مقتل قيادي في لجان المقاومة الشعبية في عملية لقوات خاصة إسرائيلية في جنوب غزة
وسائل إعلام فلسطينية تقول إن القوات السرية اعتقلت زوجة القيادي وأطفاله في خان يونس؛ الجيش الإسرائيلي ينفي تقريرا بشأن عملية إنقاذ رهائن

أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن قياديا فلسطينيا قُتل في عملية إسرائيلية في جنوب قطاع غزة فجر الاثنين، في الوقت الذي نفى فيه الجيش الإسرائيلي أن العملية كانت محاولة لتحرير رهائن إسرائيليين.
وأفادت وسائل إعلام في غزة أن قوات خاصة إسرائيلية دخلت خان يونس واغتالت أحمد سرحان، قيادي بارز في الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية.
وفقا للتقارير فإن القوات دخلت قلب المدينة متنكرة، حيث ارتدى بعض الجنود ملابس نسائية. خلال العملية، تم اعتقال زوجة سرحان وأولاده، بحسب التقارير.
تُعتبر لجان المقاومة الشعبية ثالث أكبر منظمة مسلحة عاملة في قطاع غزة، بعد حماس والجهاد الإسلامي. وفي السنوات الأخيرة، عملت هذه الجماعة بتوجيهات من حماس.
وأثناء الحادث الذي وقع فجر اليوم، أفادت الأنباء عن شن غارات جوية مكثفة على منطقة خان يونس، بما في ذلك مستشفى ناصر.
وأظهرت مقاطع فيديو من القطاع وقوع غارات جوية متتالية في المنطقة، تلاها أصوات طائرات مروحية مسلحة وقصف مدفعي وإطلاق نار من أسلحة خفيفة وانفجارات أخرى. وأفادت تقارير إعلامية فلسطينية غير مؤكدة بوقوع إصابات.
الغارات الإسرائيلية صباح هذا اليوم على مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة pic.twitter.com/PORzLC14aw
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) May 19, 2025
في البداية، أفاد تقرير لقناة “العربية” السعودية، الذي تناقلته وسائل إعلام عبرية، إن القوات الإسرائيلية دخلت المنطقة في إطار محاولة لإنقاذ رهائن.
ردا على التقرير، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا مبهما ألمح فيه إلى عدم تنفيذ أي عملية من هذا القبيل.
وقال الجيش في البيان أنه “في خضم عملية ’مركبات جدعون’ ويقوم بعمليات في جميع مناطق قطاع غزة“، في إشارة إلى الهجوم المكثف الذي بدأه في أواخر الأسبوع الماضي.
وأضاف البيان ”بعد هذه التقارير، لم يطرأ أي تغيير على تقييم الوضع“.

ووفقا لوسائل الإعلام العبرية، خرجت القوات الخاصة من المدينة دون سقوط أي إصابات.
ونشرت وسائل الإعلام الفلسطينية صورا تظهر ما يبدو أنه عربة تركتها القوات الإسرائيلية وراءها.
تُظهر الصور ما يبدو من الخارج وكأنه عربة، التي عادة ما تجرها دابة أو دراجة نارية، يستخدمها النازحون من غزة لنقل متعلقاتهم. لكن في الداخل، يوجد جزء مجوف سري ربما استُخدم لإخفاء جنود أو معدات إسرائيلية.
عاجل| مصادر محلية: قوة خاصة اسرائيلية تسللت بلباس مدني إلى موقع وسط خانيونس واغتالت شخصا واعتقلت زوجته وأطفاله..
صورة لحقيبة مموهة تركتها القوات الخاصة كانت تحتوي على أسلحة مموهة بأغراض نزوح pic.twitter.com/RpYbvgimxs
— فلسطين بوست (@PalpostN) May 19, 2025
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام فلسطينية يوم الاثنين أن عشرات الغارات الجوية شنت على قطاع غزة خلال الليل.
وتحدثت تقارير عن تنفيذ ضربات في وبالقرب من خان يونس في جنوب غزة، وفي مدينة غزة شمال القطاع، وفي منطقة دير البلح بوسط القطاع.
وزعمت مصادر إعلامية في غزة مرتبطة بحركة حماس الحاكمة للقطاع إن 17 شخصا قُتلوا في أنحاء القتال منذ صباح الإثنين، نقلا عن السلطات الصحية في القطاع، التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين، ولا يمكن التحقق من أرقامها.
ولم يصدر أي تأكيد أو تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي، الذي شن يوم الأحد هجوما واسعا ضد حماس في غزة، أطلق عليه اسم عملية “مركبات جدعون“.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، البريغادير جنرال إيفي ديفرين في بيان صحفي من حدود غزة مساء الأحد، إن خمس فرق تعمل الآن داخل القطاع.
وقال ”نحن ندخل مرحلة جديدة من القتال. خلال العملية، سنزيد ونوسع سيطرتنا العملياتية في غزة، مع تقسيم القطاع إلى نصفين ونقل السكان إلى أماكن آمنة في جميع المناطق التي نعمل فيها“، مضيفا ”على عكس ما كان عليه الحال في السابق، نركز الآن على الجهد الهجومي في قطاع غزة… حتى هزيمة [حماس] في المناطق التي نعمل فيها“.
وكان مسؤولون إسرائيليون حذروا من شن هجوم كبير إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن مع حماس قبل نهاية زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة يوم الجمعة.
ولا تزال مفاوضات إطلاق سراح الرهائن لا تزال جارية، وأعلن الجيش أنه لا يقوم سوى بالمراحل الأولية من الهجوم. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال إيال زمير: ”سيسمح جيش الدفاع بمرونة للمسؤولين السياسيين للمضي قدما في أي اتفاق لإطلاق سراح الرهائن“.
وأكد زمير خلال زيارة إلى غزة يوم الأحد أن ”صفقة رهائن ليست وقفا للعمليات، بل هي إنجاز. ونحن نعمل من أجل تحقيقه“.

وفقا لمسؤولين إسرائيليين، ستشهد العملية ”احتلال“ الجيش الإسرائيلي لغزة، وتدمير الغالبية العظمى من المباني والاحتفاظ بالمنطقة في المستقبل المنظور؛ ومهاجمة حماس ومنعها من السيطرة على إمدادات المساعدات الإنسانية؛ ونقل الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها.
وقُتل المئات من سكان غزة في الغارات الإسرائيلية منذ بدء المراحل الأولى من العملية يوم الجمعة، وفقا لوزارة الصحة في غزة، والتي أعلنت عن مقتل أكثر من 53 ألف فلسطيني في القطاع في الحرب حتى الآن.
لا يمكن التحقق من عدد القتلى وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وقد صرحت إسرائيل أنها تسعى إلى تقليل عدد القتلى المدنيين إلى أدنى حد ممكن، وتؤكد أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.
وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل في المعارك حتى يناير، و1600 مسلح آخر داخل البلاد خلال الهجوم الذي شنته في 7 أكتوبر، عندما قتل آلاف المسلحين بقيادة حماس نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.