مكتب التحقيقات الفيدرالي: المشتبه به في هجوم كولورادو خطط للاعتداء لمدة عام وأراد “قتل كل الصهاينة”
المشتبه به، المحتجز بكفالة قدرها 10 ملايين دولار، هو مصري الجنسية ومتواجد في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني؛ قائد مسيرة دعم الرهائن: "رأيت النيران تغطي" جسد مرأة
أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن المشتبه به الذي هاجم متظاهرين مؤيدين للرهائن في بولدر بولاية كولورادو كان يخطط للهجوم منذ عام، وأراد “قتل كل الصهاينة”.
المشتبه به، محمد صبري سليمان (45 عاما)، متهم بتنفيذ الهجوم يوم الأحد باستخدام قاذف لهب بدائي الصنع وزجاجات حارقة، ما أدى إلى إصابة 12 شخصا. وقد تم اعتقاله في موقع الحادث.
قالت الشرطة إن أحد المصابين كان في حالة حرجة، ونُقل اثنين آخرين جوا إلى مستشفى في دنفر بسبب إصابات خطيرة بالحروق.
رفع الادعاءان الفدرالي والولائي دعاوى جنائية منفصلة ضد سليمان، حيث وُجهت له تهمة ارتكاب جريمة كراهية (فدراليا) وتهمة محاولة القتل (ولائيا). ويواجه أيضا تهما إضافية على مستوى الولاية تتعلق باستخدام أدوات حارقة، ومن الممكن أن تُوجه إليه المزيد من التهم في المحكمة الفدرالية، حيث ستسعى وزارة العدل إلى الحصول على لائحة اتهام من هيئة محلفين كبرى.
خلال جلسة استماع يوم الاثنين، ظهر سليمان عبر رابط فيديو من سجن مقاطعة بولدر مرتديا زيا برتقاليا، وتم تحديد جلسة أخرى يوم الخميس. ويُحتجز سليمان بكفالة نقدية قدرها 10 ملايين دولار، بحسب الادعاء.
وقال المدعي العام الأمريكي بالإنابة جي. بيشوب غرويل في مؤتمر صحفي للإعلان عن تهمة جريمة الكراهية إن سليمان يواجه عقوبة السجن المؤبد في حال إدانته.
استندت إفادة خطية قدمها أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى محكمة المقاطعة الفدرالية في كولورادو إلى مقابلة سليمان مع سلطات إنفاذ القانون بعد اعتقاله.

قال العميل إن سليمان ألقى زجاجتي مولوتوف مشتعلة على تجمع دعم الرهائن وهو يصرخ “فلسطين حرة”. واندلعت النيران وسط الحشد، ما تسبب في إصابة ثمانية من المشاركين بحروق.
بعد اعتقاله، عُثر بالقرب منه على حاوية بلاستيكية سوداء بغطاء أصفر، بداخلها ما لا يقل عن 14 زجاجة مولوتوف غير مشتعلة مصنوعة من زجاجات نبيذ أو عبوات أخرى ومملوءة بالبنزين مع خرق حمراء بارزة من الأعلى.
كما عُثر بالقرب من المكان على “رشاش أعشاب” على شكل حقيبة ظهر محمّل بالبنزين. وقد ذكرت السلطات أن سليمان استخدم قاذف لهب بدائيا خلال الهجوم.
عثر عناصر الأمن أيضا على سيارة من طراز تويوتا بريوس فضية مسجلة باسم سليمان متوقفة على بعد عدة شوارع. ووجدت بداخلها عبوة غاز حمراء وأوراق تحمل كلمات “إسرائيل”، “فلسطين” و”USAID”، وفقًا للإفادة.
وقال سليمان للسلطات إنه بحث على يوتيوب عن كيفية صنع زجاجات مولوتوف، وقام بتصنيع العبوات وشراء البنزين من محطة وقود في طريقه إلى بولدر. وكان يقيم في كولورادو سبرينغز على بعد حوالي ساعتين مع زوجته وخمسة أبناء. وأكدت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أنه كان في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.

