إسرائيل في حالة حرب - اليوم 646

بحث

مقتل 8 وإصابة نحو 300 جراء ضربات صواريخ باليستية إيرانية على وسط إسرائيل وحيفا

4 قتلى في بتاح تيكفا، 3 في حيفا، و1 في بني براك؛ أضرار طفيفة في فرع السفارة الأمريكية بتل أبيب؛ كاتس يقول "سكان طهران سيدفعون الثمن" ثم يوضح أن المدنيين لن يتعرضوا للأذى الجسدي

لقي ثمانية أشخاص حتفهم وأصيب ما يقرب من 300 آخرين نتيجة سقوط صواريخ باليستية إيرانية على مدن إسرائيلية في ما لا يقل عن خمسة مواقع في وقت مبكر من صباح الاثنين، مع دخول الصراع يومه الرابع.

واسفرت الصواريخ عن مقتل أربعة أشخاص في بتاح تيكفا، وثلاثة في حيفا، وشخص آخر في بني براك.

وأبلغت وزارة الصحة عن نقل 287 شخصا إلى المستشفيات في أنحاء البلاد نتيجة إصابات خلال وابل الصواريخ الإيرانية. ووُصفت حالة شخص واحد بالخطيرة، وأصيب 14 آخرون بجروح متوسطة، بينهم اثنان في مستشفى شنايدر للأطفال في بيتاح تيكفا. أما باقي المصابين، فكانت إصاباتهم طفيفة أو عانوا من صدمة نفسية حادة.

كما سقط صاروخان في تل أبيب، حيث ألحقا أضراراً كبيرة بعدد من المباني وأديا إلى وقوع بعض الإصابات.

وأكد السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي في منشور عبر منصة إكس أن فرع السفارة الأمريكية في المدينة الساحلية تعرض لأضرار طفيفة جراء الضربة، دون وقوع إصابات بين الموظفين. وأوضح أن السفارات والقنصليات الأمريكية لا تزال مغلقة، مع استمرار أوامر البقاء في أماكن آمنة. وتقع السفارة الأمريكية نفسها في القدس.

وقد استهدف وابل الصواريخ الإيرانية مراراً منطقة تل أبيب الكبرى المكتظة بالسكان والمدن المجاورة منذ بداية القتال يوم الجمعة، بالإضافة إلى منطقة حيفا.

قوات الأمن والإنقاذ الإسرائيلية في موقع إصابة صاروخ باليستي أُطلق من إيران وألحق أضراراً في تل أبيب، 16 يونيو 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

وبدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات جوية على البنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية في الساعات الأولى من صباح الجمعة، في خطوة يقول إنها تهدف إلى مواجهة تهديد فوري ووجودي من برامج إيران النووية والصاروخية.

وشملت الحملة أيضاً عمليات تخريب نفذها الموساد داخل إيران، وقد حظيت بدعم العديد من الدول الغربية التي أكدت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وبعد منتصف الليل بقليل في الساعات الأولى من الاثنين، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي تحذيراً للجمهور بضرورة البقاء قريبين من الملاجئ تحسباً لهجوم صاروخي.

وأُرسلت الإشعارات عبر تطبيق الهاتف المحمول الذي يوفر تنبيهات مبكرة باحتمال وقوع هجوم، يليها عادة تحذير ثانٍ قبل دقائق من انطلاق صفارات الإنذار، ما يمنح نحو 90 ثانية للوصول إلى ملجأ.

سكان يخلون منطقة سقط فيها صاروخ أُطلق من إيران على تل أبيب، 16 يونيو 2025. (AP Photo/Baz Ratner)

وفي الساعات التي الإنذار، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض في وسط إيران، وهو ما قال إنه أدى إلى تقليص عدد الصواريخ التي كانت إيران تخطط لإطلاقها إلى النصف.

ثم، وبعد الساعة الرابعة فجراً بقليل، دوت صفارات الإنذار مع إطلاق إيران وابل صواريخ على المناطق الوسطى والشمالية من البلاد.

وقال الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت نحو 40 صاروخاً، وأن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية اعترضت معظمها، كما في الهجمات السابقة، لكن بعضها تمكن من اجتياز الدفاعات.

وأضاف الجيش أنه تم إطلاق عشرات الطائرات المسيّرة على إسرائيل ليلاً وصباح الاثنين، إلا أن سلاح الجو والبحرية الإسرائيلية اعترضتها جميعاً.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين أن صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن على إسرائيل سقط خارج حدود البلاد. وكانت صفارات الإنذار قد دوت في جنوب إسرائيل.

