مقتل 3 جنود إسرائيليين في شمال غزة خلال مداهمة مستشفى بحثا عن عناصر حماس
الجيش الإسرائيلي يقول إنه سهل إجلاء المرضى وأرسل الإمدادات الطبية؛ الفلسطينيون يقولون إن العشرات اعتقلوا؛ منظمة الصحة العالمية تقول إنها فقدت الاتصال بمستشفى كمال عدوان
قُتل ثلاثة جنود إسرائيليين يوم الجمعة خلال اشتباكات في جباليا شمال قطاع غزة، بينما يواصل الجيش هجومه، بما في ذلك السيطرة على آخر مستشفى عامل في المنطقة بحثا عن عناصر حماس.
وواصلت القوات الإسرائيلية أيضا شن غارات وهجمات واسعة النطاق في جميع أنحاء غزة، حيث أعلنت السلطات الصحية التابعة لحماس عن مقتل أكثر من 70 فلسطينيا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
الجنود القتلى هم النقيب باراك يسرائيل ساغان (22 عاما) من بيتاح تكفا، الرقيب عيدو بن تسفي (21 عاما) من شومرات، والرقيب هيلل عوفاديا (22 عاما) من القدس.
وخدم الثلاثة في الكتيبة 196 من اللواء المدرع 460. واللواء هو كلية عسكرية لقادة الدبابات في أوقات السلم. وكان ساغان قائدا في الكلية، بينما كان بن تسفي وعوفاديا من الطلاب.
وقُتل الثلاثة فجر يوم الجمعة في جباليا شمال قطاع غزة، عندما انفجرت عبوة ناسفة قوية في الدبابة التي كانوا بداخلها. وأصيب الجندي الرابع داخل الدبابة بجروح متوسطة.
وفي أعقاب الحادث، ارتفعت حصيلة قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع إلى 361 قتيلا.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه يعمل في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة بناء على “معلومات استخباراتية بشأن تواجد الإرهابيين وبنيتهم التحتية في المنطقة”.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه نجح في الأسابيع التي سبقت العملية في إخلاء المرضى والموظفين من المستشفى، مع ضمان استمرار أنظمة الطوارئ في المركز الطبي في العمل.
وحتى الآن، تم إجلاء نحو 45 ألف فلسطيني من جباليا وسط العملية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في المنطقة، وفقا لأحدث تقديرات الجيش. وأضاف الجيش أنه تم “اعتقال مئات من المشتبه بهم، كما قُتل مئات المسلحين”.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن مئات المرضى والموظفين اعتقلوا خلال المداهمة على المستشفى.
وقالت الوزارة في بيان إن القوات الإسرائيلية “تحتجز مئات المرضى والطواقم الطبية وبعض النازحين الذين لجأوا للاحتماء بها”.
وكانت هيئة مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية أعلنت الجمعة أنها سمحت بنقل 23 مريضا خارج المستشفى الليلة الماضية بواسطة سيارات إسعاف فلسطينية ومركبات تابعة للأمم المتحدة.
ويعد مستشفى كمال عدوان آخر مستشفى عامل في شمال غزة. وقال المستشفى أنه يعاني من نقص في الأدوية منذ بداية الحرب، وهو ما تفاقم بشكل متزايد بعد إطلاق إسرائيل عملية في شمال غزة في وقت سابق من هذا الشهر.
وزعمت الوزارة إن “الوضع كارثي” حيث لا يوجد لدى المحتجزين منذ الصباح “لا طعام ولا أدوية ولا المستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى بالمستشفى”.
وقال كوغات في بيانه إنه سمح بنقل شاحنة وقود واحدة و”180 وحدة دم وشاحنة محملة بالمعدات الطبية” تبرعت بها منظمات الأمم المتحدة.
ووصفت حماس اقتحام المستشفى بأنه “جريمة حرب وانتهاك صارخ للقوانين الدولية”.
وفي غضون ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها فقدت الاتصال بالمستشفى.
وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على منصة إكس، “منذ ورود تقارير هذا الصباح عن غارة استهدفت مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، فقدنا الاتصال بالموظفين هناك”.
وأضاف “هذا التطور مقلق للغاية بالنظر إلى عدد المرضى الذين يتم تقديم الخدمات إليهم والأشخاص الذين لجأوا إليه” طلبا للحماية.
وأوضح تيدروس أن منظمة الصحة العالمية والوكالات الشريكة وصلت إلى المستشفى في وقت متأخر مساء الأربعاء وتمكنت من نقل 23 مريضا و26 من مقدمي الرعاية إلى مجمع الشفاء الطبي الرئيسي في مدينة غزة.
وأضاف المسؤول الأممي “مستشفى كمال عدوان كان يكتظ بنحو 200 مريض ـ تدفق مستمر من حالات الصدمات المروعة. كما يكتظ المستشفى بمئات الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى”.
وتابع تيدروس “أصبح الوصول إلى المستشفيات في مختلف أنحاء غزة أكثر صعوبة بشكل لا يصدق ويعرض موظفينا لخطر لا لزوم له”.
ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المستشفيات والمرضى والعاملين في المجال الصحي والإنساني.
نفذ الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة عشرات الغارات الجوية على ما يقول إنها مواقع تابعة لحماس تقع داخل مواقع تستخدم كملاجئ للمدنيين، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومرافق الأمم المتحدة. ويقول الجيش إنه يتخذ خطوات للحد من الضرر الناجم عن مثل هذه الضربات.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن ما لا يقل عن 72 فلسطينيا لقوا حتفهم في غارات إسرائيلية في أنحاء قطاع غزة منذ مساء أمس الخميس.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية على منازل في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أودت بحياة ما لا يقل عن 38 شخصا، مضيفة أن الكثيرين من القتلى والمصابين من النساء والأطفال.
وفي الوقت ذاته، قال مسعفون إن غارات إسرائيلية على ثلاثة منازل في بلدة بيت لاهيا القريبة أدت إلى مقتل 25 وإصابة العشرات.
وفي وقت لاحق من اليوم، قال مسعفون إن تسعة أشخاص لقوا حتفهم في ضربة إسرائيلية بمخيم الشاطئ بمدينة غزة.
ولم يتسن التأكد من هذه الأرقام التي لم تفرق بين المدنيين والمقاتلين.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل عددا من المسلحين الفلسطينيين في هجمات جوية وبرية في جنوب قطاع غزة وفككت البنية التحتية العسكرية.
في غضون ذلك، أكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة أن شمال غزة يعيش “أحلك” لحظات الحرب، محذرا من أن ممارسات إسرائيل قد تصل إلى مستوى “الجرائم الفظيعة”.
وأضاف في بيان “من غير المعقول أن يتفاقم الوضع يوما بعد يوم”.
وتابع تورك “أشد ما أخشاه هو أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير، نظرا لشدة واتساع نطاق وحجم وطبيعة العملية الإسرائيلية الجارية حاليا في شمال غزة”.
وحذر المسؤول الأممي من أن “سياسات وممارسات الحكومة الإسرائيلية في شمال غزة تهدد بإفراغ المنطقة من جميع الفلسطينيين”.
وأضاف: “نواجه ما قد يرقى إلى مستوى الجرائم الفظيعة، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية”.
في هذا الإطار، دعا تورك زعماء العالم إلى التحرك، مذكرا بأن كافة الدول ملزمة بموجب اتفاقات جنيف بضمان احترام القانون الإنساني الدولي.
وشدد في بيانه على خطورة الوضع، محذّرا من أن “أحلك لحظات النزاع في غزة تتكشف اليوم في شمال القطاع، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي فعليا بإخضاع سكان بأكملهم للقصف والحصار وخطر المجاعة”.
وأكد أن “القصف على شمال غزة لا يتوقف”.
في الوقت نفسه “أمر الجيش الإسرائيلي مئات آلاف السكان بالإخلاء، بدون أي ضمانات بالعودة. ولكن لا طريقة آمنة للمغادرة”.
ونبّه المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الى أن “الوصول إلى هذا الجزء من غزة محدود للغاية، ولم تصل أي مساعدات تقريبا إلى المنطقة منذ أسابيع، مع بقاء القيود غير القانونية”.
وأشار بيان المفوض السامي الأممي إلى أن الفصائل الفلسطينية تواصل أيضا التحرك بين المدنيين، بما في ذلك في أماكن نزوح، ما يعرض المدنيين للخطر “وهو أمر غير مقبول على الإطلاق”.
بعد ما يقارب من عام من الحرب في غزة التي أشعلتها حماس في 7 أكتوبر 2023، واصلت إسرائيل الضغط على حماس، وأطلقت عملية جديدة في شمال قطاع غزة في وقت سابق من هذا الشهر، والتي قالت إنها تهدف إلى منع إعادة تنظيم صفوف المسلحين في القطاع الذي دمرته الحرب. ويقول الجيش الإسرائيلي إن هدف هجومه هو تدمير القدرات العملياتية التي تحاول حماس إعادة بنائها في الشمال.
وفي خضم هذه العملية، أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جباليا والبلدات المحيطة بها في شمال غزة، حيث يعتقد أن مئات الآلاف من الفلسطينيين ما زالوا يقيمون، على الرغم من دعوات إسرائيل المتكررة لهم بالمغادرة منذ بداية الحرب.
وفي حين فر عشرات الآلاف من السكان، بقي كثيرون إما لأنهم غير راغبين أو غير قادرين على الإخلاء، وكانت هناك تقارير تفيد بأن حماس تحاول منع المدنيين من الإخلاء.
واندلعت الحرب في غزة في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. وتعهدت إسرائيل بتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس وضمان عدم تشكيل الفصائل المسلحة في غزة أي تهديد لها.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 42 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في القتال حتى الآن، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من العدد وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 17 ألف مقاتل في المعارك و1000 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.