع حركة حماس أشرف عليه رئيس وكالة التجسس “الموساد” دافيد برنياع ووافق عليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفقا لبيان مكتب رئيس الوزراء.
وجاء الإعلان بعد يوم من كشف صحيفة “نيويورك تايمز” عن وجود مفاوضات متقدمة بوساطة قطرية بين إسرائيل وحماس تهدف إلى تحويل الأدوية للعديد من الرهائن الذين يحتاجون إليها.
وأفادت القناة 12 أن الاتفاق لتحويل الأدوية إلى الرهائن في غزة لا يجب تفسيره على أنه خطوة نحو صفقة جديدة محتملة لإطلاق سراحهم.
بعد وقصت قصير من الإعلان عن الاتفاق، أصدر منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين بيانا طالبت فيه العائلات برؤية “دليل مرئي” على أن أحبائها يتلقون أدويتهم بالفعل.
وجاء في بيان منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين “بعد 98 يوما في أنفاق حماس، يواجه جميع الرهائن خطرا مميتا فوريا وهم بحاجة إلى أدوية منقذة للحياة. بالإضافة إلى الأدوية، يحتاج الرهائن أيضا إلى علاج طبي مكثف”، وأضاف البيان “ينبغي على كابينت الحرب أن يطلب دليلا مرئيا يثبت بأن الأدوية وصلت إلى الرهائن”.
بحسب تقرير نشره منتدى المخطوفين هذا الأسبوع فإن ثلث الرهائن المحتجزين في غزة يعانون من أمراض مزمنة تتطلب رعاية طبية منتظمة، بما في ذلك “مرض السكري، هشاشة العظام، فقر الدم، الربو، أمراض التهابات الأمعاء مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، أمراض جلدية التهابية، مرض أديسون، السرطان، التهابات المسالك البولية المتكررة، قصور الغدة الدرقية، أمراض القلب، الصرع وارتفاع ضغط الدم”.
وسرد التقرير حالات محددة، بما في ذلك الرهائن الذين تم أسرهم بدون نظاراتهم وأجهزة السمع وأجهزة المساعدة على الحركة التي “تم كسر [بعضها] عمدا لإذلالهم وبالتالي إلحاق الأذى بهم”.
عشرة بالمئة من الرهائن المتبقين في الأسر فوق سن 65 عاما، وفقا للتقرير، و 75٪ منهم يعانون من أمراض مزمنة غير معدية.
وعلقت شيلي شيم طوف، التي يتواجد ابنها عومر البالغ من العمر 21 عاما من بين الإسرائيليين المحتجزين في غزة، على الإعلان عن نقل الأدوية إلى الرهائن في الأيام المقبلة.
وقالت للقناة 12: “لا أعرف كيف وضعه الصحي بعد 100 يوم بدون جهاز الاستنشاق. أريد فقط أن يعود إلى المنزل”.
كان عومر يحضر الحفل الموسيقي في رعيم في 7 أكتوبر عندما بدأت حماس هجومها.
ويعاني الشاب من الربو، وكذلك من مرض الاضطرابات الهضمية (سيلياك)، الذي لا يتطلب أدوية، ولكنه يعني أن تناول الطعام الذي يحتوي على الغلوتين – مثل الخبز، والذي قال العديد من المفرج عنهم أنه كان الطعام الرئيسي الذي قدمته لهم حماس في الأسر – يشكل خطرا عليه.
وقالت شيلي شيم طوف: “الهواء مهم للغاية بالنسبة له، والآن ليس لديه هواء”، في إشارة كما يبدو إلى حقيقة أنه يُعتقد أن العديد من الرهائن محتجزون في أنفاق حماس عميقا تحت الأرض في غزة.
وقالت نيلي مرغليت، إحدى الرهائن الذين تم إطلاق سراحهم خلال هدنة نوفمبر وهي ممرضة، في مقابلة بعد الافراج عنها إنها قدمت العلاج لبعض الرهائن في غزة.
وقالت مرغليت إنها كانت تعطي الخاطفين أسماء الأدوية التي تحتاج إليها لعلاج الرهائن المرضى وهم كانوا يعطونها بعضا من هذه الأدوية، وإن كان بكميات غير كافية.
بالإضافة إلى الرهائن الـ 105 الذين تم إطلاق سراحهم خلال الهدنة المؤقتة في نوفمبر، تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك، وأنقذت القوات إحدى الرهائن. كما تم استعادة جثث ثماني رهائن وقُتل ثلاث رهائن آخرون عن طريق الخطأ بنيران القوات الإسرائيلية.
ولقد أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 25 من الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، بالاستناد إلى معلومات استخباراتية ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
وتحتجز حماس أيضا مدنيين إسرائيليين، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015 تباعا، بالإضافة إلى جثتي الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014.