بيتاح تيكفا

قال المسؤول في قيادة الجبهة الداخلية أودي إلباز للصحافة إن صاروخاً إيرانياً أصاب مبنى مكوناً من 20 طابقاً في بيتاح تيكفا، مما تسبب في أضرار جسيمة في الطابقين الرابع والخامس.

وأضاف للصحفيين: “من المهم أن أؤكد أنه في المباني الأخرى التي قمنا بتفتيشها، معظم الأشخاص الذين كانوا في أماكن محصنة لم يُصبوا بأذى”.

عناصر الإنقاذ يتفحصون مبنى متضرراً بعد ضربة صاروخ إيراني في بيتاح تيكفا في 16 يونيو 2025. (Jack GUEZ / AFP)

وأوضح الجيش الإسرائيلي لاحقاً أن الصاروخ أصاب بشكل مباشر غرفة محصنة، وهي داخل المباني الإسرائيلية الحديثة المبنية بجدران أكثر سمكاً وباب مقاوم للانفجارات للحماية من مثل هذه الهجمات. وقد قُتل شخصان كانا في إحدى هذه الغرف الآمنة. أما حالتا الوفاة الأخريان في ذلك الموقع، فلم يكونا داخل مكان محصن على الرغم من انطلاق صفارات الإنذار.

حيفا

أكد رئيس بلدية حيفا يونا ياهف أن ثلاثة أشخاص قُتلوا في وابل صواريخ استهدف المدينة الشمالية.

وقال ياهف للقناة 12 الإخبارية إن الثلاثة كانوا يعملون في منشأة “مهمة جداً لنا في المنطقة، وسنكون سعداء إذا أغلقت وغادرت”.

وقد حاول عناصر الإنقاذ لساعات الوصول إلى الأشخاص الثلاثة المفقودين، الذين دفنوا تحت الأنقاض أثناء الهجوم على المدينة الشمالية. واندلع حريق أيضاً في الموقع، مما صعّب عمليات الإنقاذ.

أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تتصدى لصواريخ إيرانية فوق حيفا في 16 يونيو 2025. (AHMAD GHARABLI / AFP)

وقال ياهف إن العديد من المنازل والمباني الأخرى في المدينة تعرضت لأضرار كبيرة، لكن تم نقل أربعة أشخاص فقط إلى المستشفى بإصابات طفيفة.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها أرسلت عناصر لإبعاد الصحفيين الدوليين الذين كانوا يبثون مباشرة من مواقع سقوط الصواريخ في منطقة حيفا.

وجاء في بيان المتحدث باسم الشرطة: “تحركت دوريات شرطة منطقة الساحل للبحث والتعامل مع الحادث”.

وتضم مدينة حيفا عدداً من المنشآت الحساسة، منها مصفاة نفط، وميناء رئيسي، وقاعدة عسكرية بحرية.

بني براك

في بني براك، البلدة الواقعة شرق تل أبيب، أفادت السلطات يوم الاثنين بأنه تم انتشال جثمان رجل في الثمانينيات من عمره من مبنى تضرر بفعل صاروخ.

وتسبب الانفجار في أضرار كبيرة لعدد من المباني الأخرى في المنطقة.

قوات الأمن والإنقاذ الإسرائيلية في موقع إصابة صاروخ باليستي أطلق من إيران وألحق أضراراً في بني براك، 16 يونيو 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

وفي مواقع سقوط الصواريخ، ساعد عناصر الإنقاذ في إجلاء مئات الأشخاص من المباني السكنية المدمرة والمتضررة.

وأفادت خدمة الطوارئ نجمة داوود الحمراء أنه في أحد المواقع، حيث وقعت أضرار كبيرة في المباني السكنية على طول أحد الشوارع، تم العثور على طفل يبلغ من العمر أربعة أيام في مبنى مدمر، لكنه لم يصب بأذى.

وقد أبقى المسعفون الطفل آمناً في سيارة إسعاف حتى تمكنوا من إخراج والدته من أحد المباني بعد حوالي ساعة.

عناصر الإنقاذ يعملون بالقرب من مبنى متضرر عقب ضربة صاروخ إيراني في بني براك، شرق تل أبيب، 16 يونيو 2025. (Jalaa MAREY / AFP)

بالإضافة إلى الصواريخ، قال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراض ثماني طائرات مسيّرة أُطلقت من إيران باتجاه إسرائيل بواسطة زوارق صواريخ تابعة لسلاح البحرية خلال الليل، وأضاف أنه استخدم منظومة دفاع جوي جديدة لأول مرة.

