مقتل 9 فلسطينيين في اشتباكات بين مسلحين والجيش الإسرائيلي في جنين
الوفيات تشمل امرأة مسنّة، بحسب السلطة الفلسطينية؛ قال الجيش إن القوات أحبطت خطط لهجوم وشيك من قبل حركة الجهاد الإسلامي؛ لقطات تظهر فلسطينيين يسقطون طائرة مسيّرة عسكرية صغيرة؛
أفاد مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة أن تسعة فلسطينيين قُتلوا، بينهم امرأة مسنّة، وأصيب عدد آخر خلال اشتباكات شديدة بين القوات الاسرائيلية ومسلحين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية صباح الخميس.
وصرح الجيش في بيان الجنود دخلوا مخيم جنين للاجئين لإحباط خطط للجناح المحلي لحركة الجهاد الإسلامي لتنفيذ هجوم وشيك.
وقال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي للصحفيين: “كانت هذه الفرقة قنبلة موقوتة. إذا لم نتحرك، لكانوا هم تحركوا”.
وصرح الجيش: “أثناء محاولة اعتقالهم، أطلق المطلوبون النار وقُتلوا في تبادل لإطلاق النار مع قواتنا”. وقتل ثلاثة من أعضاء خلية الجهاد الإسلامي واعتقل عضو رابع.
وجاء في البيان أن “المطلوبين، نشطاء الجهاد الإسلامي، شاركوا في عمليات إرهابية واسعة النطاق في الآونة الأخيرة، ويشتبه في قيامهم بتنفيذ عدة عمليات إطلاق نار ضد قوات الجيش الإسرائيلي، والتخطيط لهجمات أخرى كبرى”.
وقال الجيش إن المداهمة على شقة الخلية في المخيم بدأت بعد “معلومات استخباراتية دقيقة” قدمها للجيش جهاز الأمن العام (الشاباك).
وقال الضابط إن القوات استخدمت صواريخ محمولة على الكتف ومتفجرات أخرى ضد المخبأ، في تكتيك يعرف باسم “طنجرة الضغط” لمحاولة اخراج المطلوبين.
وأضاف الجيش أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار خلال الهجوم على القوات الإسرائيلية التي ردت بإطلاق النار، مما أدى إلى إصابة بعضهم.
وقال الجيش انه لم يصب أي جندي إسرائيلي في الاشتباكات.
وقال جناح محلي لحركة الجهاد الإسلامي إن عناصره أطلقوا النار على القوات الإسرائيلية وفجروا عبوات ناسفة في المنطقة. وقد تضررت العديد من المركبات التابعة للجيش الإسرائيلي ، بحسب الضابط، واضطرت إلى الاستعانة بشاحنة لسحبها خارج المنطقة.
وقالت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية في بيان إن تسعة فلسطينيين قتلوا، وأصيب 20 آخرين بجروح، بمن فيهم أربعة في حالة حرجة.
وعلى الأرجح أن تكون الاشتباكات التي وقعت صباح الخميس أكثر العمليات الإسرائيلية دموية في الضفة الغربية منذ سنوات.
شاهد| تواصل الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال في مخيم جنين. pic.twitter.com/PmUyv4KqPv
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) January 26, 2023
وقالت الوزارة أن الوفيات تشمل امرأة مسنة، تعرف باسم ماجدة عبيد (60 عاما).
وقال مصدر عسكري إن الجيش يحقق في مقتلها.
ووردت أسماء بعض القتلى، ومنهم صائب عصام محمود زريقي (24 عاما)، عز الدين ياسين صلاحات (26 عاما)، عبدالله مروان الغول، ومعتصم أبو الحسن.
