مكالمة بين بايدن ونتنياهو؛ وحماس تقول “لا قضايا كبيرة” في المسودة الأخيرة لصفقة الرهائن
بحسب تقرير، تم دعوة الوفد الإسرائيلي للانضمام إلى المحادثات في القاهرة بالتوازي مع وفد حماس "لتسريع العملية"؛ بلينكن يتوجه إلى الشرق الأوسط في زيارة هي السابعة له منذ 7 أكتوبر
ناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء الأحد المفاوضات الجارية لإبرام اتفاق لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، بينما ينتظر الجانبان رد الحركة على الاقتراح الأخير.
ومن المتوقع أن يصدر رد حماس في الأيام القليلة المقبلة، حيث صرح مسؤول كبير في الحركة لوكالة “فرانس برس” أنه “لا قضايا كبيرة” في الاقتراح الأخير الذي قدمته إسرائيل ومصر لهدنة في غزة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته إلى أن “الأجواء إيجابية ما لم تكُن هناك عراقيل إسرائيلية جديدة، إذ لا قضايا كبيرة في الملاحظات والاستفسارات التي تُقدّمها حماس بشأن ما تضمنه الرد الإسرائيلي”.
واضاف المسؤول أن وفدا من حماس برئاسة المسؤول الكبير في الحركة، خليل الحية، سيسلم رد الحركة على اقتراح الهدنة خلال اجتماع مع الوسطاء المصريين والقطريين في القاهرة يوم الإثنين.
كما دعت مصر الوفد الإسرائيلي للسفر إلى القاهرة يوم الاثنين “لتسريع العملية وتقديم التوضيحات اللازمة”، بحسب ما نقله موقع “العربي الجديد” القطري نقلا عن مصدر مصري.
وأرسلت مصر، التي حاولت مع قطر والولايات المتحدة دون جدوى التوسط في اتفاق هدنة جديد في غزة منذ توقف القتال لمدة أسبوع في نوفمبر، وفدا رفيع المستوى إلى إسرائيل يوم الجمعة لمناقشة الاقتراح الأخير.
خلال مكالمته مع نتنياهو، قال البيت الأبيض إن بايدن سلط الضوء على البيان المشترك الذي نظمه الأسبوع الماضي مع قادة 17 دولة أخرى، الذي طالب حماس بالإفراج الفوري عن الرهائن الـ 133 المتبقين الذين تحتجزهم في غزة، بما يسمح بهدنة وإغاثة فورية للمدنيين في القطاع.
كما كرر الرئيس الأمريكي التزامه “الصارم” بأمن إسرائيل، والذي ظهر خلال الهجوم الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيرة الذي تم إحباطه بشكل مشترك في وقت سابق من هذا الشهر، وفقا لبيان البيت الأبيض.
وأضاف البيت الأبيض أن بايدن كرر “موقفه الواضح” بشأن خطط إسرائيل الوشيكة لعملية في مدينة رفح بأقصى جنوب غزة. وقالت الولايات المتحدة إنها لا تستطيع دعم العملية ما لم تضمن الحماية الكاملة لأكثر من مليون فلسطيني لجأوا إلى هناك، وهي لا تعتقد أن إسرائيل ستكون قادرة على إخلاء هذا العدد الكبير من المدنيين بأمان ورعايتهم.
وناقش الزعيمان أيضا فتح معابر إضافية إلى شمال غزة في وقت لاحق من هذا الأسبوع للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع، وهو أمر سيكون حاسما إذا مضت إسرائيل قدما في خططها لعملية رفح.
إسرائيل من بين الدول التي سيزورها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لدى عودته إلى الشرق الأوسط يوم الاثنين، في رحلته السابعة إلى المنطقة منذ 7 أكتوبر. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أنه من المقرر أن يزور بلينكن إسرائيل والأردن يوم الأربعاء.
ولم يتم نشر شروط الاقتراح الحالي المدعوم من إسرائيل بشأن الهدنة وصفقة الرهائن، ولكن ورد أنه ينص على إطلاق سراح 33 رهينة على قيد الحياة ممن ينطبق عليهم ما يسمى بالتصنيف “الإنساني” – أي النساء والأطفال والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما والمرضى. وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح عدد أكبر بكثير من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين.
وسط نقاش حاد داخل الحكومة الإسرائيلية مع تكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق خلال نهاية الأسبوع، ذكرت قنوات إعلامية عبرية أن اسرائيل مستعدة لتقديم المزيد من التنازلات الرئيسية مثل السماح بعودة السكان إلى شمال غزة، وربما القيام بذلك دون عمليات التفتيش التي تفضلها لمنع عناصر حماس من العودة معهم.
كما أبدت إسرائيل استعدادها لسحب قواتها من ما يسمى بممر نتساريم في وسط غزة، وفقا لتقرير في القناة 12 يوم السبت.
وقال التقرير أيضا إن الشروط التي تم نقلها ستنص على مرحلة لاحقة من المفاوضات، حيث سيتم مناقشة إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن الآخرين. كما شدد على أن إسرائيل لن تضطر إلى الالتزام بإنهاء الحرب كشرط للإفراج الأولي عن الرهائن الثلاثة والثلاثين الذين ينطبق عليهم التصنيف “الإنساني”.
منذ اتفاق نوفمبر، اشترطت حماس إطلاق سراح أي رهائن آخرين بإنهاء إسرائيل للحرب – وهو مطلب رفضه نتنياهو ووصفه بأنه وهمي.
ردا على تقرير القناة 12، قال مسؤول إسرائيلي كبير ل”تايمز أوف إسرائيل” يوم السبت إن “إسرائيل لم توافق على إنهاء الحرب، أو الانسحاب من القطاع، أو المطالب الأخرى التي قدمتها حماس”.
اندلعت الحرب في غزة بعد هجمات 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام حوالي 3000 مسلح إسرائيل عبر الحدود عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 253 آخرين كرهائن.
وتقدّر إسرائيل أن 129 من هؤلاء الرهائن ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك، وأعادت القوات ثلاث رهائن. كما تم استعادة جثث ثماني رهائن وقتل الجيش ثلاثة رهائن عن طريق الخطأ. وتم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر ولا يزال مصيره مجهولا.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 34 ألف فلسطيني قُتلوا في القطاع، ولكن لا يمكن التحقق من العدد بشكل مستقل ويُعتقد أنه يشمل كلا من مسلحي حماس والمدنيين، الذين قُتل بعضهم نتيجة لصواريخ طائشة أطلقتها الحركة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 13 ألف مسلح في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 قُتلوا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر وبعده مباشرة. كما يقول الجيش إن 261 جنديا قُتلوا منذ بداية الاجتياح البري.
ساهمت في هذا التقرير وكالات