ووفقا للجيش، فقد اعترض بعض الطائرات المسيّرة باستخدام صواريخ LRAD الاعتراضية، وهي جزء من منظومة الدفاع الجوي “باراك إم إكس”، التي تم نشرها على الفرقاطات من طراز “ساعر 6” التابعة لسلاح البحرية.

ومنذ بدء التصعيد يوم الجمعة، أفاد الجيش بأن البحرية اعترضت نحو 25 طائرة مسيّرة متجهة إلى إسرائيل، معظمها من إيران.

أما سلاح الجو الإسرائيلي فقد أسقط نحو 100 طائرة مسيّرة أخرى باستخدام المقاتلات والمروحيات.

وهدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن سكان طهران سيعانون ردا على الضربات الصاروخية الإيرانية التي سببت أضراراً واسعة في المناطق السكنية الإسرائيلية.

وقال كاتس في بيان، مشيرا على ما يبدو إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي: “ديكتاتور طهران المتغطرس أصبح الآن قاتلاً خائفاً يطلق النار على الجبهة الداخلية المدنية في إسرائيل بهدف ردع الجيش الإسرائيلي عن مواصلة تنفيذ هجمات تدمر قدراته”.

وأضاف: “سكان طهران سيدفعون الثمن، وقريباً”، فيما بدا تهديداً للمدنيين الإيرانيين بالمثل.

لكنه أوضح لاحقا أنه “لا توجد نية لإلحاق الأذى الجسدي بسكان طهران، كما يفعل الديكتاتور القاتل بمواطني إسرائيل”.

وتابع: “سيتعين على سكان طهران أن يتحملوا كلفة الديكتاتورية وأن يُخلوا منازلهم من المناطق التي سيكون من الضروري ضرب أهداف النظام والبنية التحتية الأمنية فيها”.

وزير الدفاع إسرائيل كاتس (يمين) يجتمع مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق إيال زمير (يسار) وأعضاء من القيادة العسكرية العليا قبيل العملية الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني، 13 يونيو 2025. (Defense Ministry)

350 صاروخاً أُطلق منذ يوم الجمعة

أطلقت إيران نحو 350 صاروخاً باليستياً على إسرائيل منذ يوم الجمعة، وقد تم اعتراض الغالبية العظمى منها، وفقاً لإحصائيات الجيش الإسرائيلي الصادرة يوم الاثنين.

وبلغ عدد القتلى في هجمات الصواريخ الباليستية الإيرانية منذ الجمعة 24 شخصاً.

ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد، حيث لا يزال شخص واحد في عداد المفقودين ويُعتقد أنه قُتل في ضربة صاروخية على مبنى في بات يام نهاية الأسبوع.

موقع مبنى سكني دمره صاروخ باليستي إيراني في بات يام، 15 يونيو 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

وتألفت الرشقات الصاروخية الإيرانية من نحو 30 إلى 60 صاروخا كل دفعة، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وقال مسؤولون عسكريون إن طهران سعت لإطلاق أعداد أكبر – مئات الصواريخ دفعة واحدة – لكن ضربات سلاح الجو الإسرائيلي على منصات إطلاق الصواريخ الباليستية في إيران تعرقل هذه الهجمات.

وفي كل وابل، يصيب إسرائيل نحو 5-10% من الصواريخ، بحسب المسؤولين. ويشمل ذلك صواريخ يقرر الجيش الإسرائيلي عدم اعتراضها “وفقاً للبروتوكول” بحيث تسقط في مناطق مفتوحة دون أن تلحق ضرراً بأي بنية تحتية حيوية، بالإضافة إلى الصواريخ التي لم يتم اعتراضها والتي تصيب مناطق حضرية وتسبب إصابات وأضراراً.

ويؤكد الجيش أنه على الرغم من كفاءة منظومات الدفاع الجوي المتعددة الطبقات، إلا أنها ليست محكمة بالكامل. ويحث الإسرائيليين دائماً على الالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية والاحتماء في الغرف المحصنة والملاجئ عند تلقي تحذيرات من صواريخ قادمة.

وقد استهدفت غالبية الصواريخ الباليستية الإيرانية تل أبيب وحيفا – وهما منطقتان مكتظتان بالسكان – وبدرجة أقل منطقة بئر السبع. وهذا يعني أن القليل من الصواريخ التي لا يتم اعتراضها من المرجح أن تتسبب في أضرار.

اقرأ المزيد عن