إسرائيل في حالة حرب - اليوم 475

بحث

مقتل كاهن ذبحا في عملية احتجاز رهائن في كنيسة شمال غرب فرنسا

وكالة ’أعماق’ التابعة لداعش تقول بأن منفذي الهجوم ’نفذا العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف الصليبي’

الكاهن الفرنسي جاك هامل (84 عاما) الذي قُتل في ما يُشتبه بأنه إعتداء لتنظيم "الدولة الإسلامية" في كنيسية في بلدة سانت اتيان دو روفريه في نورنماندي، 26 يوليو، 2016. (صورة من Twitter)
الكاهن الفرنسي جاك هامل (84 عاما) الذي قُتل في ما يُشتبه بأنه إعتداء لتنظيم "الدولة الإسلامية" في كنيسية في بلدة سانت اتيان دو روفريه في نورنماندي، 26 يوليو، 2016. (صورة من Twitter)

أ ف ب – قُتل كاهن ذبحا في عملية احتجاز رهائن نفذها رجلان الثلاثاء في كنيسة في سانت اتيان دو روفريه في شمال غرب فرنسا وتبناها تنظيم “داعش”.

وتؤجج هذه العملية التوتر في البلاد التي تعرضت لسلسة هجمات خلال الفترة الأخيرة تبناها التنظيم الإرهابي.

وذكر مصدر مطلع على التحقيق أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الكاهن قتل ذبحا.

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تفقد مكان الإعتداء الذي وصفه بأنه “جريمة ارهابية دنيئة”، مشيرا إلى أن الرجلين اللذين قتلتهما قوات خاصة في الشرطة، “قالا انهما ينتميان إلى داعش”.

وأفاد بيان لوكالة “اعماق” التابعة للتنظيم نشرته مواقع التواصل الإجتماعي، أن “منفذي هجوم كنيسة نورماندي في فرنسا هما جنديان من داعش. ونفذا العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف الصليبي”.

وتشارك فرنسا في حملة الغارات الجوية التي ينفذها تحالف دولي بقيادة اميركية ضد الجهاديين في سوريا والعراق.

وقال هولاند في سانت اتيان دو روفريه حيث رافقه وزير الداخلية برنار كازنوف: “استُهدف الكاثوليك اليوم، لكن كل الفرنسيين تحت النار”، داعيا الفرنسيين الى التضامن والى “اقامة كتلة منيعة لا يمكن لأحد أن يصدعها (…) الخطر يبقى ماثلا”.

وعبر رئيس الوزراء مانويل فالس عن “الصدمة من الإعتداء الهمجي” على الكنيسة التي أصيبت فيه أيضا رهينة ثانية لم تعرف هويتها، أفادت السلطات انها “بين الحياة والموت”.

وكتب فالس على حسابه عبر موقع “تويتر”: “فرنسا بكاملها وكل الكاثوليك تحت الصدمة في مواجهة الاعتداء الهمجي على الكنيسة”.

ودخل المعتديان الى الكنيسة خلال القداس، واحتجزا خمسة أشخاص خرج منهم ثلاثة سالمين، بحسب وزارة الداخلية.

وأعلن رسميا احالة ملف العملية الى قضاة مكافحة الإرهاب.

وقالت مصادر متابعة للتحقيق لوكالة فرانس برس، أن أحد المهاجمين “معروف من أجهزة مكافحة الإرهاب”.

وأضافت أن الرجل حاول في عام 2015 التوجه الى فرنسا، لكنه عاد من تركيا وأوقف للتحقيق بشبهة الإنتماء الى عصابة على ارتباط بمنظمة ارهابية. ووضع قيد التوقيف الإحتياطي قبل أن يفرج عنه ويبقى تحت المراقبة.

ويأتي هذا التطور بينما فرنسا في حال تأهب بعد أسبوعين على الإعتداء الذي نفذه تونسي بشاحنة تبريد في مدينة نيس جنوب فرنسا، وقتل خلاله 84 شخصا وأصيب أكثر من 350 آخرين. وتبنى الاعتداء تنظيم داعش.