وورد في الإفادة الخطية أنه “صرح بأنه يريد قتل جميع الصهاينة وتمنى لجميعهم الموت”، مضيفة أن سليمان تعهد “بأن يفعل ذلك مرة أخرى”.
واستهدف التجمع لدعم الرهائن بعد أن علم عن المجموعة من خلال بحث على الإنترنت ورأى أن المجموعة تخطط للاجتماع في الساعة الواحدة ظهرا. ووصل إلى الموقع في الساعة 12:55 ظهرا وانتظر المتظاهرين.
وأضافت الإفادة، “صرح سليمان بأنه يكره المجموعة الصهيونية، وفعل ذلك لأنه يكره هذه المجموعة وكان بحاجة إلى منعهم من الاستيلاء على ‘أرضنا’، والتي أوضح أنها فلسطين. قال إنه كان يخطط للهجوم منذ عام وكان ينتظر حتى تتخرج ابنته ليقوم بتنفيذ الهجوم”.
وقال سليمان إنه ترك هاتف آيفون يحتوي على رسائل لأسرته مخبأ في درج مكتبه في منزله. وكانت زوجته قد سلمت هاتف آيفون للشرطة.
وأكدت الإفادة أن سليمان هو الشخص الذي ظهر في مقطع الفيديو من مكان الهجوم. كما أظهر الفيديو أنه كان يصرخ: “القضاء على الصهاينة”.
The suspect is heard here saying twice "End Zionists" pic.twitter.com/ATNlXkKyM0
— Barak Ravid (@BarakRavid) June 1, 2025
شارك سليمان في جلسة محكمة موجزة بعد ظهر الاثنين عبر الفيديو من سجن مقاطعة بولدر.
وقد وُجهت إليه تهم فيدرالية بارتكاب جريمة كراهية، وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد إذا تضمنت محاولة قتل. وتشمل التهم الموجهة إليه على مستوى ولاية كولورادو 16 تهمة بمحاولة القتل من الدرجة الأولى، وتهمتين باستخدام جهاز حارق و16 تهمة بمحاولة استخدام جهاز حارق.
وبحسب المدعي العام الأمريكي غرويل، فقد حاول سليمان شراء سلاح ناري لتنفيذ الهجوم، لكنه لجأ إلى صنع أجهزة حارقة عندما لم يتمكن من الحصول على سلاح ناري لأنه ليس مواطنا أمريكيا.
وأصدرت الشرطة صورة للمشتبه به بدا فيها مضمّد الأذن وظهرت كدمات على وجهه.
In response to several questions received overnight regarding the Pearl Street attack, we are sharing the following:
*No victims have died
*The suspect’s mugshot is seen here and his date of birth is Dec. 15, 1979.
*The next press conference will be later today and details will… pic.twitter.com/valMiZFbsm— Boulder Police Dept. (@boulderpolice) June 2, 2025
وقال شاهد العيان أليكس أوسانت من سان دييغو، الذي كان على الجانب الآخر من الممشى، أنه بعد الهجوم الأول، ذهب المشتبه به خلف بعض الشجيرات ثم عاد وألقى زجاجة مولوتوف، لكنه على ما يبدو أضرم النار بنفسه بالخطأ أثناء إلقائها.
ثم خلع الرجل قميصه وما بدا وأنه سترة واقية من الرصاص قبل وصول الشرطة. وسقط الرجل أرضًا وتم اعتقاله دون أي مقاومة تُذكر كما ظهر في فيديو صوّره أوسانت.
وقالت السلطات في البداية إن ثمانية أشخاص تتراوح أعمارهم بين 52 و88 عاما أصيبوا، لكنها لاحقا رفعت الحصيلة إلى 12 بعدما تقدم أربعة آخرون بإصابات طفيفة.
“رأيت النيران تغطي كل جسدها”
قال عومر شاحار، أحد قادة التظاهرة، إن السيدة البالغة من العمر 88 عاما تعرضت لأخطر إصابات.
وأضاف شاحار لتايمز أوف إسرائيل: “رأيت النيران تغطي كل جسدها، من الرأس حتى القدمين”، مشيرا إلى أن زوجها أصيب أيضا بجروح خطيرة. وذكر شاحار أنه كان هناك أطفالا بين الحضور، وأكد أن إحدى المصابات الأخريات ناجية من الهولوكوست. ورفض الكشف عن أسماء المصابين مراعاة للخصوصية.
وقال شاحار: “كنا نقوم بمسيرتنا المعتادة، مسيرة هادئة وسلمية جدًا، فقط بالأعلام ولافتات صور الرهائن”.

مع اقتراب المجموعة من مبنى محكمة بولدر، “قام هذا الرجل برمي زجاجات مولوتوف علينا وأصيب الكثير منا، وتعرضوا لحروق”.
وتعهد بمواصلة المسيرات “حتى يعود آخر رهينة”.
وقال: “الناس هنا ملتزمون جدًا بهذه القضية، لا يهم إن كان هناك ثلج أو مطر أو حر. الأمر في غاية الأهمية بالنسبة لهم”.
تأشيرة منتهية الصلاحية
قالت تريشيا ماكلوغلين، نائبة وزير الأمن الداخلي، إن سليمان كان في البلاد بشكل غير قانوني. ودخل الولايات المتحدة في أغسطس 2022 بتأشيرة B2، وهي تأشيرة زيارة لغير المهاجرين تسمح للأجانب بزيارة البلاد لأغراض تشمل السياحة، وزيارة العائلة، والعلاج الطبي.

وأوضحت ماكلوغلين لتايمز أوف إسرائيل أن سليمان تقدم بطلب لجوء في سبتمبر 2022، وانتهت صلاحية تأشيرة B2 في فبراير 2023، وبقي في البلاد بشكل غير قانوني.
ولم ترد تفاصيل حول مصير طلب اللجوء الذي تقدم به سليمان.
ونُظمت التظاهرة من قبل مجموعة “Run for Their Lives” التي تقيم فعاليات أسبوعية في أنحاء الولايات المتحدة لرفع الوعي بشأن الرهائن الإسرائيليين.
وقال شهود للمحققين إن سليمان هاجم المتظاهرين بـ”قاذف لهب بدائي الصنع” وألقى عبوة حارقة، وفقًا لما ذكره عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي مارك ميكاليك في مؤتمر صحفي الأحد. وقال قائد شرطة بولدر ستيف ردفيرن إن المشتبه به ألقى زجاجات مولوتوف على المتظاهرين.
وقال ميكاليك: “من الواضح أن هذا عمل عنف مستهدف ويحقق فيه مكتب التحقيقات الفدرالي كعمل إرهابي”.

وقال شاحار إن قاذف اللهب اشتعل عندما حاول سليمان استخدام الجهاز، فتخلص منه ونزع قميصه.
جاء الهجوم في بولدر بعد أقل من أسبوعين على قيام مهاجم بإطلاق النار على موظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، حيث هتف “فلسطين حرة” و”فعلتها من أجل غزة” عقب الجريمة، بحسب السلطات.
وبعد هذا الهجوم، حذر مسؤولو أمن يهود من أن عمليات القتل قد تلهم هجمات أخرى تستهدف إسرائيليين أو يهودًا آخرين في الولايات المتحدة.
وتأتي هذه الهجمات بعد سلسلة من محاولات تم إحباطها لتنفيذ هجمات ضد أهداف يهودية وإسرائيلية في أنحاء الولايات المتحدة خلال العام الماضي.