وافادت وسائل إعلام فلسطينية إن صلاحات كان عضوا في كتائب شهداء الأقصى، الحركة المسلحة المرتبطة بحركة فتح الحاكمة في السلطة الفلسطينية، وكذلك عضو في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
???? تحية إجلال وإكبار
للشرطي الفلسطيني المقاتل عز الدين صلاحات، صائد الدوڤدوڤن، إستشهد بعد إكتشافه لقوات خاصة صهيونية بمخيم جنين وخوضه إشتباك مسلح معهم من مسافة صفر وحقق إصابات وقتلى في صفوف العدو وإرتقى لله شهيداً شهيداً شهيداً .#جنين pic.twitter.com/sru4kwwtCj
— فدائيين – Fedayeen (@palestfateh1965) January 26, 2023
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن “ما يجري في جنين ومخيمها مجزرة تنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلية، في ظل صمت دولي مريب”.
وأعلن عباس في وقت لاحق حدادا ثلاثة أيام على مقتل تسعة الفلسطينيين. وأمر في بيان نقلته وسائل إعلام فلسطينية بتنكيس الأعلام حدادا على “أرواح شهداء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا في جنين ومخيمها”.
شاهد| مقاومون يسقطون طائرة تصوير "درون" تابعة لقوات الاحتلال كانت تحلق في مخيم جنين. pic.twitter.com/QcgOQHHEgN
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) January 26, 2023
ويمكن سماع دوي انفجارات وإطلاق نار في لقطات نشرتها وسائل إعلام فلسطينية. وصدر مقطع آخر يُزعم أنه يُظهر مسلحين فلسطينيين وهم يسقطون طائرة استطلاع مسيّرة صغيرة تابعة للجيش الإسرائيلي.
وقال نائب محافظ جنين كمال أبو الرب إن السكان يعيشون في “حالة حرب حقيقية”.
وقال لوكالة فرانس برس ان “الجيش الاسرائيلي يدمر كل شيء ويطلق النار على كل شيء يتحرك”.
وقالت وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية مي الكيلة إن المسعفين يستصعبون الوصول إلى الجرحى وسط القتال.
كما اتهمت الكيلة الجيش بإطلاق الغاز المسيل للدموع على جناح الأطفال في مستشفى، مما تسبب في اختناق الأطفال. وأظهر مقطع فيديو من المستشفى نساء يحملن أطفالهن من غرف المستشفى إلى الممر. وقال الجيش إن الغاز المسيل للدموع انتشر على الأرجح في المستشفى من الاشتباكات القريبة.
وقال ضابط كبير في الجيش، متحدثا إلى الصحفيين، إن المداهمة استمرت حوالي ثلاث ساعات.
وقال إن الجيش الإسرائيلي “جاهز ومستعد لأي سيناريو”، بما في ذلك إطلاق صواريخ محتمل من قطاع غزة ردا على الاشتباكات الدامية. وخلال العام الماضي، أطلق الجهاد الإسلامي صواريخ على إسرائيل ردا على مقتل أو اعتقال أعضائه في الضفة الغربية.
ومن المقرر أن يجري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقييما في وقت لاحق من اليوم بشأن الحادث، وسيحل وزير الخارجية إيلي كوهين مكان وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي قيل إنه توجه إلى الولايات المتحدة يوم الأربعاء في رحلة شخصية قصيرة.
وتصاعدت التوترات مؤخرا في الضفة الغربية، بينما يواصل الجيش حملته التي تركز في الغالب على شمال الضفة الغربية للتعامل مع سلسلة من الهجمات التي خلفت 31 قتيلا في إسرائيل في عام 2022.
ويُنظر إلى جنين على نطاق واسع على أنها بؤرة للنشاط المسلحة، وقد ركزت عليها العديد من المداهمات.
وأسفرت عملية الجيش عن اعتقال أكثر من 2500 شخص في مداهمات ليلية شبه يومية. كما خلفت أكثر من 171 قتيلا فلسطينيا في عام 2022، و29 آخرين منذ مطلع العام، العديد منهم خلال تنفيذهم لهجمات أو في مواجهات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كانوا مدنيين غير متورطين في القتال.