“جريمة همجية”

ويتزامن الإعتداء مع افتتاح الأيام العالمية للشباب في كراكوفيا في بولندا، وهو تجمع ضخم للكاثوليك يشارك فيه البابا فرنسيس.

وندد الفاتيكان بالجريمة الهمجية، فيما عبر البابا عن ألمه إزاء العنف الذي استهدف كنيسة ومؤمنين.

وأفاد بيان صادر عن الكرسي الرسولي، “نشعر بالصدمة لحصول هذا العنف الرهيب في كنيسة، في مكان مقدس يجسد حب الله، ازاء هذه الجريمة الهمجية التي قُتل فيها كاهن وأصيب مؤمنون”.

وأضاف أن البابا “اأُبلغ بالخبر، ويشارك (الفرنسيين) الألم، ويدين بشدة كل أشكال الكراهية ويصلي للضحايا”.

وتابع: “هذا الخبر المروع الجديد يضاف الى سلسلة اعمال عنف خلال الأيام الأخيرة اصابتنا بالصدمة وأثارت الما كبيرا وقلقا”، ناقلا تضامن الفاتيكان مع الرعية المستهدفة والشعب الفرنسي.

في كراكوفيا، اعلن اسقف روان دومينيك لوبران أنه سيعود الى فرنسا بعد الظهر، “لأن واجبي أن أكون قرب رعيتي”.

وأوضح أن الكاهن الذي قتل يدعى جاك هامل وهو في الرابعة والثمانين من العمر.

وكان تنظيم “داعش” نشر اخيرا تسجيل فيديو يتوعد فيه بمزيد من الهجمات في فرنسا.

وكان المسؤولون الفرنسيون يتخوفون من خطة لمهاجمة أماكن دينية منذ سنة، لا سيما بعد احباط خطة للهجوم على كنيسة كاثوليكية في إحدى ضواحي باريس في نيسان/ابريل 2015.

وتم توقيف الجزائري سيد أحمد غلام (24 عاما)، بعد الإشتباه بأنه ينوي استهداف هذه الكنيسة وأماكن دينية كاثوليكية أخرى في ضواحي باريس.

وأعلنت الحكومة بعد ذلك تعزيز تدابير مكافحة الإرهاب لتصبح مؤاتية أيضا لحماية لمراكز الدينية.

وتشمل عملية عسكرية يطلق عليها اسم “سانتينال” (حراسة) حماية 700 مدرسة وكنيس يهودي وأكثر من الف مسجد بين 2,500 موجودة في فرنسا. لكن يبدو صعبا جدا تطبيق نسبة الحماية نفسها على 45 الف كنيسة كاثوليكية، تضاف إليها أربعة الاف كنيسة بروتستانتية و150 اورثوكسية.

وتعرضت فرنسا لثلاثة اعتداءات خلال 18 شهرا قتل فيها 17 شخصا في كانون الثاني/يناير 2015، و130 في تشرين الثاني/نوفمبر، و84 في تموز/يوليو 2016. وتخضع لحالة الطوارىء تحسبا لاعتداءات جديدة.

 غضب

وبعد اعتداء نيس في 14 تموز/يوليو، اتهم اليمين الفرنسي الحكومة الإشتراكية بأنها لم تأخذ في الإعتبار بالقدر الكافي التهديدات الإرهابية.

وتوسعت دائرة الغضب لتشمل شرائح في الراي العام، على عكس التضامن الوطني الذي ساد غداة اعتداءات تشرين الثاني/نوفمبر.

وتم احباط اعتداءات عدة منذ اكثر من عام، لكن لم يحل ذلك دون حصول أخرى بينها مثلا جريمة قتل شرطيين (رجل وامرأة) في منزلهما قرب باريس.

وحذر فالس في 19 تموز/يوليو من “اعتداءات اخرى ومقتل أبرياء جدد”، ما أثار انتقادات جديدة ضده اتهمته بالخنوع.

وفي 21 تموز/يوليو، هدد تنظيم “داعش” الإرهابي بتصعيد هجماته ضد فرنسا في تسجيل نشر على مواقع التواصل الإجتماعي وتحدث فيه جهاديان بالفرنسية.

اقرأ المزيد عن